هل يمكن يوما ما تخفيف شدة الأعاصير
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
هل يمكن يوما ما تخفيف شدة الأعاصير
التحكم في الأعاصير
هل يمكن يوما ما تخفيف شدة الأعاصير
والعواصف المدارية العاتية أو حرف مسارها؟
في كل عام تحدث عواصف دوامية عاتية، تقذف برياح تزيد سرعتها على 74 ميلا في الساعة، تجوب البحار المدارية وشواطئها، وتدمر في الغالب رقعا عريضة من المناطق التي تعبرها. ويطلق على تلك العواصف المزعجة أسماء شتى، ففي منطقة المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ تعرف بالأعاصير hurricanes، وفي منطقة غرب المحيط الهادئ تسمى تَيْفونات typhoons؛ في حين تدعى بالأعاصير الحلزونية cyclones في منطقة المحيط الهندي. وهذه العواصف، على اختلاف تسمياتها، تتسبب حين تضرب بشدة مناطق آهلة بالسكان، في إزهاق آلاف الأرواح وتُخلِّف وراءها خسائر مادية في الممتلكات تقدر ببلايين الدولارات، ولا يمكن أن يعترض طريقها أي شيء على الإطلاق.
ولكن هل ستبقى هذه القوى الطبيعية المخيفة خارج نطاق سيطرتنا إلى الأبد؟ إني وزملائي من الباحثين في هذا المجال لا نعتقد ذلك؛ بل نبحث كفريق عمل في كيفية دفع تلك الأعاصير برفق في مسارات غير خطيرة، أو حتى تبديدها. ومع أن إمكانية تحقيق هدف جريء كهذا قد لا تتوافر قبل عقود قادمة، فنحن نعتقد أن النتائج التي حصلنا عليها في هذا المجال، تشير إلى أنه ربما آن الأوان للبدء بدراسة تلك الاحتمالات.
عند مجرد التفكير بإمكان السيطرة على الأعاصير، يجب أن يكون الباحثون قادرين على التنبؤ بمسلك عاصفة ما بدقة متناهية، وذلك لتعرّف التغيرات الفيزيائية (مثل التبدلات التي تطرأ على درجة حرارة الهواء) التي يمكن أن تؤثر في سلوكها، ولإيجاد الأساليب المؤدية إلى إحداث تلك التغيرات. ومع أن عملنا هذا مازال في مراحله الأولى، فإن أعمال المحاكاة الحاسوبية الناجحة للأعاصير، التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية، تشير إلى أن مثل هذا التعديل في مسار الإعصار يمكن أن يكون قابلا للتنفيذ يوما ما. والأكثر من ذلك أنها كشفت عن أن الأمر المهم الذي يجعل التنبؤ بالطقس أمرا صعبا، وهو حسّاسية الغلاف الجوي الشديدة لأي مُحفّز صغير، ربما يكون هو ذاته المفتاح الذي نبحث عنه لتحقيق السيطرة على الأعاصير. وإن محاولتنا الأولى للتأثير في مسار إعصار تمت محاكاته حاسوبيا عبر إحداث تغيرات طفيفة في الحالة (الوضعية) الابتدائية للعاصفة، حققت نجاحا ملحوظا، وكذلك كانت النتائج اللاحقة تسير نحو الأفضل.
إعصار ضخم ذو «عين» واضحة، صوّره مكوك الفضاء Atlantis في الشهر 11/1994
ولكي نفهم الأسباب التي قد تجعل الأعاصير وغيرها من العواصف المدارية العاتية عُرضة للتدخلات البشرية، لا بد للمرء من فهم طبيعتها ومنشئها (انظر الإطار في الصفحتين 6 و 7). فالأعاصير تنمو مثل عناقيد من العواصف الرعدية فوق المحيطات المدارية، حيث تزوِّد المحيطات الواقعة عند خطوط العرض المنخفضة الغلافَ الجوي باستمرار بالحرارة والرطوبة، وهذا يشكل جبهات هوائية دافئة ورطبة فوق سطح البحر. وحالما يرتفع هذا الهواء إلى الأعلى، يتكثف بخار الماء الذي يحويه ليشكل سحبا وأمطارا. يُطلِق هذا التكثف حرارة، هي في الحقيقة حرارة الشمس التي أدت إلى تبخر الماء من سطح المحيط. وهذه الحرارة ـ التي تدعى الحرارة الكامنة للتكثف (1) ـ تجعل الهواء أكثر خفة وترفعه إلى الأعلى أكثر فأكثر في سيرورة تغذية مرتدة ذاتية التعزيز (2)، تؤدي في النهاية إلى نشوء المنخفض المداري وانتظامه ونمو طاقته، مُشكِّلا ما يسمى العين المألوفة familiar eye، وهو المحور المركزي الساكن الذي يدوَّم spin حوله الإعصار. لكن الإعصار يفقد، عند وصوله إلى اليابسة، مورده المستدام من الماء الدافئ، وهذا يضعف قوته سريعا.
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: هل يمكن يوما ما تخفيف شدة الأعاصير
موضوع قيم جدا
و طرح مميز
شكرا لكم
فى انتظار جديدكم
التوقيع
_________________
مواضيع مماثلة
» قياس الأعاصير الحلزونية
» كيف تتشكل الأعاصير المدمّرة؟
» تخفيف الوزن
» فوائد الإجاص في تخفيف الوزن
» طرق تخفيف غيرة الاطفال من المولود الجديد
» كيف تتشكل الأعاصير المدمّرة؟
» تخفيف الوزن
» فوائد الإجاص في تخفيف الوزن
» طرق تخفيف غيرة الاطفال من المولود الجديد
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى