أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى
أبو مسلم الخولاني والأخذ بالعزائم
من الناس من يتغلغل الإيمان في قلوبهم حتى يصبح عندهم أغلى من حياتهم وعلى الرغم من أن لهم مندوحة في الأخذ بالرخصة فيقولون كلمة الكفر بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ولكنهم يأبون إلا الأخذ بالعزيمة وإلا التمسك بالإيمان قولاً وفعلاً لساناً وقلباً كما حدث لسحرة فرعون عندما آمنوا وهددهم فرعون بالعذاب والموت فقالوا له: «قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا».
من هؤلاء الناس أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب أو ثواب، ولد باليمن وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل أن يهاجر وقبل أن يرى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم.
قدم إلى المدينة المنورة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأناخ راحلته على باب المسجد ودخل ليصلي فرآه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فتعلق به وسأله أنت من اليمن؟ قال نعم: قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب العنسي؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب قال: أنشدتك الله أنت هو؟ قال أبو مسلم: نعم فاعتنقه عمر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
بعد أن أسلم أهل اليمن تنبأ فيهم الأسود بن قيس العنسي من قبيلة مذحج فارتد كثير منهم عن الإسلام أما أبو مسلم فبقي ثابتاً على إيمانه يدافع عن الحق ويدعو إليه لا تأخذه فيه لومة لائم فأرسل الأسود العنسي يطلبه فأتاه. فقال له: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم إنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: لا أسمع. كرر ذلك ثلاث مرات وهو يسمع الجواب نفسه في المرات الثلاث. فقال الأسود العنسي: خذوه وأحرقوه فأججوا له ناراً عظيمة وطرح فيها فلم تضره شيئاً فخاف العنسي وهاله الأمر وقال: ما أفعل به ؟ قالوا: أخرجه من أرضك فنفاه فخرج على راحلته حتى أتى المدينة المنورة بعد وفاة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وعندما خرجت الجيوش إلى الشام لمحاربة الروم خرج معهم إليها واستوطنها.
وفي خلافة معاوية رضي الله تعالى عنه قطع معاوية بعض أعطيات المسلمين عنهم وصعد على المنبر في يوم الجمعة ليخطب فقال: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا، فقال أبو مسلم وقال: لا سمع ولا طاعة يا معاوية. قال: ولم يا أبا مسلم؟ كيف تمنع عن المسلمين ما ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك فغضب معاوية ونزل عن المنبر وذهب إلى بيته ثم عاد بعد قليل والماء يقطر من لحيته وصعد المنبر وقال: "الغضب من الشيطان والشيطان خلق من النار وإنما تطفأ بالماء فإذا غضب أحدكم فليغتسل وصدق أبو مسلم فيما قال فهلموا إلى عطائكم".
ودخل أبو مسلم يوماً على معاوية فقال: السلام عليك أيها الأجير فقال الناس: الأمير يا أبا مسلم. فقال أبو مسلم: السلام عليك أيها الأجير مرة ثانية، فقال الناس: أيها الأمير يا أبا مسلم، فقال معاوية دعوه هو أعلم بما يقول. فقال أبو مسلم: إنما مثلك يا معاوية كمثل رجل استأجر أجيراً فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ويوفر جزازها وألبانها فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة الكبيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاد من قبله زيادة. وإن هو لم يحسن رعيتها وأشاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر. فقال معاوية صدقت يا أبا مسلم ما شاء الله تعالى كان.
وتوفي أبو مسلم بأرض الروم وقال البخاري إنه توفي قرب دمشق. رحم الله تعالى أبا مسلم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كان وقافاً عند الحق لا يخشى لومة لائم، ولا ظلم ظالم.
المصدر : موقع البيان
من الناس من يتغلغل الإيمان في قلوبهم حتى يصبح عندهم أغلى من حياتهم وعلى الرغم من أن لهم مندوحة في الأخذ بالرخصة فيقولون كلمة الكفر بألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان ولكنهم يأبون إلا الأخذ بالعزيمة وإلا التمسك بالإيمان قولاً وفعلاً لساناً وقلباً كما حدث لسحرة فرعون عندما آمنوا وهددهم فرعون بالعذاب والموت فقالوا له: «قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا».
من هؤلاء الناس أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب أو ثواب، ولد باليمن وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل أن يهاجر وقبل أن يرى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم.
قدم إلى المدينة المنورة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأناخ راحلته على باب المسجد ودخل ليصلي فرآه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فتعلق به وسأله أنت من اليمن؟ قال نعم: قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب العنسي؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب قال: أنشدتك الله أنت هو؟ قال أبو مسلم: نعم فاعتنقه عمر وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
بعد أن أسلم أهل اليمن تنبأ فيهم الأسود بن قيس العنسي من قبيلة مذحج فارتد كثير منهم عن الإسلام أما أبو مسلم فبقي ثابتاً على إيمانه يدافع عن الحق ويدعو إليه لا تأخذه فيه لومة لائم فأرسل الأسود العنسي يطلبه فأتاه. فقال له: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم إنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: لا أسمع. كرر ذلك ثلاث مرات وهو يسمع الجواب نفسه في المرات الثلاث. فقال الأسود العنسي: خذوه وأحرقوه فأججوا له ناراً عظيمة وطرح فيها فلم تضره شيئاً فخاف العنسي وهاله الأمر وقال: ما أفعل به ؟ قالوا: أخرجه من أرضك فنفاه فخرج على راحلته حتى أتى المدينة المنورة بعد وفاة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وعندما خرجت الجيوش إلى الشام لمحاربة الروم خرج معهم إليها واستوطنها.
وفي خلافة معاوية رضي الله تعالى عنه قطع معاوية بعض أعطيات المسلمين عنهم وصعد على المنبر في يوم الجمعة ليخطب فقال: أيها الناس اسمعوا وأطيعوا، فقال أبو مسلم وقال: لا سمع ولا طاعة يا معاوية. قال: ولم يا أبا مسلم؟ كيف تمنع عن المسلمين ما ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك فغضب معاوية ونزل عن المنبر وذهب إلى بيته ثم عاد بعد قليل والماء يقطر من لحيته وصعد المنبر وقال: "الغضب من الشيطان والشيطان خلق من النار وإنما تطفأ بالماء فإذا غضب أحدكم فليغتسل وصدق أبو مسلم فيما قال فهلموا إلى عطائكم".
ودخل أبو مسلم يوماً على معاوية فقال: السلام عليك أيها الأجير فقال الناس: الأمير يا أبا مسلم. فقال أبو مسلم: السلام عليك أيها الأجير مرة ثانية، فقال الناس: أيها الأمير يا أبا مسلم، فقال معاوية دعوه هو أعلم بما يقول. فقال أبو مسلم: إنما مثلك يا معاوية كمثل رجل استأجر أجيراً فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ويوفر جزازها وألبانها فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة الكبيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاد من قبله زيادة. وإن هو لم يحسن رعيتها وأشاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر. فقال معاوية صدقت يا أبا مسلم ما شاء الله تعالى كان.
وتوفي أبو مسلم بأرض الروم وقال البخاري إنه توفي قرب دمشق. رحم الله تعالى أبا مسلم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كان وقافاً عند الحق لا يخشى لومة لائم، ولا ظلم ظالم.
المصدر : موقع البيان
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى
☆السلام عليكم و رحمة الله و بركاته☆
بارك الله فيك
على الموضوع المميز
☆و رائع☆
بارك الله فيك
على الموضوع المميز
☆و رائع☆
IKRaMOne- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1290نقاط التميز : 2098الجنس :العمر : 33الأبراج :
رد: أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى