طلاب العلم هم السبب..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على النبي الأمي الكريم و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إنتشر في الآونة الأخير كلام لبعض العلماء يلومون فيه طلاب العلم كبارا و صغارا على الإنفلات الدعوي الحاصل بينهم ،ويحملونهم مسؤولية هذا الإنحدار الأخلاقي الذي تكتسيه نقاشاتهم في المنتديات و الذي يعتبر مذمة للمسلم إن استعمله مع غيره فما بالك مع أخيه.

وفي حقيقة الأمر مسؤولية هذا الإنفلات المنهجي في الساحة الدعوية يتحمله الكثير من الدعاة قبل طلبة العلم و المستقيمين الجدد

ففي يوم من الأيام كانت التزكيات تنهمر على طلاب العلم-و لا تزال- كانهمار السيل في الساقية و لم تقتصر هذه التزكيات على أخذ العلم فقط بل ينصح صغار طلبة العلم باتباع كلام هؤلاء في أقرانهم فضلا عن من دونهم بل يجرؤونهم حتى على من هم أعلم منهم

و هذا خطأ مزدوج، فمن جهة جرؤوا طلبة العلم على الكلام في الناس و هذا كان الخطأ الأول وهو خطأ كبير و الثاني إشغال صغار الطلبة بمسائل المنهج و حصر السلفية في وجدانهم على أنها هجر و تحذير و كلام في الفرق ،و الدليل على هذا أن أشهر مقولة كان يملأ صداها أروقة الدعوة تقول

"يجب على طالب العلم أن يكون على دراية بأحوال الدعاة" و هذه المقولة إن تركت دون تمييز و تبيين و تحديد من هو طالب العلم المعني -وهذا الذي حصل-فستكون منحدرا لا تعمل المكابح في عجلات من انحدر فيه و كلما زادت مدة الإنحدار و زاد عدد المنحدرين زاد الثقل و عن عن المصلحين

تدارك الوضع كما هو مشاهد للأسف الشديد .و الغريب في الأمر كما يحدث عندنا في الجزائر أن المنقسمين دعواهم واحدة و منهجهم واحد و منبعهم واحد و كمثال على هذا أن الطرفين يذم أحدهما الآخر بتهمة مداهنة و قبول بن حنيفية عابدين -هم يضحك و هم يبكي- و باستطاعتي أن أقول أن

آخر بلاد تخللتها الفتنة هي الجزائر و مع هذا لم يستفد رؤوس الدعوة من أخطاء بقية البلدان و أبو إلا أن ينقلوا الفتنة إلينا حتى أصبح الهاجر لا يدري فيما يهجر و لا المهجور فيما هجر .و عوض أن يشغلوا الناس و المنضمين الجدد للدعوة بما ينفعهم و ينفع المسلمين شغلوهم بما يضر الدعوة

و يضرهم و أكبر مستفيد هم أعداء الدعوة إلى الله كالعلمانيين و الحزبيين و القبوريين و المبررين للحكام سوء أعمالهم . و أخشى أننا نجني ثمار الظلم الذي طال الكثير من المؤمنين جراء سلاطة اللسان و سوء الظن . و في القريب كانت حلق السلفيين تدعوا للتوحيد و حفظ القرآن و نبذ التقليد

و التعصب و الآن غاب كل هذا و بإمكان أي أحد أن يحزر إنتماء القائمين على أي منتدى سلفي بالكلام الذي فيه و تصنيف أصحابه على حسب قاموس التصنيفات المشتهر بينهم للأسف الشديد "يضاحك المخافين ..يبتسم معهم ...ينبسط لهم ..يدافع عنهم ..يزور مرضاهم و يحضر ولائمهم..."

أقول هذا و أنا أتوق لعودة الدعوة لسابق عهدها ...أقول هذا و أنا أتوق لاجتماع الكلمة كما كانت قبل تفرقها -بل الأحرى أن يقال "تفريقها"-...أقول هذا و أنا أقول حسبنا الله و نعم الوكيل في من فرق شمل المؤمنين و أعان على تحييد أهم و أعتى تيار كان يعتبر أصلب سد أمام تمييع الدين

خاصة بعد سقوط الخلافة فأهم المصلحين المؤثرين في الساحة الدعوية كانت رايتهم كتاب و سنة على فهم السلف و بسبب هذا المنهج الجديد و الإنفلات الذي ألقي اللوم فيه على الصغار أقصى أتباع هذا التيار أنفسهم و نأووا بأقلامهم عن الحفاظ على مقومات و هوية الأمة الإسلامية و أفسحوا

المجال لأعداء الأمة و اكتفوا بالنقر على فأرة الحاسوب و تصنيف الناس و الله المستعان.

بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ