شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الاولى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الاولى

مُساهمة من طرف المعتمدة على الله الجمعة أبريل 24, 2020 4:19 am


وقفات مع شهر شعبان

شعبان آيات وعظات
مع الشيخ

سمير عبيدات

إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان، ويمد الله له في الأجل، وكل يوم يبقاه في هذه الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لآخرته، وها قد مضى -أيها الأحبة- شهر رجب، وأوشك شهر شعبان على الدخول، وكثير من الناس في غفلة

ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحال سلف الأمة، الذين أُمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.

سبب تسميته.
قال ابن حجر رحمه الله: "وسمي شعبان؛ لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام، وهذا أولى من الذي قبله. وقيل فيه غير ذلك"([1]).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبانبل ومن شدّة محافظته -صلى الله عليه وسلم- على الصوم في شعبان أن أزواجه -رضي الله عنهن- كن يقلن: إنه يصوم شعبان كله، مع أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يستكمل صيام شهر غير رمضان؛ فهذه عائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها تقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان. [رواه البخاري ومسلم]. وعند النسائي بسند صحيح عن جندب

بن سفيان -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم". وذكر أهل العلم حكمًا في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد رمضان يُسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه، ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.
ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه حديث أسامة بن زيد: قلت: يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان!! فبين له -صلى الله عليه وسلم- سبب ذلك فقال له: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان"، وماذا أيضًا؟! قال: "وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين:
أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.
وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وفي قوله: "يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان"، إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقًا أو لخصوصية فيه، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامة لما رآه مستفهمًا عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان"، ولذلك قال أهل العلم: وهذه لفتة فتنبه لها -يا عبد الله- قالوا: هذا فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله -عز وجل-، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال: "إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل"، ولهذا المعنى كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس،
وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس،

ولهذا لو نظرت إلى الفضائل والدرجات التي منحت للذاكرين في وقت غفلة الناس تجد شيئًا عجبًا، فهذا الرجل الذي يدخل السوق فيذكر الله، له أجر عظيم؛ لأنه ذكر الله في مكان غفلة الناس، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبني له بيت في الجنة".

ثم اعلم -يا عبد الله- أن إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فيه فوائد:
الفائدة الأولى: إن فعلك لهذه الطاعة يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لاسيما الصيام؛ فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء، وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان، فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما في سوقه، ويظن أهل سوقه أنه أكلها في بيته.
الفائدة الثانية في إحياء وقت غفلة الناس بالطاعات أنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس إن كان على السنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الأجر على قدر النصب".
والسبب في أن الطاعات في وقت غفلة الناس شاقة وشديدة على النفوس، هو أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم، كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين لهم، فسهلت الطاعات، وتأمل كيف أن كثيرًا من الناس يشق عليهم الصيام في غير رمضان: فإذا جاء رمضان سهل عليهم الصيام، ولم يجدوا مشقة في صيامه؛ والناس كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضًا، وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: الناس أشبه بأهل زمانهم منهم بآبائهم.
وأما إذا كثرت غفلة الناس تأسَّى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المتيقظين والطالبين لمهر الجنة، وتشق عليهم طاعاتهم، لقلة من يقتدون بهم في هذه الأوقات المغفول عنها، ولهذا المعنى قال -صلى الله عليه وسلم- في حال الغرباء في آخر الزمان: "للعامل منهم أجر خمسين منكم –أي من الصحابة– إنكم تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون". [وفي مسلم]. "فطوبى للغرباء". ولهذا جاء في صحيح مسلم أيضًا من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العبادة في الهرج كالهجرة إلي"، وعند الإمام أحمد بلفظ: "العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ"، وسبب ذلك أن الناس في وقت الفتن تستولي عليهم الغفلة، ويتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين، وينشغلون عن عبادة ربهم بهذه المحدثات والمضلات من الفتن، ويكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به، متبعًا لأوامره مجتنبًا لنواهيه، محافظًا على سنته وهديه وطريقته -صلى الله عليه وسلم-، في كل زمان ومكان. والفوائد في هذا الباب كثيرة لمن تأملها ووقف معها واستزاد منها.


ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟! هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان؛ قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران. هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات

المعتمدة على الله
المعتمدة على الله
عضو جديد

تاريخ التسجيل : 12/09/2018
المساهمات : 47
نقاط التميز : 141
الجنس : انثى
العمر : 27
الأبراج : الجدي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: شعبان ايات وعظات وقفات مع شهر شعبان الخطبة الاولى

مُساهمة من طرف نجمة الكون الثلاثاء أبريل 28, 2020 1:26 am


الف شكر على الموضوع المميز
واصل تميزك بالمنتدى

نجمة الكون
نجمة الكون
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1437
نقاط التميز : 2154
الجنس : انثى
العمر : 29
الأبراج : العذراء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى