شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الثانية
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الثانية
وقفات مع شهر شعبان
شعبان آيات وعظات
مع الشيخ
سمير عبيدات
الخطبة الثانية
أما بعد: وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح].
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك، فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرًا، بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل: إني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35]، وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ).
، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟! فقال: الرياء".، والله -عز وجل- قد حذر نبيه وكل الأنبياء من الشرك، وأوصى إليهم بأن أعمالهم تحبط إن أشركوا، وهم الصفوة من الخلق فقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، ثم يقول له: (بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ).
الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضًا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". وقد وصف الله المؤمنين
عمومًا بأنهم يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]. قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة، وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل -يا عبد الله- حتى تُقال.
الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل، وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفو عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.
الوقف الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه، فإن هذا من التنطع والغلو في الدين؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان"، فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادًا له من صيام الاثنين والخميس مثلاً، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر.
اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا
من الموقع الرسمي لمسجد الهدى ببوزيعة
الجزائر
شعبان آيات وعظات
مع الشيخ
سمير عبيدات
الخطبة الثانية
أما بعد: وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح].
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك، فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرًا، بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل: إني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35]، وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ).
، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟! فقال: الرياء".، والله -عز وجل- قد حذر نبيه وكل الأنبياء من الشرك، وأوصى إليهم بأن أعمالهم تحبط إن أشركوا، وهم الصفوة من الخلق فقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، ثم يقول له: (بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ).
الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضًا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا". وقد وصف الله المؤمنين
عمومًا بأنهم يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]. قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة، وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل -يا عبد الله- حتى تُقال.
الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل، وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفو عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.
الوقف الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه، فإن هذا من التنطع والغلو في الدين؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان"، فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادًا له من صيام الاثنين والخميس مثلاً، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر.
اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا
من الموقع الرسمي لمسجد الهدى ببوزيعة
الجزائر
المعتمدة على الله- عضو جديد
- تاريخ التسجيل : 12/09/2018المساهمات : 47نقاط التميز : 141الجنس :العمر : 27الأبراج :
رد: شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الثانية
الف شكر على الموضوع المميز
واصل تميزك بالمنتدى
واصل تميزك بالمنتدى
نجمة الكون- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1437نقاط التميز : 2154الجنس :العمر : 29الأبراج :
مواضيع مماثلة
» شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الاولى
» الخطبة الخطبة يا خطباء الجمعة
» ايات الصيام في القرآن (8)
» هل ورد شيء في فضل ليلة النصف من شعبان!؟ الإمام ابن باز رحمة الله عليه.
» هديُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان
» الخطبة الخطبة يا خطباء الجمعة
» ايات الصيام في القرآن (8)
» هل ورد شيء في فضل ليلة النصف من شعبان!؟ الإمام ابن باز رحمة الله عليه.
» هديُّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى