إنهم يظلمون الإسلام وأهل الإسلام له أظلم

إنهم يظلمون الإسلام وأهل الإسلام له أظلم
******************
الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..
حادوا عن دين الله القويم وبه نجاتهم .. وعلماء المسلمين لم يقوموا ببلاغ الرسالة لكى يبينوا ذلك لهم .
صدّوا عن الإسلام وحاربوه وهم يجهلوه فظلموه وظلموا أنفسهم .
.......
نبذوا كتاب الله الكريم وقرآنه الحكيم وهو نذيرهم ونذير كل العالمين . يقول جل شأنه :
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ .. لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }
...
لم يؤمنوا بنبى الله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبينا ونبيهم أرسله الله لنا ولهم . يقول جل ذكره :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً .. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
...
قالوا ماقالوا من إفك وافتراء وكذب واجتراء على رب الأرض والسماء وهو خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم وإليه مآبهم وحسابهم .
يقول عز وجل : { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
*****
القرآن نذيرٌ لكل إنسان أو جان
أنزل الله كتابه الكريم وقرآنه الحكيم هدايةً لكافة الخلق أجمعين .. وجعله الله نذيراً لكل العالمين ..
قصّ الله فيه على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ما كان فى غابر العصور والأزمان وأوحى الله إليه بما حاق بمن سبقه من أقوام جزاء كفرهم
وشركهم وكشف الله له ما أصابهم جزاء تكذيبهم لأنبيائهم ورسلهم .
أنزله الله مصدقاً لما أُنزل من قبل على جميع الرسل والأنبياء ومهيمناً على كل ماسبقه من كتاب فى الصحف أو الألواح أو التوراة أو الإنجيل أو الزبور .
وحفظه الله وجعله آية للناس ونوراً وبلاغاً لهم لكى ينذرهم بأن دين الإسلام هو آخر الرسالات والأديان .
يقول جل شأنه : { أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً } .. ويقول عز وجل : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } .
فالقرآن هو نذيرٌ لكل إنسان أو جان فى أى زمان أو مكان . اقترن برسول الله صلى الله عليه وسلم فى محياه ودام للبشرية بعد انتقاله إلى مثواه .
*****
رسالة الإسلام
لقد تعاقبت الرسالات وتدرجت الأديان ..
وبلغ دين الله أجله المعلوم عند الله وبلغت رسالة الإسلام موعدها المحتوم فى علم الله وحُقّ نزول كتاب الله .
أرسل الله إلى البشرية آخر نبى وآخر رسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
اصطفاه الله من قومه وكلفه بحمل أمانته وبلاغ رسالته . وأمره أن ينذر بها قومه وأن ينذر كل الأمم والشعوب والأقوام .
( عشيرته المقربين والغافلين والكفار والمشركين وقوم بنى إسرائيل من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ) .
يقول جل شأنه : { وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } .. { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين
كل من وُلد أو يُولد من بعد مبعثه يعد من قومه وأمته مكلفٌ ومخاطبٌ برسالته .

أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة ربه مخلصاً وبلّغ الرسالة التى أمره الله بها مجاهداً فى سبيلها ..
وبعد أن أكمل الله دينه وشريعته وأتم الله على عباده فضله ونعمته .. انتقل رسول الله إلى مثواه ..
وورِث المسلمون الرسالة .. لأدائها كما أداها وبلّغها نبىهم ورسولهم الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
منهم من قاموا بأعباء الأمانة وبلاغ الرسالة . ومنهم من تخاذلوا وفرّطوا فيها وكانوا أظلم للإسلام من غير أهله .
*****
الإيمان بالله ووحدانيته
لقد قهر الله جميع مخلوقاته وقهر كل ما فى أرضه وسماواته .
قهرهم سبحانه وتعالى طائعين وغيرطائعين مؤمنين أوغير مؤمنين قهرهم أبرار أو فجار .. فالكل مسلمٌ لله ..
جميعهم أسلموا لله كَرهاً وجبراً وخضوعاً وإذعاناً .. ومنهم من أسلموا لله طاعة وانقياداً . يقول جل شأنه :
{ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَات وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } .

حين أمر الله السماوات والأرض أن يأتيا طوعاً أوكرهاً آثروا خوف العقاب على رجاء الثواب واختاروا الطاعة خوفاً ووجلاً من أن يأتوا
مُكرهين مجبرين .. { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئتيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتا أَتيْنَا طَائعِينَ } .
ولذا : نراهم فى نسقهم ثابتين وللنواميس التى وُضِعوا لها غير عاصين لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل
سابق النهار وكل فى فلك يسبحون لاتغيير ولاتبديل لهم إلى يوم الدين .

أما الإنسان فبإرادته اختار حمل الأمانة التى أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وناءت عنها وأبيْن أن يحملنها ..
لأن ما يقتضيه حملها هو الثواب والعقاب وأن الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى .. ولهذا :
وجب على أى إنسان طاعة الله وطاعة أنبيائه ورسله وفُرض عليه اتباع كل ما أمره الله به ومانهاه الله عنه ..
وإن العاصى منهم أو الطائع هما عند الله سواء .. كلاهما مسلماً لله .. ( الطائع يثاب والعاصى يعاقب ) .
وما كان الله ليعذب عباده قبل أن يبعث إليهم نبى أو رسول .

تدرجت إليهم الشرائع .. جميعها كانت تأمرهم بعبادة الله والإيمان بوحدانيته . وآخرها هو دين الله وشريعته ..
من آمن منهم بالله وصدّق بنبيه ورسوله فقد أسلم لله مختاراً طائعاً جزاؤه الجنة والنجاة من عذاب الله .
ومن كفر وأشرك وكذب بنبيه ورسوله فهو مسلم لله مُجبراً مُكرهاً وجزاؤه النار وقد باء بسَخط وغضب من الله .
...
نحن جميعاً عبيد لله مؤمنين ويهود ونصارى وكفار ومشركين ومجوس وصابئين .
لا المؤمن منا استغنى عن فضل الله ومعونته ولا الكافر أو المشرك استبد بأمرٍ خرج عن ملك الله وقدرته .
لاإله إلا الله هو الذى يذيقنا الموت وهو الذى يهب لنا الحياة .