الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

مُساهمة من طرف long race الخميس يناير 16, 2020 3:20 am


الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

رغم قلة المادة المتوافرة على صفحات الإنترنت باللغة العربية مقارنةً باللغة الإنجليزية ، فإن الأمر اللافت للنظر هو أن الكثير من الصحف في كافة الدول العربية قد بدأت في إصدار طبعاتها الإلكترونية على صفحات الإنترنت. إضافةً إلى ذلك، فقد بدأت العديد من الصحف إصداراتها على صفحات الإنترنت مباشرة بدون أن يكون لها طبعات ورقية سابقة؛ حيث انتشر هذا النوع الأخير من الصحف، مستفيداً في ذلك من التسهيلات المرتبطة بالنشر الإلكتروني مقارنةً بتكاليف الطباعة باهظة الثمن , ورغم توجه العديد من القراء العرب نحو قراءة الطبعات الإلكترونية من الصحف العربية، فإن الطبعات الورقية مازالت تحوز على قدر كبير من الانتشار لأسباب كثيرة منها قلة انتشار الكومبيوتر في المنازل والمؤسسات التعليمية العربية من جانب، وارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية من جانب آخر. فما زال الكثير من القراء العرب يقبلون على قراءة الصحف المطبوعة، رغم اتجاه شريحة لابأس بها من الأجيال الجديدة نحو قراءة الصحف الإلكترونية. والأمر الذي لا شك فيه أننا سوف نشهد مرور فترات طويلة من الزمن حتى يعتاد المواطن العربي على قراءة ومتابعة الصحف عبر الإنترنت.
ويغلب على أشكال الصحافة الإلكترونية في هذه المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها "مرحلة الانفلات الإلكتروني" أنها صحافة تعبر بالأساس عن توجهات أيديولوجية جامحة؛ فكل من لديه قضية ما مع نظام عربي أو مع دولة عربية أو مع الأغلبية أو مع الأقلية أو مع حزب سياسي، ما عليه إلا أن يطلق صحيفته الإلكترونية ليجذب إليها كل من يجد تماثلاً مع توجهات الصحيفة ونوعية القضايا التي تحاول إثارتها والكتابة عنها. وتستقطب هذه النوعية الجديدة من الصحف كتاباً جدد من كل مكان في العالم، سواء من هؤلاء المقيمين في المجتمعات الغربية أو من هؤلاء المقيمين في المجتمعات العربية، حيث وفرت هذه الصحف الإلكترونية سهولة المشاركة في الكتابة طالما أنها تنسجم مع توجهات الصحيفة والقضايا التي تسعى لتناولها والإفصاح عنها , وما يلفت النظر هنا أن العديد من هذه الصحف قد وُجد تحت وطأة موضة إصدار الصحف الإلكترونية أكثر منه تعبيراً عن حاجة ملحة لإشباع احتياج فكري وثقافي لدى القارئ والمتابع العربي. لذلك، وعبر الفترة المحدودة من عمر نشأة هذه الصحافة الإلكترونية يجد المرء العديد من هذه الصحف والمواقع ذات التوجهات والمشارب المتعددة والمتباينة. كما يلفت النظر هنا أن هناك علاقة طردية بين ما يواجهه الواقع العربي من مشكلات وتدهور وبين التوسع في إنشاء مواقع إلكترونية صحفية جديدة. بحيث يمكن القول بأن ما يحدث عبر صفحات الإنترنت ما هو إلا تجسيد حي ومشابه لما يحدث في الواقع العربي المعاصر , والعديد من هذه الصحف الإلكترونية، ورغم حيز الحرية الضخم المكفول لها عبر صفحات الإنترنت، يغلب عليه طابع المراهقة الصحفية من حيث نوعية المادة التي تتناولها وتحرص بشكلٍ دائم ومستمر على بثها عبر مواقعها. فالكثير من هذه الصحف تركز على الجوانب السلبية لخصومها، بل وتستقطب من لهم حسابات خاصة وشخصية مع دولهم أو مع أنظمتهم السياسية، أكثر من محاولة التناول الموضوعي للقضايا من أكثر من وجهة نظر وأكثر من رأى. وفي الكثير من هذه الصحف نجد الكثير من أقلام القائمين في الخارج الذين لا تربطهم أية علاقات بالمنطقة العربية سوى العزف المتواصل على نغمة الدفاع عن الأقليات ومسائل حقوق الإنسان وحقوق المرأة إلى آخره من مثل هذه القضايا.
ولا يمكن للمرء الآن إصدار أحكام نهائية ومطلقة على هذه النوعية من الصحف الإلكترونية في عالمنا العربي، فمازالت في مرحلة البدايات والمحاولة والخطأ. كما يمكن القول أن هذه البدايات لا تنفصل بشكلٍ أو بآخر عن أزمة الصحافة العربية المطبوعة، وما تواجهه في الواقع العربي المعايش من مصاعب مختلفة على مستوى الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. لذلك فإن أية محاولة لدراسة هذه الظاهرة الجديدة يجب ألا تفصلها عن مجمل السياق العربي بعامة، وعن واقع الصحافة العربية بخاصة.
وأدت التطورات الإيجابية في استخدام الإنترنت إلى تشجيع الكثير من الناشرين العرب إلى الدخول في عالم النشر الإلكتروني , فمنذ السنوات الأولى لظهور الشبكة العالمية فكر الناشرون العرب في استثمار النشر على خط المباشر حيث شجعهم على ذلك ازدياد أعداد القراء الذين ارتبطوا بالإنترنت , فقد أصبحت قراءة رؤوس الموضوعات في بعض الصحف العربية التي تنشر يوميا في الإنترنت موديل لعصر كالصحف السعودية والمصرية والأردنية وغيرها
ويمكن تقسيم ما يمارسه الناشرون العرب على مستوى النشر على الإنترنت إلى ثلاث فئات
الفئة الأولى : تعتمد سياسة الحد الأدنى المتمثلة في إطلاق نسخ كاربونية صماء من الصحيفة المطبوعة بأقل التكاليف ودون تكاليف تذكر والاكتفاء بالإشارة إلى أن للصحيفة موقعا على الإنترنت يقوم بدور التواصل ما بين الصحيفة وقرائها أينما كانوا .
الفئة الثانية : تعتمد بناء مواقع متميزة اقرب ما تكون إلى البوابات الإعلامية الشاملة وهي تطور في مواقعها الموجودة للوصول إلى البوابة الإعلامية .
الفئة الثالثة : تعتمد سياسة الانطلاق من الصحيفة الإلكترونية دون وجود صحيفة مطبوعة أصلا
وحاليا تتوافر على الإنترنت معظم الصحف العربية المطبوعة وتعتمد هذه الصحف في بثها للمادة الصحفية على تقنيات مختلفة , ولكن أيا من هذه التقنيات المستخدمة لم يرتفع بالصحافة العربية إلى مستوى الصحيفة الإلكترونية المتكاملة على الرغم من توافر عدد من أنظمة البحث والاسترجاع المتوافقة مع اللغة العربية, واتبعت الصحافة العربية طريقتين في عملية إدخال أعدادها على شبكة الإنترنت , الأولى تعتمد على إدخالها كصورة وليس كنص حيث يتم تجهيز مواد الجريدة في صورة شريط طولي من الأخبار وتحويلها إلى صورة من خلال برنامج ( photoshop ) وحفظها كصورة وتكتفي الجريدة في هذه الحالة بإقامة وصلات بين صفحة الاستقبال وصفحات الجريدة المختلفة , كل وصلة مرتبطة بصورة الصفحة الخاصة بها , وهي الطريقة نفسها التي تعتمد عليها معظم الصحف العربية المنشورة على شبكة الإنترنت , بل إن بعض هذه الصحف مثل جريدة الحياة تقوم بضغط صور الصفحات الخاصة بها بدلا من أعدادها في صورة شريط طولي بحيث يتم إعادة نشر المواد المنشورة نفسها في الجريدة المطبوعة من حيث الترتيب والإخراج نفسهما
أما الطريقة الثانية التي يتم من خلالها التعامل مع النص فنجد أنموذجا لها في موقع جريدة باب الإلكترونية التي تتيح تصفح العدد سواء بتقنية النصوص , وهو ما يتطلب توافر برنامج يتيح قراءة النص العربي من على الإنترنت مثل برنامج سندباد أو برنامج نانجو أو بتقنية الصور لمن لا تتوافر عنده برامج تعريف الإنترنت , وتصدر صحيفة إيلاف على الإنترنت باعتماد نظام نشر إلكتروني , وليست إيلاف أول جريدة عربية تصدر على الإنترنت إلا إنها أول جريدة صممت خصيصا للإنترنت بوسائط نشر متعددة من نص وصورة وصوت وأفلام وثائقية وغرفة الأخبار المتعددة الأبعاد والوسائط .

long race
long race
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1087
نقاط التميز : 2208
الجنس : ذكر
العمر : 26
الأبراج : العقرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

مُساهمة من طرف New Post الخميس يناير 16, 2020 8:29 am


بارك الله فيك علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز

أفـدتنا بمـعلومات قـيمة ومفيدة جـزاك الله خـيرا

نحـن في انتظـار مواضيـعك الجديـدة والرائـعة

New Post
New Post
مديرة ستار ديس

تاريخ التسجيل : 24/08/2018
المساهمات : 4133
نقاط التميز : 6472
الجنس : انثى
العمر : 24
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي

مُساهمة من طرف ملك سقعان الخميس يناير 16, 2020 11:02 pm


أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
لك الشكر من كل قلبي

ملك سقعان
ملك سقعان
عضو جديد

تاريخ التسجيل : 22/08/2018
المساهمات : 61
نقاط التميز : 73
الجنس : ذكر
العمر : 36
الأبراج : الاسد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى