حقوقيون ينتقدون إهمال ذوي الإعاقات بتارودانت

إثر فاجعة العثور على جثّتيْ أخوين داخل منزل في شارع إبراهيم الروداني بمدينة تارودانت، عبّر المكتب الجهوي للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة عن أسفه العميق إزاء "الظروف المهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية التي يعيشها الأشخاص ذوو الإعاقة بإقليم تارودانت، والتي غالبا ما تنتهي بمآس إنسانية".

وأبرز بيان صادر عن التنظيم الحقوقي، توصلت به جريدة هسبريس، أن "اكتشاف جثتين متحللتين لشقيقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد نهشهما الإهمال والتهميش والفقر قبل أن ينهش جثتيهما الدود في منزل مُحاد لمسجد وسط المدينة، دفع العشرات من آباء وأمهات أشخاص من هذه الفئة إلى مراسلة المنتدى، يشتكون من التهميش والتمييز الممارس ضد أبنائهم بتارودانت، إذ يتم إبعادهم من المدارس على أساس إعاقتهم، دون توفير أي بديل يمكنهم من تنمية شخصياتهم وطاقاتهم الإنسانية الكامنة".

وعبّر مكتب سوس ماسة للمنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان عن تضامنه المطلق واللامشروط مع أسر الأطفال ذوي الإعاقة المحرومين من ولوج النظام التعليمي العام بتارودانت، معتبرا أن "التمييز الممارس ضد الأطفال على أساس الإعاقة انتهاك لكرامتهم وللقيمة المتأصلة لإنسانيتهم"، محملا مسؤولية "ما يصيب الأشخاص ذوي الإعاقة بتارودانت من انتهاكات جسيمة لحقوقهم".

وفي السياق ذاته اعتبر أن السلطات بتارودانت بـ"تهميشها الأشخاص ذوي الإعاقة ضربت المبادئ العامة للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأفشلت الغرض منها وأخلت بأغلب بنودها"، داعيا إياها إلى "توفير أقسام مدمجة لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة مع تخصيص الأطر التربوية المؤهلة لذلك؛ مع توفير الحماية والمساعدة اللازمتين لتمكين الأسر من المساهمة في التمتع الكامل على قدم المساواة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة".

تجدر الإشارة إلى أنه جرى، الأسبوع الماضي، العثور على جثة سيدة وشقيقها في درجة جد متقدمة من التحلل داخل منزل كانا يقطنان به في شارع إبراهيم الروداني بمدينة ترودانت. وأوردت معطيات توفّرت لهسبريس أن الهالك كان يُعاني من إعاقة حركية وذهنية، ما دفع شقيقته، التي تمتهن التسول، إلى "احتجازه" داخل إحدى غرف المنزل، تفاديا للسلوكات العدوانية التي تصدر عنه، غير أنها فارقت الحياة، ليبقى شقيقها يُصارع الجوع والعطش وروائح جثة شقيقته إلى أن فارق الحياة بدوره.