التراث بين القول والفعل

إن الحديث عن التراث باعتباره رمزا للحضارة، حديث يجب أن يكتسب بعدا حيويا بعيدا عن الأقوال، التي ترسم لنا التراث على أنه مجرد هيكل قديم يجسد الماضي المادي لهذه الحضارة.

فصورة التراث التي ندافع عنها، صورة بالية بما هي عليه لأنها ترتبط فقط بالعنصر التاريخي الذي يعطيها بعدا جماليا، وهي بهذا تفقد حيويتها وحركيتها، ولكي نبسط مفهوم الحيوية في التراث نمثل بتراثنا العربي الذي أصبح اليوم أشبه بالموناليزا ، فهو في ذاته يحمل بعدا جماليا وتاريخيا ولكنه جامد وثابت، وينتظر منا أن نخرجه من حيز الوصف إلى حيز الاستعمال، وبهذا فقط يمكننا أن نقول أننا نجسد التراث في حاضرنا ونمارس الحضارة المتسلسلة التي تعتنق الماضي وتواكب الحاضر.

فكل محاولة للوصف الجامد لهذا التراث، هي محاولة تعيق عجلة الحضارة، وتجعل من التراث قصيدة نتغنى بها كلما اشتد بنا الحنين إلى الماضي، وعليه فيجب علينا إعادة التفكير في الوسائل والإمكانيات التي تساعدنا على جعل التراث يصبح عنصرا حيويا وحيا، لا أن نكتفي فقط بالوصف والأقوال.