سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - تفسير الآيات
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - تفسير الآيات
سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25
تفسير الآيات
الأيات :-
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
تفسير الآيات
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21).
أي: اعبُدوا اللهَ تعالى- أيُّها الناس-؛ لأنَّه هو الذي أوجدكم أنتم ومن قبلكم من العدم؛
وذلك من أجل أن تصلوا إلى مرتبة التقوى (4) .
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22).
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً.
أي: اعبُدوا ربَّكم أيضًا؛ لأنه هو الذي جعَل لكم الأرض ممهَّدةً كالفِراش، موطأةً مثبَّتةً يستقرُّ عليها الإنسان، وجعَل لكم السماء سقفًا (5) .
قال سبحانه: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء: 32].
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ.
أي: وهو كذلك أَنزل من السَّحاب مطرًا؛ فأنبت للناس بسببه أنواعًا متعدِّدةً من الثِّمار؛ رزقًا لهم (6) .
فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
أي: لا تتَّخذوا له أمثالًا ونظراءَ بزعمكم، وهو الذي خلَقَكم ورزقكم؛ فهو المستحقُّ لأنْ تُخلصوا له العبادة وحده لا شريكَ له،
وأنتم تعلمون أنَّه إلهٌ واحدٌ، لا ندَّ له ولا شريكَ له في الخَلْق والرَّزْق وغير ذلك؛ فليس كمثله شيءٌ سبحانه وتعالى (7) .
كما جاء عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، أنه قال: سألتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ:
((أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللهِ؟ قال: أنْ تجعل للهِ نِدًّا وهو خلقَك...)) الحديث (8) .
وهذِه الآية قريبةٌ من قوله تعالى:
اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر: 64] (9) .
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23).
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
أي: إذا كنتم- أيُّها الكفَّار والمنافقون- في شكٍّ من نزول القرآن من عند الله سبحانه على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ،
فأتُوا من عندكم بسورةٍ مِثل القرآن، يَتحدَّاهم الله تعالى بذلك (10) .
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
أي: استعينوا على الإتيان بسورةٍ من مثل القرآن، بمن شئتم من غير الله عزَّ وجلَّ،
من كل من يشهد لكم فيوافقكم على عدم الإقرار بنزول هذا القرآن من عند الله تعالى،
وذلك كأعوانكم وشركائكم، إن كنتم محقِّين في دعواكم أنَّ القرآن كلامٌ مختلَق تقوَّله بشر (11) .
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24).
أي: فإنْ لم تأتوا بسورةٍ من مِثل القرآن، ولن تأتوا بها أبدًا، فاجعلوا بينكم وبين عذاب النار وقايةً بفِعل أوامره سبحانه،
واجتناب نواهيه؛ لتنقذوا أنفسكم من النَّارِ التي يُلقَى فيها العصاةُ من الناس، والحجارةُ؛ لإيقادِها وإضرامِها،
وقد جُهِّزت وهُيِّئت مسبقًا لكلِّ مَن كفر فترك التصديقَ بالحقِّ والإقرار به والانقياد إليه (12) .
وَالْحِجَارَةُ.
قيل: هي حجارةُ الكِبريت، وهي أشدُّ الأحجار حَرًّا إذا حَمِيتْ، وقيل المراد بها: الأصنام (13) .
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25).
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لما ذكر الله تعالى ما أعدَّه لأعدائه الكافرين به وبرسله من العذاب، عطف بذكر حال أوليائه المؤمنين به وبرسله،
والذين صدَّقوا إيمانَهم بأعمالهم الصالحة (14) ، فقال تعالى:
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.
أي: أخْبِر يا أيُّها الرَّسولُ، الذين آمَنوا بالله عزَّ وجلَّ، وآمَنوا بك، وبما جِئتَ به من عند الله تعالى،
وصدَّقوا إقرارَهم ذلك بأعمالهم الصالحة- أخْبِرْهم خبرًا يسرُّهم، بأنَّ لهم في الآخرة بساتين،
تجري الأنهارُ من تحت أشجارها وغُروسِها وغُرَفها (15) .
كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا.
أي: كلَّما أُعطوا أيَّ ثمرةٍ من أشجار الجَنَّة، ظنُّوا أنَّها نفس الثَّمرة التي أُعطوها سابقًا في الدنيا؛ لمشابهتها إيَّاها في المنظر،
أو أنها التي أُعطوها في وقتٍ سابقٍ في الجنة، وإنَّما أُعطُوا الذي رُزِقوا من ثمارِ الجنَّةِ متشابهًا في اللَّون والمنظَر،
لكنَّ الطعم مختلفٌ (16) .
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ.
أي: إنَّ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحات، لهم في الجنَّاتِ زوجاتٌ مطهَّرات من كلِّ أذًى ومكروه ورِيبة،
طهارةً حِسيَّةً ومعنويَّة (17) .
وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
أي: إنَّ الذين آمَنوا وعمِلوا الصَّالحات، باقونَ في الجنَّات على الدَّوام،
آمِنون من الموت، وانقطاع النَّعيم (18) .
المصدر : الدرر السنية ..
تفسير الآيات
الأيات :-
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
تفسير الآيات
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21).
أي: اعبُدوا اللهَ تعالى- أيُّها الناس-؛ لأنَّه هو الذي أوجدكم أنتم ومن قبلكم من العدم؛
وذلك من أجل أن تصلوا إلى مرتبة التقوى (4) .
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22).
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً.
أي: اعبُدوا ربَّكم أيضًا؛ لأنه هو الذي جعَل لكم الأرض ممهَّدةً كالفِراش، موطأةً مثبَّتةً يستقرُّ عليها الإنسان، وجعَل لكم السماء سقفًا (5) .
قال سبحانه: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء: 32].
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ.
أي: وهو كذلك أَنزل من السَّحاب مطرًا؛ فأنبت للناس بسببه أنواعًا متعدِّدةً من الثِّمار؛ رزقًا لهم (6) .
فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
أي: لا تتَّخذوا له أمثالًا ونظراءَ بزعمكم، وهو الذي خلَقَكم ورزقكم؛ فهو المستحقُّ لأنْ تُخلصوا له العبادة وحده لا شريكَ له،
وأنتم تعلمون أنَّه إلهٌ واحدٌ، لا ندَّ له ولا شريكَ له في الخَلْق والرَّزْق وغير ذلك؛ فليس كمثله شيءٌ سبحانه وتعالى (7) .
كما جاء عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، أنه قال: سألتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ:
((أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللهِ؟ قال: أنْ تجعل للهِ نِدًّا وهو خلقَك...)) الحديث (8) .
وهذِه الآية قريبةٌ من قوله تعالى:
اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر: 64] (9) .
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ الله إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23).
وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ.
أي: إذا كنتم- أيُّها الكفَّار والمنافقون- في شكٍّ من نزول القرآن من عند الله سبحانه على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ،
فأتُوا من عندكم بسورةٍ مِثل القرآن، يَتحدَّاهم الله تعالى بذلك (10) .
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
أي: استعينوا على الإتيان بسورةٍ من مثل القرآن، بمن شئتم من غير الله عزَّ وجلَّ،
من كل من يشهد لكم فيوافقكم على عدم الإقرار بنزول هذا القرآن من عند الله تعالى،
وذلك كأعوانكم وشركائكم، إن كنتم محقِّين في دعواكم أنَّ القرآن كلامٌ مختلَق تقوَّله بشر (11) .
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24).
أي: فإنْ لم تأتوا بسورةٍ من مِثل القرآن، ولن تأتوا بها أبدًا، فاجعلوا بينكم وبين عذاب النار وقايةً بفِعل أوامره سبحانه،
واجتناب نواهيه؛ لتنقذوا أنفسكم من النَّارِ التي يُلقَى فيها العصاةُ من الناس، والحجارةُ؛ لإيقادِها وإضرامِها،
وقد جُهِّزت وهُيِّئت مسبقًا لكلِّ مَن كفر فترك التصديقَ بالحقِّ والإقرار به والانقياد إليه (12) .
وَالْحِجَارَةُ.
قيل: هي حجارةُ الكِبريت، وهي أشدُّ الأحجار حَرًّا إذا حَمِيتْ، وقيل المراد بها: الأصنام (13) .
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25).
مُناسبة الآية لِمَا قبلها:
لما ذكر الله تعالى ما أعدَّه لأعدائه الكافرين به وبرسله من العذاب، عطف بذكر حال أوليائه المؤمنين به وبرسله،
والذين صدَّقوا إيمانَهم بأعمالهم الصالحة (14) ، فقال تعالى:
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.
أي: أخْبِر يا أيُّها الرَّسولُ، الذين آمَنوا بالله عزَّ وجلَّ، وآمَنوا بك، وبما جِئتَ به من عند الله تعالى،
وصدَّقوا إقرارَهم ذلك بأعمالهم الصالحة- أخْبِرْهم خبرًا يسرُّهم، بأنَّ لهم في الآخرة بساتين،
تجري الأنهارُ من تحت أشجارها وغُروسِها وغُرَفها (15) .
كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا.
أي: كلَّما أُعطوا أيَّ ثمرةٍ من أشجار الجَنَّة، ظنُّوا أنَّها نفس الثَّمرة التي أُعطوها سابقًا في الدنيا؛ لمشابهتها إيَّاها في المنظر،
أو أنها التي أُعطوها في وقتٍ سابقٍ في الجنة، وإنَّما أُعطُوا الذي رُزِقوا من ثمارِ الجنَّةِ متشابهًا في اللَّون والمنظَر،
لكنَّ الطعم مختلفٌ (16) .
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ.
أي: إنَّ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحات، لهم في الجنَّاتِ زوجاتٌ مطهَّرات من كلِّ أذًى ومكروه ورِيبة،
طهارةً حِسيَّةً ومعنويَّة (17) .
وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
أي: إنَّ الذين آمَنوا وعمِلوا الصَّالحات، باقونَ في الجنَّات على الدَّوام،
آمِنون من الموت، وانقطاع النَّعيم (18) .
المصدر : الدرر السنية ..
نجمة الكون- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1437نقاط التميز : 2154الجنس :العمر : 30الأبراج :
رد: سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - تفسير الآيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
القلب النابض- مشرف الهواتف والفضائيات
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1634نقاط التميز : 3364الجنس :العمر : 26الأبراج :
رد: سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - تفسير الآيات
شكرا لك على
هذه المشاركة الرائعة
هذه المشاركة الرائعة
شموخ القوافي- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1461نقاط التميز : 1687الجنس :العمر : 32الأبراج :
رد: سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - تفسير الآيات
لك كل الشكر والتقدير على مجهودك الرائع والمميز
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
نتمنى لك كل التوفيق والاستمرار والاستفادة
من مواضيعك المميزة
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
نتمنى لك كل التوفيق والاستمرار والاستفادة
من مواضيعك المميزة
IKRaMOne- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1290نقاط التميز : 2098الجنس :العمر : 34الأبراج :
مواضيع مماثلة
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 8 إلي 20 - تفسير الآيات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - بلاغة الآيات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 8 إلي 20 - بلاغة الآيات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - غريب الكلمات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - المعنى الإجمالي
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - بلاغة الآيات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 8 إلي 20 - بلاغة الآيات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - غريب الكلمات
» سُورَةِ البَقَرَةِ - من أية 21 إلي 25 - المعنى الإجمالي
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى