كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
تقول الآيات الكريمة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21]
يقول مصطفى صادق الرافعي الرجل العظيم في فنه قالب إنساني لا إنسان فلا يقاس إلا ليقاس عليه غيره فكان الرسول ذلك الإنسان الذى صنعه الله سبحانه وتعالى ليقاس عليه غيره يعرف به الحق من الباطل والعدل من الظلم والخير من الشرالاولى بنا ان نتمسك بكتابنا ونتدبره ونتعرف على اخلاق نبينا وكيف كان شخصية ساحرة في معاملاته سحرت العقول والقلوب لأنه تأدب بالأدب الرباني إذ يقول - صلى الله عليه وسلم -: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".
نعيش معه في تعاملاته مع الزوجة مع الأبناء مع الصديق مع العدو نجده محمد المبشر لا المنفر محمد الذى علمنا كيف نتعامل مع من يساعدونا في منازلنا ومع الحيوانات ونبحث عن ما علينا للناس وليس ما لنا عندهم نتعلم منه متى نغضب ولماذا نغضب أو كما تقول كتب التنمية البشرية فن إدارة الغضب وكيف نتقبل النقد يعلمك فن الانصات وفن القيادة وكلها اساسيات وقواعد في التنمية البشرية التي عرفها الغرب بعد أربعة عشر قرن ولكنهم لم يعرفوا رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم.
نجده محمد الزوج كيف يتعامل الزوج مع نفسية زوجته في ظروف مختلفة وزوجات مختلفات في الطباع
النبي زوجًا:
يقبل مشورة زوجاته:
استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - زوجاته في أدق الأمور ومن ذلك استشارته - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة في صلح الحديبية لما كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القضية بينه وبين مشركي قريش، وذلك بالحديبية عام الحديبية، قال لأصحابه: قوموا فانحروا واحلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر ذلك لها، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، اخرج ثم لا تكلِّم أحدا منهم بكلمة، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق! فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدا، حتى فعل ذلك، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا.
يحسن التعامل مع غيرة زوجته:
عائشة رضي الله تعإلى عنها وأرضاها كما تحدث صفية "أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، من الذي جاء بالطعام؟ أم سلمة، فجاءت عائشة مُتَّزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا، يعني أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة فبعث بها إلى صفية وأعطى صحفة صفية لعائشة"، انظر لحسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - وإنصافه وحلمه، وانظر لحسن تصرفه عليه الصلاة والسلام وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: "غارت أمكم، غارت أمكم" فهو يقدر نفسية عائشة زوجه اعتذارًا منه - صلى الله عليه وسلم - لعائشة هو لم يحمل عائشة نتيجة هذا الخطأ ونتيجة هذا العمل ولم يذمها صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا؟ لأن صفية هي التي جاءت إلى بيت عائشة تقدم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هذا الطعام ولذلك قَدَّرَ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الموقف وتعامل معه بلطف وحكمة صلوات الله وسلامه عليه وقدر ما يجرى عادة بين الضرائر من الغيرة لمعرفته - صلى الله عليه وسلم - أنها مركبة في نفس المرأة.
لم يؤدب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وبين أنها غارت مع أنها كسرت الإناء ومع أنها تصرفت أيضًا أمام أصحابه هذا التصرف ولكن ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
• مداراة المرأة وعدم التضييق عليها والاعتذار إليها فعن أبي هريرة قال - صلى الله عليه وسلم -: "واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن خلقن من ضِلَع، وإن أعوجَ شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته".
لا تطلب المحال افهم جيدا نفسية المرأة وافهم جيدا خلقة المرأة:
"فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرًا". والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.
ومعنى استوصوا؛ أي: أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها]، فقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا في الحديث الآخر: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر". والحديث في صحيح مسلم ومعنى يفرك؛ أي: يبغض منها شيئًا يفض به إلى تركها، وانظر أيضًا واسمع لمثال آخر في حياته - صلى الله عليه وسلم - فعن النعمان بن بشير - رضي الله تعإلى عنهما - قال جاء أبو بكر - رضي الله عنه - يستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن له أي الرسول أذن لأبي بكر بالدخول فدخل فقال أي أبو بكر: يا ابنة أم رومان؟ يعني كأنه يهددها أو يغضب عليها يا ابنة أم رومان؟ وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أنظر لتصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" فحال النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينهما" يعني كأنه جعلها خلفه يريد أن يخلصها من أبيها، رضي الله تعإلى عنه، فلما خرج أبو بكر جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لها يترضاها يقول لها: "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك؟ قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها" رجعت العلاقة مرة أخرى بملاطفة النبي، بحسن مداراته لزوجه بالاعتذار منه - صلى الله عليه وسلم - انظر لقمة الأخلاق ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] صلوات الله وسلامه عليه" فرجع أبو بكر فوجد العلاقة قد رجعت ووجد النبي - صلى الله عليه وسلم - يضاحكها فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدخول فقال أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
وانظر لحياته - صلى الله عليه وسلم - والممازحة بين الأزواج: وأيضًا أخرج النسائي في عشرة النساء من حديث عائشة رضى الله تعإلى عنها وابن ماجه أيضًا في كتاب النكاح "أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر وهي جارية، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك فسابقته فسبَقته، تقول: فَسَبَقْتُهُ على رجلي فلما كان بعد خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا "ما أشغله ما كان فيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: تعالَي أُسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال، فقال: لتفعلن، فسابقته، فسبقني فقال: هذه بتلك السبقة"؛ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
• وقد تهجره أحدى زوجاته اليوم كله، ولكن لا يدفعه إلى أن يُطلقها.
إذ يقول عمر بن الخطاب: تغضَّبت يومًا على امرأتي، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفِق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت عليَّ امرأتي ذات يوم، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولِمَ تنكر أن أراجعك ياابن الخطاب وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يراجعنه ويهجرنه اليوم حتى الليل؟! قال: فقلت: أوَتفعلحفصة ذلك؟ لقد خابت وخسِرت، قال: ثم جمعت عليَّ ثيابي ونزلت إلىحفصة فقلت: أي بنية! أتغاضب أحداكن النبي - صلى الله عليه وسلم - اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم. فقال لها: أو أمنتِ أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكي؟ لا تستكثري النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تسأليه شيئًا، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لكِ، ولا يغرنكِ أن كانت جارتكِ - يعنيعائشة - أوضأ وأحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - منكِ.
فعن عائشة زوج النبي أنها قالت: "دخل الحبشة المسجد يوما يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقالت: نعم، فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده قالت: ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حسبك، فقلت: يا رسول الله لا تعجل فقال لي قال: حسبك فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم ولكنى أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه"
• وانظر على الجانب الاخر في اوروبا في العصور الوسطى كيف كان التعامل مع المرأة.
يروى في عصر الفروسية في اوروبا ان الملكة ذهبت إلى قرينها الملك تسأله المعونة لأهل اللورين، فأصغى إليها الملك، ثم غضِب ولطمها على أنفها بجميع يده، فسقطت منه أربع قطرات من الدم، فصاحت: شكرًا لك أن أرضاك هذا، فأعطني من يدك الآخِرة لطمة أخرى.
يعلمك كيف يتعامل الأب مع أولاده؛ يربيهم على بصيرة، ويربيهم لله.
محمد - صلى الله عليه وسلم - الأب:
قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما على عاتقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: نعم الفرس تحتكما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ونعم الفارسان هما".
كان يصف عبدالله وعبيدالله وابن عباس - رضي الله عنهم - ثم يقول: من سبق إلى، فله كذا وكذا قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلتزم رفع عبدالله بن عباس على دابته، وأخذ يمسح على رأس ثلاثًا كلما مسح قال: اللهم اخلف جعفرًا في ولده".
تعامله مع ابنته:
كان إذا رآها وقد أقبلت، رحَّب بها، ثم قام إليها، فقبَّلها، ثم أخذ بيدها، فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا أتاها النبي - صلى الله عليه وسلم - رجعت به، ثم قامت إليه، فقبَّلته، وإنها إذا دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قُبض فيه، فأسرَّ اليها بحديث، ثم أسر إليها بحديث آخر، فضحكت، ولما سألتها عائشة عما أسر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، رفضت، ولما توفي قالت: إنه قال لها: إني ميت، فبكت ثم أسرَّ إليها، فقال: إنك أول أهلي لحوقًا بي، فسُرَّت بذلك.
وهذا موقف آخر يبيِّن علاقته بابنته:
إذ خطب على بنت أبي جهل وعنده فاطمة فسمعت بذلك فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح بنت عدو الله فقام النبي- صلى الله عليه وسلم - فتشهد وقال: "أما بعد أن فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدًا قال: فترك علي الخطبة.
هكذا نرى كيف يتعامل الأب مع أولاده وكيف يحل مشاكلهم حتى بعد أن يتزوجوا، وكيف يُربي الأولاد على الصداقة ولغة الحوار.
فَهم النفسيات:
إنه أساس من أساسيات الدعوة إلى الله فمن الناس من يألف قلبه بالهدية ومنهم من يؤلف قلبه بالكلمة الطيبة وفي النهاية كما قال رسولنا الكريم: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم".
فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في الغنائم التي غنمها من حنينا والطائف ومعه صفوان بن امية فجعل صفوان ينظر إلى الشعب ملاء نعما وشاء ورعاء فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه فقال: أبا وهب يعجبك هذا الشعب قال: نعم قال: هو لك وما فيه فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
شجعهم بإطلاق الألقاب عليهم:
فهذا من أساليب التقدير:
كان النبي يطلق بعض الألقاب على اصحابه مثل خالد بن الوليد سيف الله المسلول.
عثمان رجل تستحى منه الملائكة.
لكل نبي حوارى وحوارى الزبير بن العوام".
فهذا تقدير وتشجيع من القائد لأصحابه من منا لا يحب الكلمات التشجيعية على التقدم والإنجاز تخيلوا لو أن أب أو أم أو مدرس في المدرسة، أطلق على طفل لقِّب معين أو أن زملاءَك في الشغل، أطلقوا عليك مثلًا الموظف المثالي كيف سيكون أداؤك في عملك أو أداء الطالب في المدرسة.
حسن الخلق:
مهارات التعامل مع الناس عبادة تقرب إلى الله:
قالت السيدة خديجة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة.
لن نسبق الآخرين إلا بحسن خلقنا، وليس بكثرة أموالنا؛ فالأموال لا تصنع النفوس.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"؛ رواه مسلم.
فن الاستماع:
كم من الناس تحتاج إلى من يستمع اليها بإنصات وقد تكون حل مشكلتها في الاستماع اليها ومشاكل كثير من شبابنا وفتياتنا انهم لا يجدوا من يستمع اليهم وقد يلجؤوا إلى الانحراف بسبب انه لا يجد من يستمع اليه.
قال عتبة بن ربيعة يومًا وهو جالس في نادي قريش والنبي عليه الصلاة والسلام جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه إياها شاء ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله يزيدون ويكثرون. فقالوا بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله فقال يا أبن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامه وعبت به آلهتم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع. قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا في أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه حتى إذا فرغ عتبة و رسول الله يستمع منه. قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال نعم. قال فاسمع مني. قال افعل. قال: ﴿حم*تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [فصلت: 1 - 4] ثم مضى رسول الله فيها يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة منه انصت لها وألقى يديه خلف ظهره متعمدًا عليهما يستمع منه، ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك.
لنتعلم معًا فن الإنصات للآخرين ومجادلتهم بالتي هي أحسن.
ونجده مع المراهقين ومع الشباب بصفة عامة، نجده يحدد لنا قواعد في التعامل معهم، دَعه يعبر عما بداخله وما يشعر به، ساعده في تكوين شخصيته، لا تنهره إذ لم يكن يعلم أنها معصية.
مع الشباب:
فقد جاءه غلام شاب فقال: يا رسول الله إيذن لي في الزنا! فصاح به الناس وقالوا: مه.
فلم يرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمجابهتهم له، بل دنا منه وأقبل عليه يحاوره بهدوء وقال له: «أتحب الزنا لأمك؟»، أجاب الغلام: لا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟» قال: لا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟»، قال: لا، قال- صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، فاكْرَه لهم ما تكره لنفسك وأحب لهم ما تحب لنفسك»، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدر الغلام الشاب ودعا له قائلًا: «اللهم كفِّر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه.
فن التعامل مع المراهق:
خذ رأيه فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الاشياخ فقال لغلام أتأذن لي أن أعطى هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أُوثر بنصيبي منك أحد قال سهل: فتله؛ (أي: ناوله الإناء في يده، يا ليت كثير من الآباء والأمهات يتعلمون كيف يتعاملون مع أولادهم، نقرأ كتبًا كثيرًا، ونتابع برامجَ، أما إذا استحضرنا نية لله واتِّباع السنة، سيكون التوفيق من الله.
فن التعامل مع المخطئين:
التعامل مع المخالفين للشريعة باللين والقول الحسن من أجل تأليف القلوب وليس التنفير لان الدعاة والمصلحين هم المبشرين وليسوا منفرين وليس من متطلبات عصرنا هذا ولا من الأحداث حولنا المطلوب منا ان نعرف الناس بالإسلام الصحيح.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال:
(بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -.. دعوه وأريقوا علي بوله سجلًا من ماء أو ذنوبا ً من ماء.. فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري.
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أو كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ.
رواه مسلم.
وهذا موقف اخر للتعامل مع المخالفين:
لما وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء وأسلم.
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بُعث، فكرهته أشد ما كرهت شيئًا قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: "لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذبًا لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقًا اتبعته"، فأقبلتُ، فلمّا قدمتُ المدينة، استشرفني الناس وقالو:[عدي بن حاتم! عدي بن حاتم].
فأتيته فقال لي: [يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ].
فقلتُ: [إنّ لي دينًا!].
قال:[أنا أعلم بدينك منك].
قلتُ: [أنت أعلم بديني مني؟!].
قال: [نعم]، مرّتين أو ثلاثًا.
قال: [ألست ترأس قومك؟].
قلتُ: [بلى].
قال: [ألستَ رُكوسيًّا - فرقة مترددة بين النصارى والصابئين - ألستَ تأكل المرباع؟].
قلتُ:[بلى].
قال: [فإن ذلك لا يحلّ في دينَك!]، فنضنضتُ لذلك.
ثم قال: [يا عديّ أسلمْ تسلمْ].
قلتُ: [قد أرى]. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْبًا وأحد؟].
قال: [هل أتيتَ الحيرة؟].
فقلتُ: [لم آتِها وقد علمتُ مكانها].
قال: [يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز].
قلتُ:[قلتَ كسرى بن هرمز!!].
قال: [كسرى بن هرمز]. مرتين أو ثلاثة. [وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ]. قال عدي: [فرأيتُ اثنتين: الظعينة - المرأة - في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مع الخدم:
يقول انس بن مالك خدمت رسول الله عشر سنوات لم يقل لي على شيء فعلته لما فعلته ولا لشئ لم افعله لما لم تفعله.
مع الفقير:
تعلم كيف تكسب قلب الفقير والمحتاج بالدعابة وتزيل الحاجز النفسي بينه وبينك فهو ينظر إليك بذلة نفس واجعله يثق في نفسه بالكلمة الطيبة، تأمل معي موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هذا الأعرابي.
عن أنس أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهـر بن حرام وكان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - من البادية، فيجهزه رسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن زاهـرًا باديتنا، ونحن حاضروه "وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه، وكان دميمًا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه لا يبصره فيقول زاهر بن حرام: أرسلني من هذا؟ ويلتفت زاهر فيرى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجعل يلزق ظهره بصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عرفه.
فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من يشتري العبد؟
فيقول زاهر بن حرام للرسول: إذًا والله تـجدنـي كاسدًا.
فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: لكن عند الله لست بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غال.
أهتم بشؤون الآخرين:
سأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا جابر هل تزوجت قال جابر: نعم قال: بكرا أم ثيبا " قال: بل ثيبا " فعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك فقال جابر: يا رسول الله ان أبي قتل في أحد وترك تسع اخوات ليس لهن راع غيرى فكرهت ان اتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهن الخلافات وتزوجت امرأة اكبر منهن.
لما فتح مكة جعل النبي يطوف بالبيت فأقبل فضالة بن عمير رجل كان يظهر الإسلام، ويبطن غير ذلك، فجعل يطوف خلفه وينتظر غفلة منه، فقال النبي أفضالة قال: نعم فضالة يا رسول الله؟ قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: استغفر الله ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدري فسكن قلبي فوالله ما رفع يده، حتى أصبح ما خلق الله شيء أحب إلى منه.
كن لطيفًا عند أول لقاء:
تعلم من نبيك الكريم كيف تكون ابسط فنون المقابلة الشخصية وهو التبسم والمصافحة.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صافح الرجل لا ينزع يده حتى ينزعها الطرف الاخر.
وإذا استقبله بوجهه لا يصرف عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه ولا يرى مقدما ركبتيه بين يدى جليس له" رواه الترمذي.
عندما تكشر تعمل سبعة وأربعون عضلة وعندما تبتسم، فإن ثلاثة عشر عضلة تعمل فقط لماذا تصر على إرهاق نفسك وعضلات وجهك.
حفظ الأسرار:
بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إنسًا في حاجة ثم عاد فسألته أمه فيم أرسلك رسول الله - صلى الله وسلم - فقال: والله ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
حترم وجهة النظر الأخرى:
الاختلاف ميزة وليس عيبًا وآيات القرآن تقول: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]، ولذلك خلقهم؛ فالاختلاف سنة من سنن الله في الخلق، فالرأي الواحد طوال الوقت قد لا يكون من علامات الإيجابية.
عندما أشار الحُباب بن المنذر في غزوة بدر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فنرد له ونغور - أي نخرب ما وراءه - من القلب، ثم نبني عليه حوضًا، فنملأه ماءً، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال: لقد أشرت بالرأي.
لا تكن عالة على غيرك:
تعلم مهنه أو لغة أو دورة كمبيوتر تكف بها نفسك واهلك عن السؤال وتحيا عفيف النفس يوم بدر كان يتبادل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وابا لبابة وعلى بن أبي طالب الركوب على البعير فقالا له: نحن نمشى عنك ولتظل راكب فقال: ما أنتما بأقوى مني على المشي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما.
فن إدارة الغضب:
تعلم متى تغضب:
في غزوة أحد خالف الرُّماة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي سكرة الفرح قام أبو سفيان وقال: أفي القوم محمد فقال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك فقال أبو سفيان: اعلُ هُبَل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجَل، قال أبو سفيان لنا العزى ولا عزَّى لكم، قال: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، والحرب سِجال، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا له: لا سواء؛ قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار.
يعلمك متى تغضب، ولماذا تغضب.
وقفة:
أن يغضب أي إنسان فهذا أمر سهل لكن أن تغضب من الشخص المناسب في الوقت المناسب، وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فهذا ليس بالأمر السهل؛ أرسطو.
لعترف بالمميزات:
كان خالد بن الوليد من أشد عتاة الكفار ضد المسلمين حقدًا وحسدًا، حتى جاء رسول الله - عليه الصلاة والسلام - معتمرًا، هو وأصحابه إلى مكة ورأى خالد في نفسه أن شأن قريش ينخفض في العرب يومًا بعد يوم، وهذا الحديث دار بين الوليد بن الوليد أخو خالد، وكان مسلمًا وبين النبي - صلى الله عليه وسلم.
قال النبي الكريم للوليد: أين خالد؟ قال: يأتي به الله يا رسول الله قال: ما مثله يجهل الإسلام! ولو كان جعل نكايته مع المسلمين كان خيرا له ولو جاءنا لا كرمناه وقدمناه على غيره فسر الوليد بذلك وبعث إلى اخيه رساله مفادها كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم خالد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونطق الشهادتين فقال النبي الكريم: الحمد لله الذى هداك قد كنت أرى أن لك عقلا رجوت إلا يسلمك الا إلى خير فقال يا رسول الله ادعو الله أن يغفر لي فدعا له. أنزل الناس منازلهم تعينهم على الهداية وابْحَث عن حسناتهم.
احفظ لأخيك ماء وجهه:
• عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: [إن نفرًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه فقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني].
تأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ما بال أقوام لم يوبخهم ولم يذكر اسمائهم.
تعامله مع الحيوانات:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر مع الصحابة، ووجد الصحابة حُمَّرة[طائرًا كالعصفور] ومعها فرخان صغيران، فأخذوا فرخيها، فجاءت الحُمرة إلى مكان الصحابة وأخذت ترفرف بجناحيها بشدة، وكأنها تشتكي إليه، ففهم النبي- صلى الله عليه وسلم- ما تقصد إليه الحمرة، فقال:[من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها][أبوداود].
•المسلم لا يذبح الحيوانات ولا يصطادها إلا بسبب شرعي؛ وعليه حينئذ أن يلتزم تجاه هذه الحيوانات الرفق والإحسان، قال - صلى الله عليه وسلم -:[إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرته ولْيُرِح ذبيحته][مسلم].وقال - صلى الله عليه وسلم -:[من رحم ولو ذبيحة عصفور - رحمه الله - يوم القيامة][الطبراني].
عدم تحميلها ما لا تُطيق:
المسلم لا يشق على الحيوان بتحميله ما لا يطيق، فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - بستانًا لرجل من الأنصار، فوجد جملا، فلما رأى الجملُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حنَّ، وانهمرت الدموع من عينيه، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجمل، ومسح خلف أذنيه فسكت، ثم سأل عن صاحبه، فجاء فتى من الأنصار، فقال: أنا صاحبه يا رسول الله.فقال- صلى الله عليه وسلم -:[أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؛ فإنه شكا إلى أنك تُجيعه وتُدئبه[تتعبه وترهقه][أبو داود].وقال - صلى الله عليه وسلم -:[إن الله - تبارك وتعالى - رفيق يحب الرفق، ويرضى به، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم[التي لا تتكلم] فأنزلوها منازلها[أريحوها في المواضع التي اعتدتم الاستراحة فيها أثناء السفر][مالك].
لتأتى منظمات العالم لرعاية الحيوان والرفق به تتعلم من نبينا كيف يكون الرفق ولنتعلم نحن أيضًا ان الحيوان امنة بين ايدينا وحياة أو روح ليس لنا ان نستخدمه إلا في ما أحله الله وليس لإيذائه أو تحميله ما لا يطاق أو تعذيبه.
ثق في نفسك:
عندما تكون انت صاحب الحق وتعمل على بصيرة ثق في نفسك واعلم ان الثقة في النفسك لن تأتى الا بالثقة في الله سبحانه وتعالى هذه هي القاعدة الأساسية في الثقة بالنفس لا تأتي إلا إذا كنت على طاعة وتنصر الله، فيؤيدك بنصره وحتى بجنود غير مسلمين ونجد ذلك في موقف النبي من دعوة إمام عمه أبو طالب.
• قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني، فقالوا لي كذا وكذا، للذي كانوا قالوا له فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد بدا لعمه فيه أنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته، قال ثم استعبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا ابن أخي، قال فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا.
تقبل النقد:
تعلم كيف يكون صدرك رحب بتقبل النقد فأن رسولك الكريم وهو لم يفعل شيئا من تلقاء نفسه وإنما: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]" ولكنه تعرض للنقد وتقبله من اجل الدعوة ونشر الإسلام فهلا تقبلت انت مرة وأحدة في الله نقد من حولك من زوج أو او مدير أو أب أو أم تقبله لله واحتسب وحاول ان تصلح نفسك فقد قالها عمر بن الخطاب من قبل: رحم الله امرأ اهدى إلى عيوبي.
عندما قسمت الغنيمة قال رجل: اعدل يا محمد، فإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، فقال: ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدِل.
وموقف آخر جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعينه في شيء قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنت اليك قال الأعرابي لا ولا أجملت فغضب المسلمين وهموا ان يقوموا إليه فاشار اليهم أن كفوا فلما قام رسول الله وبلغ منزله دعا الأعرابي إلى البيت فزاده رسول الله شيئا وقال احسنت اليك قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من اهل وعشيرة خيرا فقال: إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيئًا عليك شيئًا، فإذا جئت، فقل بين أيديهم ذلك حتى تذهب عن صدورهم فقال: نعم فخرج إلى الصحابة، فأعاد عليهم الكلام وقال: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن مثلي ومثله هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت به فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفورًا، فقال لهم صاحبها: خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها وأنا أعلم بها.
كن قائدًا:
وهذا يتجلى في قدرته على استيعاب اتباعه وتربيه وتنظيم ورعاية يسخر كل الطاقات لخدمة الدعوة استفاد من الخباب بن المنذر ونعيم بن مسعود وفي توجيههم للهجرة والعلم بما يصلحهم، ويتجلى أيضًا في ثقة الاتباع فيه [بيعة العقبة الأولى والثانية]؛ حيث طلب منهم أن يبايعه على السمع والطاعة في المنشط والكسل والنفقة، في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإن يقولوا في الله ولا يخافوا لومة لائم، وفي النهاية لهم الجنة بذلك، فقاموا وبايعوه على ذلك.
وهناك موقف اخر في غزوة بدر قال للأنصار رسول الله ما ترون في قتال القوم؟ فقام المقداد بن عمرو فقال: إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، بل نقول لك: اذهب أنت وربك، إنا معكم مقاتلون، فسُرَّ بذلك رسول الله.
يقول مصطفى صادق الرافعي الرجل العظيم في فنه قالب إنساني لا إنسان فلا يقاس إلا ليقاس عليه غيره فكان الرسول ذلك الإنسان الذى صنعه الله سبحانه وتعالى ليقاس عليه غيره يعرف به الحق من الباطل والعدل من الظلم والخير من الشرالاولى بنا ان نتمسك بكتابنا ونتدبره ونتعرف على اخلاق نبينا وكيف كان شخصية ساحرة في معاملاته سحرت العقول والقلوب لأنه تأدب بالأدب الرباني إذ يقول - صلى الله عليه وسلم -: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".
نعيش معه في تعاملاته مع الزوجة مع الأبناء مع الصديق مع العدو نجده محمد المبشر لا المنفر محمد الذى علمنا كيف نتعامل مع من يساعدونا في منازلنا ومع الحيوانات ونبحث عن ما علينا للناس وليس ما لنا عندهم نتعلم منه متى نغضب ولماذا نغضب أو كما تقول كتب التنمية البشرية فن إدارة الغضب وكيف نتقبل النقد يعلمك فن الانصات وفن القيادة وكلها اساسيات وقواعد في التنمية البشرية التي عرفها الغرب بعد أربعة عشر قرن ولكنهم لم يعرفوا رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم.
نجده محمد الزوج كيف يتعامل الزوج مع نفسية زوجته في ظروف مختلفة وزوجات مختلفات في الطباع
النبي زوجًا:
يقبل مشورة زوجاته:
استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - زوجاته في أدق الأمور ومن ذلك استشارته - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة في صلح الحديبية لما كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القضية بينه وبين مشركي قريش، وذلك بالحديبية عام الحديبية، قال لأصحابه: قوموا فانحروا واحلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر ذلك لها، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، اخرج ثم لا تكلِّم أحدا منهم بكلمة، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق! فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدا، حتى فعل ذلك، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا.
يحسن التعامل مع غيرة زوجته:
عائشة رضي الله تعإلى عنها وأرضاها كما تحدث صفية "أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، من الذي جاء بالطعام؟ أم سلمة، فجاءت عائشة مُتَّزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا، يعني أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة فبعث بها إلى صفية وأعطى صحفة صفية لعائشة"، انظر لحسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - وإنصافه وحلمه، وانظر لحسن تصرفه عليه الصلاة والسلام وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: "غارت أمكم، غارت أمكم" فهو يقدر نفسية عائشة زوجه اعتذارًا منه - صلى الله عليه وسلم - لعائشة هو لم يحمل عائشة نتيجة هذا الخطأ ونتيجة هذا العمل ولم يذمها صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا؟ لأن صفية هي التي جاءت إلى بيت عائشة تقدم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هذا الطعام ولذلك قَدَّرَ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الموقف وتعامل معه بلطف وحكمة صلوات الله وسلامه عليه وقدر ما يجرى عادة بين الضرائر من الغيرة لمعرفته - صلى الله عليه وسلم - أنها مركبة في نفس المرأة.
لم يؤدب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وبين أنها غارت مع أنها كسرت الإناء ومع أنها تصرفت أيضًا أمام أصحابه هذا التصرف ولكن ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
• مداراة المرأة وعدم التضييق عليها والاعتذار إليها فعن أبي هريرة قال - صلى الله عليه وسلم -: "واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنهن خلقن من ضِلَع، وإن أعوجَ شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته".
لا تطلب المحال افهم جيدا نفسية المرأة وافهم جيدا خلقة المرأة:
"فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرًا". والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.
ومعنى استوصوا؛ أي: أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها]، فقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا في الحديث الآخر: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر". والحديث في صحيح مسلم ومعنى يفرك؛ أي: يبغض منها شيئًا يفض به إلى تركها، وانظر أيضًا واسمع لمثال آخر في حياته - صلى الله عليه وسلم - فعن النعمان بن بشير - رضي الله تعإلى عنهما - قال جاء أبو بكر - رضي الله عنه - يستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن له أي الرسول أذن لأبي بكر بالدخول فدخل فقال أي أبو بكر: يا ابنة أم رومان؟ يعني كأنه يهددها أو يغضب عليها يا ابنة أم رومان؟ وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أنظر لتصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" فحال النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينهما" يعني كأنه جعلها خلفه يريد أن يخلصها من أبيها، رضي الله تعإلى عنه، فلما خرج أبو بكر جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لها يترضاها يقول لها: "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك؟ قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها" رجعت العلاقة مرة أخرى بملاطفة النبي، بحسن مداراته لزوجه بالاعتذار منه - صلى الله عليه وسلم - انظر لقمة الأخلاق ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] صلوات الله وسلامه عليه" فرجع أبو بكر فوجد العلاقة قد رجعت ووجد النبي - صلى الله عليه وسلم - يضاحكها فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدخول فقال أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
وانظر لحياته - صلى الله عليه وسلم - والممازحة بين الأزواج: وأيضًا أخرج النسائي في عشرة النساء من حديث عائشة رضى الله تعإلى عنها وابن ماجه أيضًا في كتاب النكاح "أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر وهي جارية، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك فسابقته فسبَقته، تقول: فَسَبَقْتُهُ على رجلي فلما كان بعد خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا "ما أشغله ما كان فيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: تعالَي أُسابقك، ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال، فقال: لتفعلن، فسابقته، فسبقني فقال: هذه بتلك السبقة"؛ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
• وقد تهجره أحدى زوجاته اليوم كله، ولكن لا يدفعه إلى أن يُطلقها.
إذ يقول عمر بن الخطاب: تغضَّبت يومًا على امرأتي، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفِق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت عليَّ امرأتي ذات يوم، فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولِمَ تنكر أن أراجعك ياابن الخطاب وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يراجعنه ويهجرنه اليوم حتى الليل؟! قال: فقلت: أوَتفعلحفصة ذلك؟ لقد خابت وخسِرت، قال: ثم جمعت عليَّ ثيابي ونزلت إلىحفصة فقلت: أي بنية! أتغاضب أحداكن النبي - صلى الله عليه وسلم - اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم. فقال لها: أو أمنتِ أن يغضب الله لغضب رسوله فتهلكي؟ لا تستكثري النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تسأليه شيئًا، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لكِ، ولا يغرنكِ أن كانت جارتكِ - يعنيعائشة - أوضأ وأحب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - منكِ.
فعن عائشة زوج النبي أنها قالت: "دخل الحبشة المسجد يوما يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقالت: نعم، فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده قالت: ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حسبك، فقلت: يا رسول الله لا تعجل فقال لي قال: حسبك فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم ولكنى أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه"
• وانظر على الجانب الاخر في اوروبا في العصور الوسطى كيف كان التعامل مع المرأة.
يروى في عصر الفروسية في اوروبا ان الملكة ذهبت إلى قرينها الملك تسأله المعونة لأهل اللورين، فأصغى إليها الملك، ثم غضِب ولطمها على أنفها بجميع يده، فسقطت منه أربع قطرات من الدم، فصاحت: شكرًا لك أن أرضاك هذا، فأعطني من يدك الآخِرة لطمة أخرى.
يعلمك كيف يتعامل الأب مع أولاده؛ يربيهم على بصيرة، ويربيهم لله.
محمد - صلى الله عليه وسلم - الأب:
قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما على عاتقي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: نعم الفرس تحتكما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ونعم الفارسان هما".
كان يصف عبدالله وعبيدالله وابن عباس - رضي الله عنهم - ثم يقول: من سبق إلى، فله كذا وكذا قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلتزم رفع عبدالله بن عباس على دابته، وأخذ يمسح على رأس ثلاثًا كلما مسح قال: اللهم اخلف جعفرًا في ولده".
تعامله مع ابنته:
كان إذا رآها وقد أقبلت، رحَّب بها، ثم قام إليها، فقبَّلها، ثم أخذ بيدها، فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا أتاها النبي - صلى الله عليه وسلم - رجعت به، ثم قامت إليه، فقبَّلته، وإنها إذا دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قُبض فيه، فأسرَّ اليها بحديث، ثم أسر إليها بحديث آخر، فضحكت، ولما سألتها عائشة عما أسر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، رفضت، ولما توفي قالت: إنه قال لها: إني ميت، فبكت ثم أسرَّ إليها، فقال: إنك أول أهلي لحوقًا بي، فسُرَّت بذلك.
وهذا موقف آخر يبيِّن علاقته بابنته:
إذ خطب على بنت أبي جهل وعنده فاطمة فسمعت بذلك فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح بنت عدو الله فقام النبي- صلى الله عليه وسلم - فتشهد وقال: "أما بعد أن فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدًا قال: فترك علي الخطبة.
هكذا نرى كيف يتعامل الأب مع أولاده وكيف يحل مشاكلهم حتى بعد أن يتزوجوا، وكيف يُربي الأولاد على الصداقة ولغة الحوار.
فَهم النفسيات:
إنه أساس من أساسيات الدعوة إلى الله فمن الناس من يألف قلبه بالهدية ومنهم من يؤلف قلبه بالكلمة الطيبة وفي النهاية كما قال رسولنا الكريم: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم".
فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في الغنائم التي غنمها من حنينا والطائف ومعه صفوان بن امية فجعل صفوان ينظر إلى الشعب ملاء نعما وشاء ورعاء فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه فقال: أبا وهب يعجبك هذا الشعب قال: نعم قال: هو لك وما فيه فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
شجعهم بإطلاق الألقاب عليهم:
فهذا من أساليب التقدير:
كان النبي يطلق بعض الألقاب على اصحابه مثل خالد بن الوليد سيف الله المسلول.
عثمان رجل تستحى منه الملائكة.
لكل نبي حوارى وحوارى الزبير بن العوام".
فهذا تقدير وتشجيع من القائد لأصحابه من منا لا يحب الكلمات التشجيعية على التقدم والإنجاز تخيلوا لو أن أب أو أم أو مدرس في المدرسة، أطلق على طفل لقِّب معين أو أن زملاءَك في الشغل، أطلقوا عليك مثلًا الموظف المثالي كيف سيكون أداؤك في عملك أو أداء الطالب في المدرسة.
حسن الخلق:
مهارات التعامل مع الناس عبادة تقرب إلى الله:
قالت السيدة خديجة - رضي الله عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة.
لن نسبق الآخرين إلا بحسن خلقنا، وليس بكثرة أموالنا؛ فالأموال لا تصنع النفوس.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"؛ رواه مسلم.
فن الاستماع:
كم من الناس تحتاج إلى من يستمع اليها بإنصات وقد تكون حل مشكلتها في الاستماع اليها ومشاكل كثير من شبابنا وفتياتنا انهم لا يجدوا من يستمع اليهم وقد يلجؤوا إلى الانحراف بسبب انه لا يجد من يستمع اليه.
قال عتبة بن ربيعة يومًا وهو جالس في نادي قريش والنبي عليه الصلاة والسلام جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه إياها شاء ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله يزيدون ويكثرون. فقالوا بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله فقال يا أبن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامه وعبت به آلهتم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل يا أبا الوليد أسمع. قال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا في أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه حتى إذا فرغ عتبة و رسول الله يستمع منه. قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال نعم. قال فاسمع مني. قال افعل. قال: ﴿حم*تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [فصلت: 1 - 4] ثم مضى رسول الله فيها يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة منه انصت لها وألقى يديه خلف ظهره متعمدًا عليهما يستمع منه، ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك.
لنتعلم معًا فن الإنصات للآخرين ومجادلتهم بالتي هي أحسن.
ونجده مع المراهقين ومع الشباب بصفة عامة، نجده يحدد لنا قواعد في التعامل معهم، دَعه يعبر عما بداخله وما يشعر به، ساعده في تكوين شخصيته، لا تنهره إذ لم يكن يعلم أنها معصية.
مع الشباب:
فقد جاءه غلام شاب فقال: يا رسول الله إيذن لي في الزنا! فصاح به الناس وقالوا: مه.
فلم يرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمجابهتهم له، بل دنا منه وأقبل عليه يحاوره بهدوء وقال له: «أتحب الزنا لأمك؟»، أجاب الغلام: لا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، أتحبه لأختك؟» قال: لا، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم، أتحبه لابنتك؟»، قال: لا، قال- صلى الله عليه وسلم -: «وكذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، فاكْرَه لهم ما تكره لنفسك وأحب لهم ما تحب لنفسك»، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدر الغلام الشاب ودعا له قائلًا: «اللهم كفِّر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه.
فن التعامل مع المراهق:
خذ رأيه فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الاشياخ فقال لغلام أتأذن لي أن أعطى هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أُوثر بنصيبي منك أحد قال سهل: فتله؛ (أي: ناوله الإناء في يده، يا ليت كثير من الآباء والأمهات يتعلمون كيف يتعاملون مع أولادهم، نقرأ كتبًا كثيرًا، ونتابع برامجَ، أما إذا استحضرنا نية لله واتِّباع السنة، سيكون التوفيق من الله.
فن التعامل مع المخطئين:
التعامل مع المخالفين للشريعة باللين والقول الحسن من أجل تأليف القلوب وليس التنفير لان الدعاة والمصلحين هم المبشرين وليسوا منفرين وليس من متطلبات عصرنا هذا ولا من الأحداث حولنا المطلوب منا ان نعرف الناس بالإسلام الصحيح.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال:
(بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليقعوا فيه، فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -.. دعوه وأريقوا علي بوله سجلًا من ماء أو ذنوبا ً من ماء.. فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري.
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» أو كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ.
رواه مسلم.
وهذا موقف اخر للتعامل مع المخالفين:
لما وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء وأسلم.
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بُعث، فكرهته أشد ما كرهت شيئًا قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: "لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذبًا لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقًا اتبعته"، فأقبلتُ، فلمّا قدمتُ المدينة، استشرفني الناس وقالو:[عدي بن حاتم! عدي بن حاتم].
فأتيته فقال لي: [يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ].
فقلتُ: [إنّ لي دينًا!].
قال:[أنا أعلم بدينك منك].
قلتُ: [أنت أعلم بديني مني؟!].
قال: [نعم]، مرّتين أو ثلاثًا.
قال: [ألست ترأس قومك؟].
قلتُ: [بلى].
قال: [ألستَ رُكوسيًّا - فرقة مترددة بين النصارى والصابئين - ألستَ تأكل المرباع؟].
قلتُ:[بلى].
قال: [فإن ذلك لا يحلّ في دينَك!]، فنضنضتُ لذلك.
ثم قال: [يا عديّ أسلمْ تسلمْ].
قلتُ: [قد أرى]. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْبًا وأحد؟].
قال: [هل أتيتَ الحيرة؟].
فقلتُ: [لم آتِها وقد علمتُ مكانها].
قال: [يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز].
قلتُ:[قلتَ كسرى بن هرمز!!].
قال: [كسرى بن هرمز]. مرتين أو ثلاثة. [وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ]. قال عدي: [فرأيتُ اثنتين: الظعينة - المرأة - في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مع الخدم:
يقول انس بن مالك خدمت رسول الله عشر سنوات لم يقل لي على شيء فعلته لما فعلته ولا لشئ لم افعله لما لم تفعله.
مع الفقير:
تعلم كيف تكسب قلب الفقير والمحتاج بالدعابة وتزيل الحاجز النفسي بينه وبينك فهو ينظر إليك بذلة نفس واجعله يثق في نفسه بالكلمة الطيبة، تأمل معي موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هذا الأعرابي.
عن أنس أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهـر بن حرام وكان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - من البادية، فيجهزه رسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن زاهـرًا باديتنا، ونحن حاضروه "وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه، وكان دميمًا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه لا يبصره فيقول زاهر بن حرام: أرسلني من هذا؟ ويلتفت زاهر فيرى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجعل يلزق ظهره بصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عرفه.
فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: من يشتري العبد؟
فيقول زاهر بن حرام للرسول: إذًا والله تـجدنـي كاسدًا.
فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: لكن عند الله لست بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غال.
أهتم بشؤون الآخرين:
سأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا جابر هل تزوجت قال جابر: نعم قال: بكرا أم ثيبا " قال: بل ثيبا " فعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك فقال جابر: يا رسول الله ان أبي قتل في أحد وترك تسع اخوات ليس لهن راع غيرى فكرهت ان اتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهن الخلافات وتزوجت امرأة اكبر منهن.
لما فتح مكة جعل النبي يطوف بالبيت فأقبل فضالة بن عمير رجل كان يظهر الإسلام، ويبطن غير ذلك، فجعل يطوف خلفه وينتظر غفلة منه، فقال النبي أفضالة قال: نعم فضالة يا رسول الله؟ قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: استغفر الله ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدري فسكن قلبي فوالله ما رفع يده، حتى أصبح ما خلق الله شيء أحب إلى منه.
كن لطيفًا عند أول لقاء:
تعلم من نبيك الكريم كيف تكون ابسط فنون المقابلة الشخصية وهو التبسم والمصافحة.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صافح الرجل لا ينزع يده حتى ينزعها الطرف الاخر.
وإذا استقبله بوجهه لا يصرف عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه ولا يرى مقدما ركبتيه بين يدى جليس له" رواه الترمذي.
عندما تكشر تعمل سبعة وأربعون عضلة وعندما تبتسم، فإن ثلاثة عشر عضلة تعمل فقط لماذا تصر على إرهاق نفسك وعضلات وجهك.
حفظ الأسرار:
بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إنسًا في حاجة ثم عاد فسألته أمه فيم أرسلك رسول الله - صلى الله وسلم - فقال: والله ما كنت لأفشي سرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
حترم وجهة النظر الأخرى:
الاختلاف ميزة وليس عيبًا وآيات القرآن تقول: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]، ولذلك خلقهم؛ فالاختلاف سنة من سنن الله في الخلق، فالرأي الواحد طوال الوقت قد لا يكون من علامات الإيجابية.
عندما أشار الحُباب بن المنذر في غزوة بدر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فنرد له ونغور - أي نخرب ما وراءه - من القلب، ثم نبني عليه حوضًا، فنملأه ماءً، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال: لقد أشرت بالرأي.
لا تكن عالة على غيرك:
تعلم مهنه أو لغة أو دورة كمبيوتر تكف بها نفسك واهلك عن السؤال وتحيا عفيف النفس يوم بدر كان يتبادل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وابا لبابة وعلى بن أبي طالب الركوب على البعير فقالا له: نحن نمشى عنك ولتظل راكب فقال: ما أنتما بأقوى مني على المشي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما.
فن إدارة الغضب:
تعلم متى تغضب:
في غزوة أحد خالف الرُّماة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي سكرة الفرح قام أبو سفيان وقال: أفي القوم محمد فقال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك فقال أبو سفيان: اعلُ هُبَل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجَل، قال أبو سفيان لنا العزى ولا عزَّى لكم، قال: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، والحرب سِجال، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا له: لا سواء؛ قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار.
يعلمك متى تغضب، ولماذا تغضب.
وقفة:
أن يغضب أي إنسان فهذا أمر سهل لكن أن تغضب من الشخص المناسب في الوقت المناسب، وللهدف المناسب وبالأسلوب المناسب فهذا ليس بالأمر السهل؛ أرسطو.
لعترف بالمميزات:
كان خالد بن الوليد من أشد عتاة الكفار ضد المسلمين حقدًا وحسدًا، حتى جاء رسول الله - عليه الصلاة والسلام - معتمرًا، هو وأصحابه إلى مكة ورأى خالد في نفسه أن شأن قريش ينخفض في العرب يومًا بعد يوم، وهذا الحديث دار بين الوليد بن الوليد أخو خالد، وكان مسلمًا وبين النبي - صلى الله عليه وسلم.
قال النبي الكريم للوليد: أين خالد؟ قال: يأتي به الله يا رسول الله قال: ما مثله يجهل الإسلام! ولو كان جعل نكايته مع المسلمين كان خيرا له ولو جاءنا لا كرمناه وقدمناه على غيره فسر الوليد بذلك وبعث إلى اخيه رساله مفادها كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم خالد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونطق الشهادتين فقال النبي الكريم: الحمد لله الذى هداك قد كنت أرى أن لك عقلا رجوت إلا يسلمك الا إلى خير فقال يا رسول الله ادعو الله أن يغفر لي فدعا له. أنزل الناس منازلهم تعينهم على الهداية وابْحَث عن حسناتهم.
احفظ لأخيك ماء وجهه:
• عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: [إن نفرًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه فقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني].
تأمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ما بال أقوام لم يوبخهم ولم يذكر اسمائهم.
تعامله مع الحيوانات:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر مع الصحابة، ووجد الصحابة حُمَّرة[طائرًا كالعصفور] ومعها فرخان صغيران، فأخذوا فرخيها، فجاءت الحُمرة إلى مكان الصحابة وأخذت ترفرف بجناحيها بشدة، وكأنها تشتكي إليه، ففهم النبي- صلى الله عليه وسلم- ما تقصد إليه الحمرة، فقال:[من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها][أبوداود].
•المسلم لا يذبح الحيوانات ولا يصطادها إلا بسبب شرعي؛ وعليه حينئذ أن يلتزم تجاه هذه الحيوانات الرفق والإحسان، قال - صلى الله عليه وسلم -:[إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدكم شفرته ولْيُرِح ذبيحته][مسلم].وقال - صلى الله عليه وسلم -:[من رحم ولو ذبيحة عصفور - رحمه الله - يوم القيامة][الطبراني].
عدم تحميلها ما لا تُطيق:
المسلم لا يشق على الحيوان بتحميله ما لا يطيق، فقد دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - بستانًا لرجل من الأنصار، فوجد جملا، فلما رأى الجملُ النبي - صلى الله عليه وسلم - حنَّ، وانهمرت الدموع من عينيه، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجمل، ومسح خلف أذنيه فسكت، ثم سأل عن صاحبه، فجاء فتى من الأنصار، فقال: أنا صاحبه يا رسول الله.فقال- صلى الله عليه وسلم -:[أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؛ فإنه شكا إلى أنك تُجيعه وتُدئبه[تتعبه وترهقه][أبو داود].وقال - صلى الله عليه وسلم -:[إن الله - تبارك وتعالى - رفيق يحب الرفق، ويرضى به، ويعين عليه ما لا يعين على العنف، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم[التي لا تتكلم] فأنزلوها منازلها[أريحوها في المواضع التي اعتدتم الاستراحة فيها أثناء السفر][مالك].
لتأتى منظمات العالم لرعاية الحيوان والرفق به تتعلم من نبينا كيف يكون الرفق ولنتعلم نحن أيضًا ان الحيوان امنة بين ايدينا وحياة أو روح ليس لنا ان نستخدمه إلا في ما أحله الله وليس لإيذائه أو تحميله ما لا يطاق أو تعذيبه.
ثق في نفسك:
عندما تكون انت صاحب الحق وتعمل على بصيرة ثق في نفسك واعلم ان الثقة في النفسك لن تأتى الا بالثقة في الله سبحانه وتعالى هذه هي القاعدة الأساسية في الثقة بالنفس لا تأتي إلا إذا كنت على طاعة وتنصر الله، فيؤيدك بنصره وحتى بجنود غير مسلمين ونجد ذلك في موقف النبي من دعوة إمام عمه أبو طالب.
• قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني، فقالوا لي كذا وكذا، للذي كانوا قالوا له فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق فظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قد بدا لعمه فيه أنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته، قال ثم استعبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب فقال أقبل يا ابن أخي، قال فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا.
تقبل النقد:
تعلم كيف يكون صدرك رحب بتقبل النقد فأن رسولك الكريم وهو لم يفعل شيئا من تلقاء نفسه وإنما: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]" ولكنه تعرض للنقد وتقبله من اجل الدعوة ونشر الإسلام فهلا تقبلت انت مرة وأحدة في الله نقد من حولك من زوج أو او مدير أو أب أو أم تقبله لله واحتسب وحاول ان تصلح نفسك فقد قالها عمر بن الخطاب من قبل: رحم الله امرأ اهدى إلى عيوبي.
عندما قسمت الغنيمة قال رجل: اعدل يا محمد، فإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، فقال: ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدِل.
وموقف آخر جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعينه في شيء قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنت اليك قال الأعرابي لا ولا أجملت فغضب المسلمين وهموا ان يقوموا إليه فاشار اليهم أن كفوا فلما قام رسول الله وبلغ منزله دعا الأعرابي إلى البيت فزاده رسول الله شيئا وقال احسنت اليك قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من اهل وعشيرة خيرا فقال: إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفي نفس أصحابي شيئًا عليك شيئًا، فإذا جئت، فقل بين أيديهم ذلك حتى تذهب عن صدورهم فقال: نعم فخرج إلى الصحابة، فأعاد عليهم الكلام وقال: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن مثلي ومثله هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت به فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفورًا، فقال لهم صاحبها: خلُّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها وأنا أعلم بها.
كن قائدًا:
وهذا يتجلى في قدرته على استيعاب اتباعه وتربيه وتنظيم ورعاية يسخر كل الطاقات لخدمة الدعوة استفاد من الخباب بن المنذر ونعيم بن مسعود وفي توجيههم للهجرة والعلم بما يصلحهم، ويتجلى أيضًا في ثقة الاتباع فيه [بيعة العقبة الأولى والثانية]؛ حيث طلب منهم أن يبايعه على السمع والطاعة في المنشط والكسل والنفقة، في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإن يقولوا في الله ولا يخافوا لومة لائم، وفي النهاية لهم الجنة بذلك، فقاموا وبايعوه على ذلك.
وهناك موقف اخر في غزوة بدر قال للأنصار رسول الله ما ترون في قتال القوم؟ فقام المقداد بن عمرو فقال: إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، بل نقول لك: اذهب أنت وربك، إنا معكم مقاتلون، فسُرَّ بذلك رسول الله.
نجمة الكون- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1437نقاط التميز : 2154الجنس :العمر : 30الأبراج :
رد: كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
بـارك الله فيك على الموضـوع القيـم والطـرح الممـــيز
بـــالــتـــوفيق ان شـــــاء الله و ننتظر جديــدك
القلب النابض- مشرف الهواتف والفضائيات
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1634نقاط التميز : 3364الجنس :العمر : 26الأبراج :
رد: كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
شكرا جزيلا على المتابعة
بارك الله فيك
بارك الله فيك
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
كل الشكر لكـِ لهذا الموضوع
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 25الأبراج :
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى