مصر تبدأ في اختبار الحافلات الكهربائية في النقل العام في القاهرة بعد نجاحها في الاسكندرية

السيارات الكهربائية
أعلنت هيئة النقل العام في العاصمة المصرية القاهرة خلال الأسبوع الماضي البدء في اختبار أول حافلة كهربائية في النقل العام لمدة ثلاثة أشهر تمهيدًا لإضافة عدد أكبر من الحافلات الكهربائية بعد ذلك.

وهذه ثاني تجربة للحافلات الكهربائية في النقل العام في مصر بعد استخدامها في محافظة الإسكندرية، إذ جرى تشغيل حافلة كهربائية بصورة تجريبية في الإسكندرية في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وتتسع الحافلة لتسعين راكب وتبلغ سرعتها القصوى 80 كيلومترًا في الساعة ومداها 250 كيلومترًا بعد شحنها تمامًا، وتحتاج إلى 3 إلى 4 ساعات لذلك. وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي أضافت المحافظة 14 حافلةً جديدة إلى أسطولها من الحافلات الكهربائية.

ودشنت الحكومة المصرية في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي مشروعًا لتوطين صناعة الحافلات الكهربائية في مصر بالتعاون مع شركة فوتون الصينية، ويتضمن المشروع إنتاج 2000 حافلة كهربائية في مصر على مدار أربعة أعوام بنسبة تصنيع محلي تبلغ نحو 45%.

وقال البيان ليتشيانج، السفير الصيني في القاهرة، خلال احتفالية تدشين المشروع أن مصر لديها المقومات التي تؤهلها كي تصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج المركبات الكهربائية وتصديرها ما سيساعد في توفير فرص عمل وضخ استثمارات جديدة في الصناعات المغذية لصناعة المركبات الكهربائية.

وأعلنت الهيئة العربية للتصنيع التابعة للحكومة المصرية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إطلاق منظومة الحافلات الكهربائية الذكية بالتعاون مع شركات وانكسيانج الصينية ويونايتد إنفستمنت ومواصلات مصر. وتمتاز حافلات هذه المنظومة بتقديم سبل الراحة للركاب مثل المقاعد المريحة وتكييف الهواء وشاشات تعرض مقاطع الفيديو وشبكة واي فاي بالإضافة إلى أماكن مخصصة لذوي الهمم، وتتضمن الحافلات أجهزة للدفع الإلكتروني ويستطيع الراكب متابعة حركة الحافلات ومعرفة أقرب محطاتها وتوقيت وصول الحافلة باستخدام تطبيق على الهواتف الذكية.

وقال وي واي، الرئيس التنفيذي لشركة وانكسيانج الصينية التي تساهم بنحو 43% من وسائل النقل الجماعي في مدينة شانغهاي الصينية أن إطلاق المنظومة مثل خطوة مهمة للحكومة المصرية نحو استغلال التقنيات المستقبلية في وسائل النقل والحفاظ على البيئة.

وقال هشام طه، رئيس شركة مواصلات مصر الرائدة في مجال النقل الجماعي، أن المنظومة تتضمن إضافة نظام إدارة إلكترونية ذكية لخدمات النقل الجماعي وفقًا للمعايير الدولية للنقل الحضري المستدام.

تمتاز المركبات الكهربائية بانخفاض تكاليف تشغيلها وصيانتها بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة لأنها تساهم في تقليل إنتاج الغازات الدفيئة.

تاريخ طويل
راودت العلماء فكرة إنتاج السيارات الكهربائية منذ فترة طويلة، إذ طور الكيميائي وليام موريسون أول سيارة كهربائية في العام 1890 في ولاية أيوا الأمريكية. لكنها كانت كبيرة الحجم ولم تتخطى سرعتها 20 كيلومتر في الساعة، وبعد ذلك بدأت الشركات في تطوير سيارات كهربائية أفضل ما أدى إلى انتشارها حتى مثلت نحو ثلث السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1900، وتوقع كثيرون أن يستمر منحنى السيارات الكهربائية في الصعود، لكن التطور الكبير الذي شهدته السيارات التي تستخدم الوقود الأحفوري جعل الناس ينصرفون عن السيارات الكهربائية.

وشهد العام 2008 الميلاد الثاني للسيارات الكهربائية، عندما أنتجت شركة تسلا سيارتها الكهربائية تسلا رودستر التي تبلغ سرعتها القصوى 200 كيلومتر في الساعة ومداها 320 كيلومتر، وبعد ذلك أنتجت سيارتين جديدتين هما تسلا موديل إس وتسلا موديل 3، وبعد نجاح تسلا دخلت الشركات الكبرى لإنتاج السيارات إلى سوق السيارات الكهربائية وبدأت في إنتاج سيارات منخفضة السعر.

مستقبل مشرق
بلغ إنتاج السيارات الكهربائية 1.9 مليون سيارة في العام 2015 ويتوقع الخبراء أن يرتفع هذا العدد إلى 9.3 مليون سيارة في العام 2020 و30 مليون سيارة في العام 2025.
وتدرك شركات صناعة السيارات أن عدم خوضها المنافسة حاليًا سيعني إفلاسها مستقبلًا، إذ تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تبلغ نسبة السيارات الكهربائية في العالم نحو 15% من الإجمالي بحلول العام 2030.