النحت الهوائي

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
تقوم الرياح بالنحت من خلال إثارة وتذرية المواد الصخرية الجافة السائبة, حيث ترتفع الذرات في بداية الأمر في حركة رأسية بواسطة الدوامات الهوائية, وتظل الذرات في المجال الهوائي في مساراتها المحدودة, وعندما تفقد طاقتها الحركية تسقط ثانية على الأرض بسبب الجاذبية الأرضية, وقد ترتفع مرة اخرى بعد اصطدامها بسطح الأرض بطريقة القفز أو تصطدم بذرات أخرى فترتفع بالاندفاع, وإذا ماكانت الرواسب ناعمة تظل عالقة في الهواء في شكل سحابة من الغبار قد تمتد بشكل رأسي وتتحرك لمسافة بعيدة ويظل أثرها واضحاً فترة طويلة نسبياً حتى بعد انتهاء الرياح التي أوجدتها, ولكي يكون دور الرياح مؤثراً في تحريك الرواسب لابد أن تكون الرواسب جافة وسائبة (غير متلاحمة) فبالنسبة للذرات التي تتميز بكثافتها النوعية المتجانسة تجد أن هناك علاقة مباشرة في هذه الحالة بين حجم هذه الذرات وسرعة الرياح المطلوبة لبدء تحركها, فلكي تتحرك ذرات بقطر أكبر من ملليمتر واحد فإنها تحتاج إلى رياح شديدة السرعة عادة ما تتحرك بين عقبتين, وعموماً فإن معدلات نحت الرواسب تزداد إذا ما قلت فيها نسبة الذرات التي تزيد أقطارها على 00,84 ملم.

وبالنسبة للتلاحم بين الذرات ودوره في مقاومة عمليات النحت بفعل الرياح نجده يحتل في ذلك المرتبة الثانية بعد الجاذبية الأرضية وعادة ما يكون التلاحم بين الذرات الأقل من ,1 ملم كبيراً, وذلك بسبب عدم انتظام شكلها مما يساعد على تلاحمها عكس الحال مع الذرات كبيرة الحجم نسبياً كالرمال.

وإذا كانت التكوينات الصلصالية شديدة المقاومة للرياح في حالة تشبعها بالمياه نجدها عندما تجف تضعف كثيراً وتصبح صيداً سهلاً للرياح, ودليلنا في ذلك انتشار تربة اللويس الهوائية في مناطق واسعة من العالم.

ومن العوامل الأخرى التي تحد كثيراً من قدرة الرياح على النحت ما يعرف بخشونة السطح واتساعه, فكلما زادت خشونة السطح زادت مقاومته للرياح وعمل في نفس الوقت على التأثير على حركة الرياح وسرعتها.

ويعتبر النبات كذلك من المتغيرات التي تؤثر على طبيعة النحت الهوائي في أشكال عديدة, فنسبة الغطاء النباتي إلى المساحة الكلية لمنطقة ما تتحكم في السطح من الأرض المعرض للنحت, بمعنى آخر كلما زادت هذه النسبة قلت المساحة المكشوفة التي يمكن للرياح أن تؤثر فيها, إلى جانب ذلك يزيد النبات من خشونة السطح وبالتالي يقلل من كفاءة وفعالية النحت الهوائي وخاصة مع مايقوم به من خلال مجموعة الجزري من تماسك للرواسب.

بارك آلله فيكم
و جزاك الله خيرا
عن الموضوع المتميز
و المعلومات القيمة والمفيدة