الفقيه أبو أمية شريح القاضي الكندي -رحمه الله-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الفقيه أبو أمية شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي قاضي الكوفة.

ممن أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانتقل من اليمن زمن الصديق.

حدث عن: عمر وعلي، وعبد الرحمن بن أبي بكر.

عن الشعبي، قال: كتب عمر إلى شريح:

إذا أتاك أمر في كتاب الله فاقض به، فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاقض به، فإن لم يكن فيهما فاقض بما قضى به أئمة الهدى، فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك، وإن شئت تؤامرني، ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلم لك.

صح أن عمر ولاه قضاء الكوفة، فقيل: أقام على قضائها ستين سنة.

وقد قضى بالبصرة سنة.

وفد زمن معاوية إلى دمشق، وكان يقال له: قاضي المصرين.

قال الشعبي: كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازيه في علم القضاء.

وقال ابن سيرين: كان شريح يقول للشاهدين: إنما يقضي على هذا الرجل أنتما، وإني لمتق بكما فاتقيا.

عن ابن سيرين: كان إذا قيل لشريح كيف أصبحت؟ قال: أصبحت، وشطر الناس علي غضاب.

قال شريح: ما شددت لهواتي على خصم، ولا لقنت خصمًا حجة قط.

وقال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات؛ أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.

قال مغيرة: كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة، لا يدري الناس ما يصنع فيه.

روي لشريح:

رأيت رجالا يضربون نساءهم ... فشلت يميني حين أضرب زينبًا

وزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم تبق منهن كوكبًا

عن أشعث: أن شريحًا عاش مائة وعشر سنين.

وقيل: إنه استغنى من القضاء قبل موته بسنة -رحمه الله تعالى-.

_________________

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-بتصرف.