عامٌ فات.. وعامٌ آت
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
عامٌ فات.. وعامٌ آت
عامٌ فات.. وعامٌ آت
أبو محمد بن عبد الله
اليوم؛ و في آخر خطبة الجمعة من رجب؛ ذكّرَنا الخطيب بحديث صيام شعبان حين قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ تَصومُ مِن شعبانَ، ما لا تَصومُ مِن غيرِهِ منَ الشُّهورِ قالَ: «هوَ شَهْرٌ يَغفلُ النَّاسُ عنهُ، بينَ رجَبٍ ورمَضانَ، وَهوَ شَهْرُ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى رَبِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ»(أحمد، المسند، رقم:[21753]).
فاهتزت مشاعري واقشعر جلدي.. حين تمثلت نفسي وقد قيل لي: اجمع أعمالك منذ شعبان الماضي والتي تريد أن تتشرف بعرضها على الله تعالى...
فعبَرْتُ عشرات ملايين الثواني في بعض الثواني[1]، أفتش عن بعض الأعمال؛ لعلي أضعها في سلة الشرف.. صدِّقوني.. كلما تذكرتُ عملا عملتُه، فقلَّبت وجهه، لم أتجرأ أن أتقدم به بين يدي ربي-سبحانه- أو أسأله به..
هذا عامٌ فات.. وهذا عام آت، فهل أثر فينا ما في ذلك من آيات، في الأنفس أو في الأرض والسموات..
أيامنا تُصرِّم أعمارَنا.. أيامُنا أبعاضنا، فإذا ذهبت ذهبت أبعاضُنا، ، تذهب السنون وتعود أخرى.. ولكنّ أيامنا لا تعود.
وكأني أقول: من لي بيوم واحد منها يعود، ثم لا أعود.. لا أعود إلى إضاعته، أو إلى شغله بغير مفيد، ليته يعود، ثم لا أعود.. لا أعود إلى إزهاق أرواح أيامي في تفاهات أو سفاهات.. ثم لا أعود إلى أن أشتري بها ثمنا بخسا أعمالا أستحيي أن أقدّمها بين يدي ربي سبحانه..
الموقف صعب، واليوم عظيم، {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:5-6]، يوم عرض هذه الأعمال المرفوعة في شهر العرض، يوم عرضها على الله تعالى يومها نُعطى صحائفنا.. ونطلع على نتائج أعمالنا.. ترى بأيماننا نأخذها أم بشمائلنا ووراء ظهورنا؟! {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}[الحاقة:18-20].
ثم تذكرت إني فعلا قد عدتُ، ولو ليوم واحد أَنْعَمَ الله به تعالى، وأمَدَّ به العمُر، وَرَزَقَ فيه الصحة والعقل.. ورُبَّ يوم غلب ألف يوم، والعبرة بالخواتيم، والسعيد من وُعظ بغيره، فضلا عن أن يتعظ بنفسه فيما فرّطت فرزقها الله توبة فاستدركت...
فهيَّا عباد الله قبل أن يقول أحدنا : ربّ ارجعون؛ فيقال له: كلا إنها كلمة هو قائلها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - في العام قرابة: 31536000 ثانية
المصدر: الكلم الطيب
أبو محمد بن عبد الله
اليوم؛ و في آخر خطبة الجمعة من رجب؛ ذكّرَنا الخطيب بحديث صيام شعبان حين قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ تَصومُ مِن شعبانَ، ما لا تَصومُ مِن غيرِهِ منَ الشُّهورِ قالَ: «هوَ شَهْرٌ يَغفلُ النَّاسُ عنهُ، بينَ رجَبٍ ورمَضانَ، وَهوَ شَهْرُ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى رَبِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ»(أحمد، المسند، رقم:[21753]).
فاهتزت مشاعري واقشعر جلدي.. حين تمثلت نفسي وقد قيل لي: اجمع أعمالك منذ شعبان الماضي والتي تريد أن تتشرف بعرضها على الله تعالى...
فعبَرْتُ عشرات ملايين الثواني في بعض الثواني[1]، أفتش عن بعض الأعمال؛ لعلي أضعها في سلة الشرف.. صدِّقوني.. كلما تذكرتُ عملا عملتُه، فقلَّبت وجهه، لم أتجرأ أن أتقدم به بين يدي ربي-سبحانه- أو أسأله به..
هذا عامٌ فات.. وهذا عام آت، فهل أثر فينا ما في ذلك من آيات، في الأنفس أو في الأرض والسموات..
أيامنا تُصرِّم أعمارَنا.. أيامُنا أبعاضنا، فإذا ذهبت ذهبت أبعاضُنا، ، تذهب السنون وتعود أخرى.. ولكنّ أيامنا لا تعود.
وكأني أقول: من لي بيوم واحد منها يعود، ثم لا أعود.. لا أعود إلى إضاعته، أو إلى شغله بغير مفيد، ليته يعود، ثم لا أعود.. لا أعود إلى إزهاق أرواح أيامي في تفاهات أو سفاهات.. ثم لا أعود إلى أن أشتري بها ثمنا بخسا أعمالا أستحيي أن أقدّمها بين يدي ربي سبحانه..
الموقف صعب، واليوم عظيم، {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:5-6]، يوم عرض هذه الأعمال المرفوعة في شهر العرض، يوم عرضها على الله تعالى يومها نُعطى صحائفنا.. ونطلع على نتائج أعمالنا.. ترى بأيماننا نأخذها أم بشمائلنا ووراء ظهورنا؟! {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ. إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}[الحاقة:18-20].
ثم تذكرت إني فعلا قد عدتُ، ولو ليوم واحد أَنْعَمَ الله به تعالى، وأمَدَّ به العمُر، وَرَزَقَ فيه الصحة والعقل.. ورُبَّ يوم غلب ألف يوم، والعبرة بالخواتيم، والسعيد من وُعظ بغيره، فضلا عن أن يتعظ بنفسه فيما فرّطت فرزقها الله توبة فاستدركت...
فهيَّا عباد الله قبل أن يقول أحدنا : ربّ ارجعون؛ فيقال له: كلا إنها كلمة هو قائلها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - في العام قرابة: 31536000 ثانية
المصدر: الكلم الطيب
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: عامٌ فات.. وعامٌ آت
شكرا جزيلا على المتابعة
بارك الله فيك
بارك الله فيك
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: عامٌ فات.. وعامٌ آت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف شكر على المشاركة الرائعة والمميزة
بانتظار القادم الاروع ان شاء الله
Nabil LacRiM- مراقب الكمبيوتر والانترنت
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 2639نقاط التميز : 4581الجنس :العمر : 28الأبراج :
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى