تاريخ اقسام بلاد المغرب – القسم الثاني العصر التاريخي

تاريخ التسجيل : 21/08/2018

العصر الفينيقي : وسمي فينيقيين نسبة إلى وطنهم (فينيقيا) وهي قطعة من الشام على البحر الأبيض المتوسط، يفصلها عن بقية الشام جبل لبان وفينيقيا هي بلاد لبنان اليوم وقد نزل الفينيقيون في ذلك المكان فاستوطنوه منذ ثلاثة آلاف عام قبل ميلاد المسيح وهم امة قليلة العدد، ولكنها عملت في التاريخ القديم أعمالا جليلة لا تحصى .

اصلهم : امة سامية من ولد كنعان بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام فهم إخوة العرب وفرع منهم وبطن من أرومة كنعان العتيدة لا يميزهم عن عرب الجزيرة إلا سيما البيئة الجديدة وما أورثته لهم مغامراتهم وأسفارهم من ثقافات وحارات وكان الفينيقيون كبقية إخوتهم في جزيرة العرب فانتقلوا إلى الشام مع بني كنعان لما هاجروا اليه فاتخذوه وطنا فعمروه فصار منسوبا إليهم وقد اختص الفينيقيون بذلك الشريط الذي يفصله عن بقية الشام جبل لبنان .

اثر الفينيقيين على الإغريق وعلى جنوب أوروبا

كانوا ينقلون حضارة الشرق القيمة إلى كل بلد قصدوه للتجارة فكانوا أساتذة الإغريق وحملي نور لعلم والمدينة إلى جنوب أوروبا فاطلعوا على مدينة الشرق التي كانت أول مدينة في العالم فاخذوا بها فتفتحت عيونهم وذاقوا نعيم المدينة وحلاوة الحضارة فانسلخوا – سيما الإغريق- من جهالتهم التي كانوا عليها ومن الشقاء والهمجية التي كانوا يرسفون في أغلاله .كان الفينيقيون متخصصين للتجارة فبرعوا فيها كل البراعة وحذقوها كل الحذق ونجحوا فيها كل النجاح لا تصافهم بكل الصفات التي تستلزمها التجارة الناجحة .

دينهم : وكان للفينيقيون كالبربر يعبدون أشياء كثيرة ومنها الشمس يسمونها بعل وهو اكبر ألهتهم وله تمثال كبير من نحاس ذراعيه فإذا أرادوا استرضاءه والتقرب إليه أوقدوا فيه نارا حتى تحمر يداه الحديديتان ثم يعون أطفالهم عليهما فتنخفض الذراعان فيتدحرج الطفل في حفرة النار فيحترق بين يدي الإله الذي يرجون رضاءه بذلك ان التضحية بالأولاد عادة في الفينيقيين وكانوا إذا بنوا دارا قربوا لإلههم (بعل) قربانا وهو صبي صغير يضعونه في حفرة الأساس ثم يقيمون بناءهم على تلك الضحية التي يسترضون بها الرب ليبارك في البناء ويتطول بالزيادة والنماء وإذا داهمهم خطر سارعوا إلى استرضاء (بعل) بتقديم القرابين من أبنائهم الأعزاء .