مقومات الحكمة.

لطالما شكلت الحكم والاقوال المأثورة فصلا فريدا رائعا من فصول

الثقافة الشعبية والتراث الانساني اللذان واضافة الى بعدهما وقيمتهما

التاريخية الحضارية فهي تندرج تحت اطارات التهذيب للسلوكات

والممارسات المنافية للقيم الدينية والاخلاقية..

ان الغوص في مجال الحكم والامثال والمأثورات عموما يستوجب بوجه

أو بآخر التطرق الى الاطلاع المعرفي الواسع الشامل لقائليها ومنشئيها

نظرا لما عايشوه من مختلف التجارب والصروف خالصين بعدها الى حنكة

كبيرة وخبرة اكبر في الفضاء الحياتي تجعل من تصرفاتهم ترقى الى الحسن

والمثالية..هذا دون اغفال الناحية الفكرية الثقافية الفسيحة التي يحظون بها مشكلة لهم

الأرضية الاساسية السليمة في مواجهتهم لتلك التجارب باعتبار أن الحكم تنم عن

واقع معرفي غزير حتى تصدر في صورها البلاغية المعبرة تلك..

ويبقى للمحيط والبيئة المعاشة ايضا أثرها على تكوينهم وصقلهم في ارساء الحكم

والاقوال المعبرة كون المحيط الاجتماعي حافزا مهما ونبعا خصبا في توسيع

فضاءات التفاعل والتواصل مع الغير لما ينتج عن هذا الاخير من ارهاصات سلبا

وايجابا تجعل الحكماء يرونها بعين المغزى والعبرة ..

ان الاستقصاء العميق لمقومات الحكمة وأساسياتها سوف يظل على الدوام شاغلا

فكريا لنا ولقادم الاجيال في انتهاج دربها أسلوبا ومعنى.الأمر الذي يستلزم منا ومنهم

على حد سواء السعي الثابت لاستشراف العلم والمعرفة في عالم لم يعد يعترف الا بالاقوى

ثقافيا وفكريا فقط..