ثور السلطان (قصص تراثية )
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
ثور السلطان (قصص تراثية )
في قديم الزمان.. عاشَ ذلك السلطان .. وكان عنده، ثورٌ أسود،
ضخمٌ كبير، كأنَّهُ البنيان!
رأسه كالصخر، قرونه كالحديد ..
إذا سارَ، هزَّ الأرض ..
وإذا خارَ، غلبَ الرعد..
وكان ذلك السلطان، لا يشبعُ من النظرِ إليه، ولا يملُّ من الحديث عنه،
وقد جعلَ له خدماً كثيرين، يعنونَ به ويحرسونه ..
خادمٌ يطعمهُ ، وخادمٌ يسقيه .
خادمٌ ينظِّفُهُ، وخادمٌ يداويه ..
خادمٌ ينزِّههُ، وخادمٌ يحميه ..
السلطانُ يحبّهُ كثيراً، والناسُ يكرهونه كثيراً..
لماذا ياترى ؟
تعالَ لنرى ..
***
الشارع مملوءٌ بالناس..
مابينَ شارٍ أو بائع، مابينَ ماشٍ أو قاعد ..
هذا يعمل، ذاكَ يضحك
ولدٌ يجري، بنتٌ تلعب
شيخُ يمشي على عكّاز
أمٌّ تحملُ طفلاً يرضع
أخرى تمشي، تسحبُ طفلة
حلوة حلوة، مثل الفلَّة
الشارعُ مملوءٌ بالناسِ.
وفجأة ...
جاءَ الصوت، مثل الموت :
- خرجَ الثورُ.. خرجَ الثورُ ..!!
دبَّ الرعبُ بينَ الناسِ ..
هذا يركض، ذاك يركض ..
يهربُ يهربُ كلُّ الناس ..
وقعَ الشيخُ على العكاز
مرَّ الثورُ، وداسَ الشيخ
تركَ الشيخَ، ونطحَ الطفلة
لكنَّ الطفلةَ ما ماتتْ، فاللَّهُ رحيمٌ بالأطفال
ومضى الثورُ إلى البستان.
كسرَ الغرسَ، أكلَ الزرع َ
خرَّب اسوارَ البستان
حلَّ الليلُ.
وعادَ الثورُ إلى السلطان.
حلَّ الليلُ ...
وباتَ الناسُ مع الأحزان ..
***
هكذا كان يفعل الثور ..
يخرجُ مهرولاً كالغول، فيختفي الرجال، وتتوقَّفُ الأعمال، ويتركُ الأطفالُ ألعابهم،
ويهربون إلى البيوت، فتحضنهم أمهاتهم خائفات
ويغلقْنَ دونهم الأبواب .
وتنظرُ العيونُ من الشقوق ..
- هل أوقفه أحدٌ عند حدِّهِ ؟
- لا ...
- لماذا؟
- خوفاً من السلطانِ وجندهِ..
وصبرَ الناسُ محزونين، ينتظرون رحيلَ الظلم..
قال الشيوخ :
- الظلمُ لن يرحل
- لماذا؟
- لأنكم تقبلونه
- ومالعمل ؟!
- إذا رفضتم الظلم، لن يبقى ظالمون
***
ذاتَ يوم، والعيونُ غافلة ..
أسرع رجالٌ شجعان، وقبضوا على الثور ألجموا فمه، وعصبوا عينيه
ربطوا قوائمه بالحبال، وصاروا يشدُّونها بقوَّة.
غضبَ الثورُ وهاجَ، مدَّ رأسه وقرنيه، واندفعَ..
كالبركان، فاصطدمَ بالجدار، وسقط على الأرض ...
هجمَ عليه الرجال، ووقعوا على رقبتهِ، يذبحونه جاهدين..
الدمُ الأحمر، يدفقُ ويدفق ..
نهضَ الثورُ قويّاً، واندفعَ يجري، ثم وقعَ كالتّل، وسكنَتْ حركته، وفارق الحياة..
تركه الرجال، واختفوا في الحال
***
علم السلطان بمقتل الثور، فجنَّ جنونه، واستدعى جنودّهُ وخاطبهم قائلاً :
- أيُّها الجنود!
لقد جاء يومكم، فابحثوا عن المجرم اللعين إنْ كان في الأرض فاخرجوهُ ،وإنْ كان في
السماء فأنزلوه، والويل ثم الويل لكم إن لم تجدوهُ..!
انتشر العساكرُ والأعوانُ، في كلِّ بقعةٍ... ومكان..
يطوفونَ ويبحثون ..
يراقبونَ ويسألون ..
ومرَّتِ الأيام، تتبعها الأيام ..
وأخفق الجنود، وعادوا للسلطان
لم يحصلوا على خبر، أو يعثروا على أثر!في قديم الزمان.. عاشَ ذلك السلطان ..
وكان عنده، ثورٌ أسود، ضخمٌ كبير، كأنَّهُ البنيان!
رأسه كالصخر، قرونه كالحديد ..
إذا سارَ، هزَّ الأرض ..
وإذا خارَ، غلبَ الرعد..
وكان ذلك السلطان، لا يشبعُ من النظرِ إليه، ولا يملُّ من الحديث عنه، وقد جعلَ
له خدماً كثيرين، يعنونَ به ويحرسونه ..
خادمٌ يطعمهُ ، وخادمٌ يسقيه .
خادمٌ ينظِّفُهُ، وخادمٌ يداويه ..
خادمٌ ينزِّههُ، وخادمٌ يحميه ..
السلطانُ يحبّهُ كثيراً، والناسُ يكرهونه كثيراً..
لماذا ياترى ؟
تعالَ لنرى ..
***
الشارع مملوءٌ بالناس..
مابينَ شارٍ أو بائع، مابينَ ماشٍ أو قاعد ..
هذا يعمل، ذاكَ يضحك
ولدٌ يجري، بنتٌ تلعب
شيخُ يمشي على عكّاز
أمٌّ تحملُ طفلاً يرضع
أخرى تمشي، تسحبُ طفلة
حلوة حلوة، مثل الفلَّة
الشارعُ مملوءٌ بالناسِ.
وفجأة ...
جاءَ الصوت، مثل الموت :
- خرجَ الثورُ.. خرجَ الثورُ ..!!
دبَّ الرعبُ بينَ الناسِ ..
هذا يركض، ذاك يركض ..
يهربُ يهربُ كلُّ الناس ..
وقعَ الشيخُ على العكاز
مرَّ الثورُ، وداسَ الشيخ
تركَ الشيخَ، ونطحَ الطفلة
لكنَّ الطفلةَ ما ماتتْ، فاللَّهُ رحيمٌ بالأطفال
ومضى الثورُ إلى البستان.
كسرَ الغرسَ، أكلَ الزرع َ
خرَّب اسوارَ البستان
حلَّ الليلُ.
وعادَ الثورُ إلى السلطان.
حلَّ الليلُ ...
وباتَ الناسُ مع الأحزان ..
***
هكذا كان يفعل الثور ..
يخرجُ مهرولاً كالغول، فيختفي الرجال، وتتوقَّفُ الأعمال، ويتركُ الأطفالُ ألعابهم،
ويهربون إلى البيوت، فتحضنهم أمهاتهم خائفات
ويغلقْنَ دونهم الأبواب .
وتنظرُ العيونُ من الشقوق ..
- هل أوقفه أحدٌ عند حدِّهِ ؟
- لا ...
- لماذا؟
- خوفاً من السلطانِ وجندهِ..
وصبرَ الناسُ محزونين، ينتظرون رحيلَ الظلم..
قال الشيوخ :
- الظلمُ لن يرحل
- لماذا؟
- لأنكم تقبلونه
- ومالعمل ؟!
- إذا رفضتم الظلم، لن يبقى ظالمون
***
ذاتَ يوم، والعيونُ غافلة ..
أسرع رجالٌ شجعان، وقبضوا على الثور ألجموا فمه، وعصبوا عينيه
ربطوا قوائمه بالحبال، وصاروا يشدُّونها بقوَّة.
غضبَ الثورُ وهاجَ، مدَّ رأسه وقرنيه، واندفعَ..
كالبركان، فاصطدمَ بالجدار، وسقط على الأرض ...
هجمَ عليه الرجال، ووقعوا على رقبتهِ، يذبحونه جاهدين..
الدمُ الأحمر، يدفقُ ويدفق ..
نهضَ الثورُ قويّاً، واندفعَ يجري، ثم وقعَ كالتّل، وسكنَتْ حركته، وفارق الحياة..
تركه الرجال، واختفوا في الحال
***
علم السلطان بمقتل الثور، فجنَّ جنونه، واستدعى جنودّهُ وخاطبهم قائلاً :
- أيُّها الجنود!
لقد جاء يومكم، فابحثوا عن المجرم اللعين إنْ كان في الأرض فاخرجوهُ ،وإنْ كان
في السماء فأنزلوه، والويل ثم الويل لكم إن لم تجدوهُ..!
انتشر العساكرُ والأعوانُ، في كلِّ بقعةٍ... ومكان..
يطوفونَ ويبحثون ..
يراقبونَ ويسألون ..
ومرَّتِ الأيام، تتبعها الأيام ..
وأخفق الجنود، وعادوا للسلطان
لم يحصلوا على خبر، أو يعثروا على أثر!
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: ثور السلطان (قصص تراثية )
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع رائع ومعلومات قيمة
شكرا لك ووفقك الله
موضوع رائع ومعلومات قيمة
شكرا لك ووفقك الله
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
مواضيع مماثلة
» مهن تراثية من عبق الماضي ....
» الأجرة العجيبة (قصص تراثية )
» الحكيم علاء الدين (قصص تراثية )
» سقوط أنطاكية بيد السلطان بيبرس
» مولد السلطان محمد الفاتح
» الأجرة العجيبة (قصص تراثية )
» الحكيم علاء الدين (قصص تراثية )
» سقوط أنطاكية بيد السلطان بيبرس
» مولد السلطان محمد الفاتح
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى