الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما
بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------
" الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما "
الآيات التي جاء الأمر فيها بطاعة الوالدين والإحسان إليهما :
أحد هذه الآيات وصية الله لعباده في آية سورة الأنعام قال تعالى : "وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الأنعام، الآية: 151)، قال القرطبي رحمه الله : الإحسان إلى الوالدين برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أمرهما وإزالة الرق عنهما وترك السلطنة عليهما (كما في تفسير الجامع) .
قلت : وقَرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بعبادته فقال : "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" ( الإسراء: 23، 24 )، وأمر الله ببر الوالدين وإن كانا كافرين، فقال تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "(لقمان، الآيتان: 14، 15)، قال ابن كثير رحمه الله : ولهذا قَرَنَ بعبادته بر الوالدين فقال : "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" أي وأمر بالوالدين إحسانًا لقوله في الآية الأخرى : "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِي" وقوله : "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ" أي : لا تسمعهما قولاً سيئًا حتى ولا التأفف الذي هو أدنى مراتب القول السيء "وَلَا تَنْهَرْهُمَا" أي : ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح كما قال عطاء بن أبي رباح في قوله "وَلَا تَنْهَرْهُمَا" أي : لا تنفض يدك عليهما (كما في تفسير القرآن العظيم ) .
جملة أحاديث في بر الوالدين وتحريم عقوقهما :
وهاك جملة من الأحاديث الشريفة التي تبين فضل بر الوالدين وتحريم عقوقهما :
الأول : عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ! مَنْ أحق الناس بحُسن الصحبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك فأدناك» (أخرجه البخاري ومسلم) .
الثاني : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال : «أحي والداك ؟» قال : نعم، قال : «ففيهما فجاهد» (أخرجه البخاري ومسلم) .
الثالث : عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف»، فقيل : مَنْ يا رسول الله ؟ قال : «مَنْ أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة» (أخرجه مسلم ) قوله : «رغم أنف» : أي لصق على التراب (انظر: تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم على الحديث) .
الرابع : عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رضا الرب برضا الوالد، وسخط الرب بسخط الوالد» (أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ووافقهما الألباني في الصحيحة )، وعند الطبراني بلفظ : «الوالدين» (أخرجه الطبراني كما في فيض القدير ).
الخامس : عن ابن عمرو رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الكبائر : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس» (أخرجه البخاري ) .
قال الذهبي رحمه الله : «موعظة : أيها المضيع ! تذكر الحقوق من بر الوالدين، العقوق الناسي لما يجب عليه الغافل عما بين يديه ببر الوالدين عليك دين وأنت تتعاطاه باتباع السنن تطلب الجنة بزعمك وهي تحت أقدام أمك... الخ» (كما في كتابه الكبائر) .
-----------
الكلم الطيب
---------------------------
" الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما "
الآيات التي جاء الأمر فيها بطاعة الوالدين والإحسان إليهما :
أحد هذه الآيات وصية الله لعباده في آية سورة الأنعام قال تعالى : "وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الأنعام، الآية: 151)، قال القرطبي رحمه الله : الإحسان إلى الوالدين برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أمرهما وإزالة الرق عنهما وترك السلطنة عليهما (كما في تفسير الجامع) .
قلت : وقَرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بعبادته فقال : "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" ( الإسراء: 23، 24 )، وأمر الله ببر الوالدين وإن كانا كافرين، فقال تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "(لقمان، الآيتان: 14، 15)، قال ابن كثير رحمه الله : ولهذا قَرَنَ بعبادته بر الوالدين فقال : "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" أي وأمر بالوالدين إحسانًا لقوله في الآية الأخرى : "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِي" وقوله : "إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ" أي : لا تسمعهما قولاً سيئًا حتى ولا التأفف الذي هو أدنى مراتب القول السيء "وَلَا تَنْهَرْهُمَا" أي : ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح كما قال عطاء بن أبي رباح في قوله "وَلَا تَنْهَرْهُمَا" أي : لا تنفض يدك عليهما (كما في تفسير القرآن العظيم ) .
جملة أحاديث في بر الوالدين وتحريم عقوقهما :
وهاك جملة من الأحاديث الشريفة التي تبين فضل بر الوالدين وتحريم عقوقهما :
الأول : عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ! مَنْ أحق الناس بحُسن الصحبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك فأدناك» (أخرجه البخاري ومسلم) .
الثاني : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال : «أحي والداك ؟» قال : نعم، قال : «ففيهما فجاهد» (أخرجه البخاري ومسلم) .
الثالث : عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف»، فقيل : مَنْ يا رسول الله ؟ قال : «مَنْ أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة» (أخرجه مسلم ) قوله : «رغم أنف» : أي لصق على التراب (انظر: تعليق محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم على الحديث) .
الرابع : عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رضا الرب برضا الوالد، وسخط الرب بسخط الوالد» (أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ووافقهما الألباني في الصحيحة )، وعند الطبراني بلفظ : «الوالدين» (أخرجه الطبراني كما في فيض القدير ).
الخامس : عن ابن عمرو رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الكبائر : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس» (أخرجه البخاري ) .
قال الذهبي رحمه الله : «موعظة : أيها المضيع ! تذكر الحقوق من بر الوالدين، العقوق الناسي لما يجب عليه الغافل عما بين يديه ببر الوالدين عليك دين وأنت تتعاطاه باتباع السنن تطلب الجنة بزعمك وهي تحت أقدام أمك... الخ» (كما في كتابه الكبائر) .
-----------
الكلم الطيب
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 25الأبراج :
رد: الوصية بالوالدين والنهي عن عقوقهما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتقاء رائع ومميز يعطيك العافيه
وشاكرلك تواجدك المتواصل
ومواضيك المميزه بارك الله
بانتظار كل ماهو جديد منك
انتقاء رائع ومميز يعطيك العافيه
وشاكرلك تواجدك المتواصل
ومواضيك المميزه بارك الله
بانتظار كل ماهو جديد منك
Nabil LacRiM- مراقب الكمبيوتر والانترنت
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 2639نقاط التميز : 4581الجنس :العمر : 28الأبراج :
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى