أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ثم أما بعد:
فلكل طائر جناحان بهما يطير,وبهما يحلق في السماء بتوازن فلايسقط ولايترنح...
أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء ,بهما نحقق التوازن ونسير الى رب العالمين
قال ابن القيم - رحمه الله -: " القلب في سيره إلى الله - عز وجل - بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف، والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّـدُ الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر ".

لا خلاص للنفس و لا نجاة إلا بالخوف و الرجاء ، فهما كجناحي الطائر بدون أحدهما لا مناص من الهلاك.
فالعبد بحاجة لخوف يردعه عما تتطلبه النفس الأمارة بالسوء من الشهوات و المعاصي و الركون للكسل و ترك العمل من فرائض و سنن ، فلا يأمن مكر الله إلا خاسر.
و لا بد له من رجاء و حسن ظن بربه يغسل عنه الوهن و يجدد الطاقات و يقوي عزمته للتقدم و التقرب من رب العالمين الخالق ، فاليائس من رحمة الله كافر نعم فلاتيأس من رحمة الله .
أيهما يُغلَّب : الخوف أم الرجاء ؟

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : ” السلف استحبوا أن يُقَوِّي في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف . ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف ، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ .
وقال غيره : أكمل الأحوال اعتدال الرجاء والخوف ، وغلبةُ الحب ؛ فالمحبة هي المرْكَبُ ، والرجاء حادٍ ، والخوف سائق ، والله الموصل بمنِّه وكرمه ".
اذا فهما جناحاك ايها المسلم جناح الخوف وجناح الرجاء .فان احسنت فغلب جناح الخوف ولاتغتر بعملك فالله غني عن عبادتك .وان أسأت فغلب جناح الرجاء واعلم ان الله غفور رحيم,نعم ارحم بك من نفسك بل ومن أمك .
اللهم اجعلنا من الذين اذا احسنوا استبشروا واذا اذنبوا استغفروا .