حين تغشى القلوب اطماع تفقدها انسانيتها

لجين ذات الاثنى عشر ربيعا يتيمة الام تقيم مع زوجة ابيها

و ابنتيها من زواجها الاول و يكبرانها سنا والدها كثير السفر بحكم انشغاله كرجل اعمال فكان يتغيب كثيرا عن المنزل

تشاء الاقدار ان تفقد اباها في حادث مرور في احدى تنقلاته لينزل الخبر على لجين كالصاعقة لانه كان يدللها

كثيرا و يلهو معها كلما حل بالبيت و يلبي جميع رغباتها في حين كانت تعاني من قسوة زوجة ابيها و بناتها لغيرتهما الشديدة

بالرغم من ان والدها لم يقصر اتجاه البنات او امهم و يحسن معاملتهن تمر الايام بعد وفاة والدها لتبدا لجين رحلة العذاب مع زوجة ابيها و بناتها

فنالت نصيبها من الضرب و الاهانة ما لم ينله كبار السن و كم من ليلة قضتها بمفردها بالبيت لانشغال زوجة ابيها و بناتها بالحفلات و السهرات

و تكليفها باشغال البيت الشاقة التي اثقلت كاهلها و عدم تحملها لمتطلبات البيت الكبير لصغر سنها مع ان المنزل لا يخلوا من الخدم

و دائما ما كانت خادمة تساعدها خفية خشية العقاب من طرف سيدتها المتجبرة و كثيرا ما نامت الى جانبها لتؤنسها في وحدتها و ظلمة البيت لكبره

في يوم كانت لجين تلهو في ساحة المنزل و بيدها دميتها المحبوبة التي لا تفارقها اينما حلت او ارتحلت حتي في نومها تضعها الى جانبها ليناما سويا

فلاحظت احدى البنات اهتمام و تمسك لجين بدميتها فقامت بالقائها من شرفة المنزل لتعلق باحد اغصان الشجرة المحاذية للبيت

فنزلت لجين و الدموع تنهمر من عينيها صوب الشجرة لتحاول تسلقها لاحظار دميتها و بينما هي كذلك انزلقت قدمها لتهوي على الارض

لم تحرك اثرها ساكنا فتم نقلها الى المستشفى لمعاينتها ليخبرهم الطبيب ان لجين فقدت الحركة لاصابتها على مستوى عمودها الفقري

كما اخبر زوجة ابيها بانه بامكانها الشفاء باجراء عملية جراحية خارج الوطن و هي مكلفة و بحكم انها ثرية لما تركه والدها بعد وفاته

بامكانها اجراء العملية بكل يسر الا ان طمع و جشع زوجة ابيها حالت دون تمكنها من السفر و العلاج في الخارج الا انها لم تياس او تفقد الام

و لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تمادت الزوجة الى محاولة الاحتيال على ما تركه زوجها من اموال و ممتلكات فباشرت اجراءات تحويل الممتلكات

الى حسابها الشخصي مع محامي العائلة و الذي صدم زوجة الاب بالوصية التي تركها والد لجين و امها بان كل الممتلكات و الاموال هي من نصيب لجين

و لا يشاركها احد في ذلك كما ان للجين خال مقيم بامريكا فقام المحامي بالاتصال به لينزل على الفور ليلتقي بابنة اخته

ليراها لاول مرة و هي على كرسيها المتحرك فتعانقا و اصر خالها على السفر بها للعلاج في امريكا و هو ما تكلل فعلا نجحت العملية

و ها هي لجين تلهو و تمرح مع اقرانها و عادت اليها اشراقتها من جديد بعد معاناة مع زوجة اب قاسية القلب و بناتها.

و للاسف هذا هو حال من تغشى قلوبهم اطماع تفقدهم انسانيتهم و رحمتهم بمن هم اضعف منهم ممن يفتقدون الى العطف و الحنان

و الاهتمام و الرعاية كم تواجهنا مشكلات في الحياة ونحن اصحاء نملك اجسادا سليمة ونستطيع التغلب على المشكلة والاستمرار في الحياة

وهناك الكثير حولنا سلبوا احدى النعم كالبصر او السمع او الحركة او حتى التفكير والعقل لكن الله عز وجل منحهم الارادة القوية

وعوضهم عن هذا النقص بالرغبة في الحياة وتحقيق النجاح فمضوا في الطريق على الرغم من صعوبته وعلى الرغم من كل المشكلات

ابوا الا ان ينتقلوا لركب الناجحات التي لهم فيها بصمات لا تنسى في الحياة بالارادة غلبوا الاعاقة وجعلوها حافزا لهم نحو تحقيق

النجاح والتفوق والعطاء.