إسلامية و ليست عربية

لقد من الله عز وجل على العرب بأن بعث فيهم رسولا منهم ويتحدث بلسانهم و أنزل القرآن بلغتهم

وأكرمهم بأن جعلهم سببا في نشر الإسلام و استتبابه

لكن وبالمقابل لم يجعل الجنة تنال بسبب العروبة و التكلم بالعربية ، ولم ينزل الله عز وجل آية ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم

حديثا يميز العرب عن غيرهم بل ثبتت مساواتهم بغيرهم من الأجناس والأعراق ، قال الله عز وجل في سورة الحجرات : ( ياأيها الناس

إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) . فجعل الله سبحانه وتعالى

معيار الأفضلية هو التقوى و مدى معيار تقرب العبد من ربه عز وجل .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) فالرسول الكريم أكد هنا

أيضا على أن ميزان التفاضل هو التقوى.

لكن ظهرت علينا اليوم دعوات وتيارات تدعو إلى القومية العربية و الاتحاد العربي و الوحدة العربية إلى غيرها من المسميات

التي تروم زعزعة الصف الاسلامي و إبطال وحدة المسلمين وزرع بدرة الشقاق بين أفراد الأمة الإسلامية ،

فالأولى بهؤلاء المحسوبين على العرب و العروبة أن يبادروا إلى الدعوة إلى القومية الإسلامية و ترميم صفوف المسلمين

و الإنتباه إلى قضايا الشعوب غير العربية من المسلمين كقضية الشعب البورمي الذي يتعرض لشتى أنواع التنكيل و التعذيب

و أيضا قضية دولة الشيشان المحتلة بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالمسلمين غير العرب ، فالله عز وجل قال ( إنما

المومنون إخوة ) فكيف ما كانت هوية المسلم فهو أخ للمسلمين كافة

فنسأل الله أن يوحد صفوفنا ويجمع كلمتنا و أن يصلح ولاة أمورنا

و أن ينصر المسلمين في كل مكان