أمير العراقين أبو عيسى مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أمير العراقين أبو عيسى وأبو عبد الله.

لا رواية له.

كان فارسًا، شجاعًا، جميلًا، وسيمًا، حارب المختار وقتله.

كان يسمى من سخائه: آنية النحل.

وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرقيات:

إنما مصعب شهاب من الله ... تجلت عن وجهه الظلماء

ملكه ملك عزة ليس فيها ... جبروت منه ولا كبرياء

يتقي الله في الأمور وقد أف ... لح من كان همه الاتقاء

قال إسماعيل بن أبي خالد: ما رأيت أميرًا قط أحسن من مصعب.

عن الشعبي قال: ما رأيت أميرًا قط على منبر أحسن من مصعب.

قال المدائني: كان يحسد على الجمال.

وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر: عبد الله، ومصعب، وعروة -بنو الزبير -وابن عمر، فقال: تمنوا.

فقال ابن الزبير: أتمنى الخلافة.

وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم.

وقال مصعب: أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكنية بنت الحسين.

فقال ابن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة.

فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له.

أهديت لمصعب نخلة من ذهب، عثاكلها من صنوف الجوهر، قومت بألفي ألف دينار وكانت للفرس، فدفعها إلى عبد الله بن أبي فروة.

سئل سالم: أي ابني الزبير أشجع؟

قال: كلاهما، جاء الموت وهو ينظر إليه.

وقيل: تذاكروا الشجعان، فقال عبد الملك: أشجع العرب من ولي العراقين خمس سنين، فأصاب ثلاثة آلاف ألف، وتزوج بنت الحسين، وبنت طلحة، وبنت عبد الله بن عامر، وأمه رباب بنت أنيف الكلبي، سيد ضاحية العرب، وأعطي الأمان، فأبى، ومشى بسيفه حتى قتل.

قتل مصعب يوم نصف جمادى الأولى، سنة اثنتين وسبعين، وله أربعون سنة.

_________________

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-بتصرف.