ايها المغرور
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
ايها المغرور
إنَّ الواجبَ على المسلمِ أن لا يظهرَ في غيرِ مظهرِه،
ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حالِه،
ولا يحكمَ على نفسِه بعُلُوِّ مرتبتِه وسُموِّها، ولا يتكلَّفَ ما ليس له،
فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدقِ الحالِ، وقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:
«الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(١)، وقد جاء من أقوالِهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
لذلك لا يجوز أن يَدَّعِيَ العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن،
ولا أن يتصدَّرَ قبل التأهُّلِ،
فإنَّ ذلك آفةُ العلمِ والعملِ، لذلك جاء في أقوالهم:
«مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ؛ فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ»،
وقد جاء -أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولَهم:
نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا
ثمَّ ينبغي أن يُعلَمَ أنَّ من كان سائرًا على مثلِ هذا الخُلُقِ من الصِّدقِ،
أنَّ ذلك من مُتمِّماتِ الإيمانِ، ومُكمِّلاتِ الإسلامِ، وقد أمر اللهُ به،
وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩]،
وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: ٣٣]،
وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثّناءِ على أهلِه:
﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: ٢٣]،
ويكفي أن يكونَ الصّدقُ يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّةِ،
كما في الحديث المتَّفقِ عليه:
«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ،
وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا»(٢)،
ولا يخفى أنَّ الجنَّةَ هي أسمى غاياتِ المسلمِ، وأقصى أمانيِّه،
والصّدقُ في اللَّهجة عنوانُ الوقارِ وشرفُ النّفسِ،
وصنعةُ العلمِ لا يرتفع فيها إلاَّ صادقٌ، فالصّدقُ أَوْلَى بالتخلُّق من تحصيلِ العلمِ،
وعلى المسلم أن يبدأَ بتربيةِ نفسِه على الصّدقِ قبل تحصيلِ العلمِ،
كما جاء في بعضِ آثارِ السّلفِ.
ثمَّ ينبغي -أيضًا- توقيرُ العلماءِ، وأن يعلمَ أنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّةِ،
وأنَّهم بَشَرٌ يُخْطِئون، لكنَّ الواجبَ على المؤمنِ أن يَظُنَّ بأهلِ الإيمانِ والدِّينِ والصّلاحِ الخيرَ،
وعلى الطّالبِ أن يتركَ الاعتراضَ على أهلِ العلمِ والأمانةِ والعدلِ ويتَّهمَ رأيَه عندَهم،
ولا يسعى بالاعتراضِ والمبادرةِ إليهم في موضعِ الاحتمالِ
والاجتهادِ قبل التّوثُّقِ ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛
ذلك لأنَّ اتِّهامَهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غيرِ عالِمٍ فهو لا يعرف خطأَ نفسِه،
فأنَّى له أن يحكمَ عليهم بالخطإِ فضلاً عن انتقاصِهم والاستدراكِ عليهم،
بل الواجبُ أن يضعَ الطالبُ أو المسلمُ ثقتَه في أهلِ العلمِ،
ويصونَ لسانَه عن تجريحِهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ،
ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعايةِ حُرمتِهم،
وتركِ التّطاولِ والمماراةِ والمداخلاتِ، وخاصَّةً أمام ملإٍ من الناس،
فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورِثُ الغرورَ.. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ،
نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ لهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم،
ولا يفرحُ بالحطِّ من قدرهم، وما يفعلُ ذلك إلاَّ متعالِمٌ،
«يريد أن يكحِّلَ عَيْنَه فيُعميها!» أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيُحدثُ جذامًا!»
ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حالِه،
ولا يحكمَ على نفسِه بعُلُوِّ مرتبتِه وسُموِّها، ولا يتكلَّفَ ما ليس له،
فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدقِ الحالِ، وقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:
«الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(١)، وقد جاء من أقوالِهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
لذلك لا يجوز أن يَدَّعِيَ العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن،
ولا أن يتصدَّرَ قبل التأهُّلِ،
فإنَّ ذلك آفةُ العلمِ والعملِ، لذلك جاء في أقوالهم:
«مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ؛ فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ»،
وقد جاء -أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولَهم:
نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا
ثمَّ ينبغي أن يُعلَمَ أنَّ من كان سائرًا على مثلِ هذا الخُلُقِ من الصِّدقِ،
أنَّ ذلك من مُتمِّماتِ الإيمانِ، ومُكمِّلاتِ الإسلامِ، وقد أمر اللهُ به،
وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩]،
وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: ٣٣]،
وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثّناءِ على أهلِه:
﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: ٢٣]،
ويكفي أن يكونَ الصّدقُ يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّةِ،
كما في الحديث المتَّفقِ عليه:
«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ،
وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا»(٢)،
ولا يخفى أنَّ الجنَّةَ هي أسمى غاياتِ المسلمِ، وأقصى أمانيِّه،
والصّدقُ في اللَّهجة عنوانُ الوقارِ وشرفُ النّفسِ،
وصنعةُ العلمِ لا يرتفع فيها إلاَّ صادقٌ، فالصّدقُ أَوْلَى بالتخلُّق من تحصيلِ العلمِ،
وعلى المسلم أن يبدأَ بتربيةِ نفسِه على الصّدقِ قبل تحصيلِ العلمِ،
كما جاء في بعضِ آثارِ السّلفِ.
ثمَّ ينبغي -أيضًا- توقيرُ العلماءِ، وأن يعلمَ أنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّةِ،
وأنَّهم بَشَرٌ يُخْطِئون، لكنَّ الواجبَ على المؤمنِ أن يَظُنَّ بأهلِ الإيمانِ والدِّينِ والصّلاحِ الخيرَ،
وعلى الطّالبِ أن يتركَ الاعتراضَ على أهلِ العلمِ والأمانةِ والعدلِ ويتَّهمَ رأيَه عندَهم،
ولا يسعى بالاعتراضِ والمبادرةِ إليهم في موضعِ الاحتمالِ
والاجتهادِ قبل التّوثُّقِ ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛
ذلك لأنَّ اتِّهامَهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غيرِ عالِمٍ فهو لا يعرف خطأَ نفسِه،
فأنَّى له أن يحكمَ عليهم بالخطإِ فضلاً عن انتقاصِهم والاستدراكِ عليهم،
بل الواجبُ أن يضعَ الطالبُ أو المسلمُ ثقتَه في أهلِ العلمِ،
ويصونَ لسانَه عن تجريحِهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ،
ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعايةِ حُرمتِهم،
وتركِ التّطاولِ والمماراةِ والمداخلاتِ، وخاصَّةً أمام ملإٍ من الناس،
فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورِثُ الغرورَ.. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ،
نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ لهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم،
ولا يفرحُ بالحطِّ من قدرهم، وما يفعلُ ذلك إلاَّ متعالِمٌ،
«يريد أن يكحِّلَ عَيْنَه فيُعميها!» أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيُحدثُ جذامًا!»
رد: ايها المغرور
بارك الله فيك
واصل ولا تفاصل
وفقك الله
واصل ولا تفاصل
وفقك الله
professeur- مراقب المنتدى
- تاريخ التسجيل : 31/08/2018المساهمات : 1825نقاط التميز : 3849العمر : 36الأبراج :
رد: ايها المغرور
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
مواضيع مماثلة
» أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء
» أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء
» أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء
» أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء
» أما أنا وأنت ايها المسلم فأجنحتنا التي بها نسير الى رب العالمين جناحا الخوف والرجاء
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى