الوجوه والنظائر في القرآن الكريم (الأم - الأب)
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم (الأم - الأب)
تمهيد:
يعني مصطلح "الوجوه والنظائر" أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع متفرقة من القرآن العظيم على لفظ واحد وحركة واحدة، ولكن يراد بها في كل مكان ذكرت فيه معنى يخالف معناها في المكان الآخر.
فكل كلمة ذكرت في موضع وذكر نظيرها في موضع آخر هو ما يعرف أو يسمى بالنظائر.
أما تفسير الكلمة بمعانيها المختلفة فهو ما يعرف أو ما يسمى بالوجوه.
وبناءً على هذا، يكون المراد بالنظائر إنما هو اسم للألفاظ، ويكون المراد بالوجوه إنما هو اسم للمعاني.
ولم يفت علماء العربية، منذ أقدم عصور التدوين فيها، أن يؤلفوا في هذه الظاهرة اللغوية مؤلفات كانت تحمل في معظمها عنوان: "الأشباه والنظائر" أو "الوجوه والنظائر" ومن بين الكتب المطبوعة في هذا الموضوع: الأشباه والنظائر في القرآن الكريم لمقاتل بن سليمان البلخي (المتوفى سنة 150هـ)، والتصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤها وتصرفت معانيه، ليحيى بن سلام (المتوفى سنة 200هـ)، وتحصيل نظائر القرآن، للحكيم الترمذي (المتوفى بعد سنة 318هـ)، والأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها، للثعالبي (المتوفى سنة 429هـ)، والوجوه والنظائر، لأبي عبد الله الحسين الدامغاني (المتوفى سنة 478هـ)، وغير ذلك كثير. هذا - ولسوف تكون المراجع الرئيسية:
• الوجوه والنظائر، للدامغاني.
• المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني المتوفى سنة 502هـ.
• أمهات المعاجم العربية.
ولنبدأ البحث في كلمة "أم" وهي بحمد الله من الكلمات المحببة فطرياً إلى نفوس العالمين.
أم:
الأم بإزاء الأب، وهي الوالدة القريبة التي ولدته: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ﴾ [طـه: 40].
﴿ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ﴾ [المجادلة: 2].
والأم أي الأصل، فيقال أم لكل ما كان أصلاً لوجود شيء أو تربيته أو إصلاحه. وكل شيء ضم إليه سائر ما يليه يسمى أُمّاً:
﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الزخرف: 4].
أي في اللوح المحفوظ، وذلك لكون العلوم كلها منسوبة إليه ومتولدة منه.
﴿ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الشورى: 7].
فقيل لمكة أم القرى باعتبارها المركز الرئيسي، وأما ما حولها فهو حواشي وهوامش.
أب:
الوالد بعينه، وهو بإزاء الأم وهو السبب المباشر في حمل الأم وولادتها:
﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ.. ﴾ [يوسف: 4].
﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23].
والأب يعني العم:
﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً ﴾ [البقرة: 133].
فإسماعيل كان عم يعقوب.
والأب يعني الجد:
﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78].
يعني مصطلح "الوجوه والنظائر" أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع متفرقة من القرآن العظيم على لفظ واحد وحركة واحدة، ولكن يراد بها في كل مكان ذكرت فيه معنى يخالف معناها في المكان الآخر.
فكل كلمة ذكرت في موضع وذكر نظيرها في موضع آخر هو ما يعرف أو يسمى بالنظائر.
أما تفسير الكلمة بمعانيها المختلفة فهو ما يعرف أو ما يسمى بالوجوه.
وبناءً على هذا، يكون المراد بالنظائر إنما هو اسم للألفاظ، ويكون المراد بالوجوه إنما هو اسم للمعاني.
ولم يفت علماء العربية، منذ أقدم عصور التدوين فيها، أن يؤلفوا في هذه الظاهرة اللغوية مؤلفات كانت تحمل في معظمها عنوان: "الأشباه والنظائر" أو "الوجوه والنظائر" ومن بين الكتب المطبوعة في هذا الموضوع: الأشباه والنظائر في القرآن الكريم لمقاتل بن سليمان البلخي (المتوفى سنة 150هـ)، والتصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤها وتصرفت معانيه، ليحيى بن سلام (المتوفى سنة 200هـ)، وتحصيل نظائر القرآن، للحكيم الترمذي (المتوفى بعد سنة 318هـ)، والأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها، للثعالبي (المتوفى سنة 429هـ)، والوجوه والنظائر، لأبي عبد الله الحسين الدامغاني (المتوفى سنة 478هـ)، وغير ذلك كثير. هذا - ولسوف تكون المراجع الرئيسية:
• الوجوه والنظائر، للدامغاني.
• المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني المتوفى سنة 502هـ.
• أمهات المعاجم العربية.
ولنبدأ البحث في كلمة "أم" وهي بحمد الله من الكلمات المحببة فطرياً إلى نفوس العالمين.
أم:
الأم بإزاء الأب، وهي الوالدة القريبة التي ولدته: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ﴾ [طـه: 40].
﴿ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ﴾ [المجادلة: 2].
والأم أي الأصل، فيقال أم لكل ما كان أصلاً لوجود شيء أو تربيته أو إصلاحه. وكل شيء ضم إليه سائر ما يليه يسمى أُمّاً:
﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الزخرف: 4].
أي في اللوح المحفوظ، وذلك لكون العلوم كلها منسوبة إليه ومتولدة منه.
﴿ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الشورى: 7].
فقيل لمكة أم القرى باعتبارها المركز الرئيسي، وأما ما حولها فهو حواشي وهوامش.
أب:
الوالد بعينه، وهو بإزاء الأم وهو السبب المباشر في حمل الأم وولادتها:
﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ.. ﴾ [يوسف: 4].
﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23].
والأب يعني العم:
﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً ﴾ [البقرة: 133].
فإسماعيل كان عم يعقوب.
والأب يعني الجد:
﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78].
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم (الأم - الأب)
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
رد: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم (الأم - الأب)
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد
جزاك الله الف خير على كل ما تقدموه لهذا المنتدى
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
جزاك الله الف خير على كل ما تقدموه لهذا المنتدى
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
علي- عضو جديد
- تاريخ التسجيل : 05/11/2018المساهمات : 115نقاط التميز : 117الجنس :العمر : 18الأبراج :
رد: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم (الأم - الأب)
بارك الله فيك علي الطرح القيم
MasTar- عضو مميز
- تاريخ التسجيل : 26/10/2018المساهمات : 602نقاط التميز : 606الجنس :العمر : 23الأبراج :
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى