النحت بواسطة الجليد

ان الاشكال التضاريسية الدقيقة Micro Relif Forms الناتجة عن الحت الجليدي تعطي مؤشرا واضحا عن تمزق الصخور بفعل تحرك الجليد هذه الاشكال الدقيقة تشمل علامات التخدش التي تمتد في موازاة حركة الجليد وهي تتراوح من علامات دقيقة مكرسكوبية على الاسطح المصقولة ذات اعماق لا تزيد عن بضعة مليمترات الى شقوق ضخمة ومتصلة ، وقد وصف سمث مثل هذه الشقوق الضخمة في شمال غرب كندا واظهر ان اطوال بعضها تصل الى 12 كلم واعماقها الى اكثر من 35 متر بينما تصل في عرضها الى مائة متر . وتمثل شقوق الاحتكاك Friction Cracks نمطا من انماط الاشكال الدقيقة فوق الاسطح الجليدية و رأى هاريس سنة 1943 ان يطلق هذا الاسم ليشمل العديد من ملامح الشقوق الصخرية مثل الشقوق شبه الرأسية وغيرها .

وهناك مجموعة اخرى من الملامح لا تقتصر فقط على الحت الجليدي ويصعب تصنيفها و وصفها عادة ما ترتبط بالصخور الصلبة وتبدو قممها مستديرة ومصقولة او قد تبدو في صورة شقوق طولية ذات حافات مستديرة او في شكل حفر وغيرها من نتاج التعرية الجليدية والجليدية النهرية .

ويمكن على سبيل المثال ملاحظة كل هذه الملامح على جوانب الظاهرة الجليدية المعروفة بظهور الاغنام Roche Mottonnees من تحزز وشقوق الاحتكاك وغيرها من التضاريس الدقيقة . وعموما فان كل هذه الملامح تتميز بانتظامها في التوزيع والاتجاه وارتباطها الكبير بالتباين الصخري فان تنتج في الواقع من تضافر مجموعة من عوامل النحت بجانب البري الناتج عن تحرك الجليد ومن امثلتها احواض الحلبات الجليدية والاحواض الجليدية والحافات المسننة وغيرها .

وجدير بالذكر ان الدراسات والملاحظات الميدانية الخاصة بعمليات البري الجليدي محدودة وقليلة وذلك بسبب صعوبة الوصول الى تلك المواضع تحت الجليدية وما يتعرض له الدراس من اخطار انهيارات الجليد ومعنى هذا عمليا ان المادة العلمية الميدانية الخاصة بتلك العمليات يمكن الحصول عليها من خلال عمل انفاق اسفل الثلاجات تصل الى صخور القاعدة ومن الكهوف الطبيعية ومن دراسة العمليات على جوانب الثلاجات قرب السطح ، وقد لاحظ فوربز Forbes سنة 1843 ان الجزء السفلي من الثلاجات بجبال الالب الاوربية تكثر به الشظايا الصخرية مما يسبب تحزز وتخدش صخور السطح وينتج في النهاية الدقيق الصخري بفعل ضغ الكتل الجليدية . وقد حاول العديد تقدير معدلات تمزق السطوح الصخرية بعد تقدم الجليد وذلك بدراسة اعماق الخدوش والتحززات ، كما ناقش كارول سنة 1947 تباين ضغط الجليد على الشظايا الصخرية من خلال ملاحظته في كهف اسفل ثلاجة .

كذلك اظهر كل من كامب سنة 1964 كيف ان الفتات الصخري تحت الثلاجة المنزلقة يعد عاملا هاما في حت الصخور ، وقد اجرى بولطون سنة 1974 العديد من التجارب المعملية التي اظهرت ان البري الجليدي ينتج عنه كميات كبيرة من الرواسب الناعمة (الغرين) وقد قدر اوسترم Ostrem سنة 1975 ان الحت الجليدي يؤدي الى تخفيض قيعان الاودية الجليدية بالنرويج بنحو متر كل 100 سنة وقد يزيد هذا المعدل الى الضعف او اكثر في بعض الثلاجات الانشط و الاكبر حجما . ومع ذلك فيجب ان نأخذ بعين الاعتبار ان مثل تلك القياسات مشكوك في صدقها بسبب صعوبة دراستها .

بارك الله فيكم وأرضاكم واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد