تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 )

مُساهمة من طرف Derraz Boujemaa الإثنين فبراير 17, 2020 11:16 pm


تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 )

المنطلق في تحديد المراد: العلم أم معطيات النص؟

حاول المفسر العلمي أن يتتبع الاستعمال القرآني لبعض المفردات القرآنية ليحدد لها مفهوما يتفق ودلالتها اللغوية مع العلم الحديث، فمثلا تتبع استعمال القرآن الكريم للفظ “السماء” ولفظ “السموات” منطلقا مما توصلت إليه العلوم الحديثة من معرفة بأغوار المجرات.

فابن عاشور يجعل معنى السماء عند إطلاقها كما في قوله تعالى: (والسماء بناء) ينصرف إلى معناها العرفي عند العرب. وهو ما يبدو للناظر كالقبة الزرقاء، أي الكرة الهوائية المحيطة بالأرض، كما في قوله تعالى: (أو كصيب من السماء) .

وفي موضع آخر من تفسيره يجعل إطلاقها مفردة يدل على الجو المرتفع فوقنا الذي يبدو كأنه قبة، وهو الفضاء الذي تسبح فيه الكواكب، وذلك يراد في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ زَينا السمَاءَ الدنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما لِلشيَاطِينِ) [الملك: 5] وقوله: (إِنا زَينا السمَاءَ الدنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) [الصافات: 6] وقوله: (وَأَنْزَلَ مِنَ السمَاءِ مَاء) (البقرة: 22). أما إذا جاءت جمعا فالمراد بها كواكب المجموعة الشمسية؛ لأنها إذا جمعت فالمراد بها أجرام عظيمة لها نظامها الخاص.

أما “سلمان السعدي” فيحاول أن يجعل تحديد معنى لفظ السماء منسجما مع سياق الآية التي وردت فيها على ضوء العلم الحديث؛ لذا يجعل لها عدة معان هي:

الأول: غلاف الأرض الجوي، وذلك هو المراد من قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنْ السمَاءِ مَاء فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان: 10] والذي يشير إلى هذا المعنى ذكر الهواء أو الرياح أو السحاب أو المطر أو الطيران ، كما في قوله تعالى: (اللهُ الذِي يُرْسِلُ الريَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابا فَيَبْسُطُهُ فِي السمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ) [الروم: 48] وقوله: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطيْرِ مُسَخرَاتٍ فِي جَو السمَاءِ مَا يُمْسِكُهُن إِلا اللهُ إِن فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [النحل: 79] فعلميا الطيور لا تعيش إلا في القسم السفلي من الغلاف الهوائي، بل في جزئه اللصيق جدا بالأرض، وقوله تعالى: (وَالسحَابِ الْمُسَخرِ بَيْنَ السمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة:164] إذ إن السحاب يقع في أدنى طبقة من طبقات الغلاف الهوائي .

ويلاحظ أن المحدد للفظ السماء في هذه الآيات هو ما توصل إليه العلم الحديث من نتائج تتعلق بالغلاف الجوي.

الثاني: المنظومة الشمسية، وهذا هو المراد من قوله تعالى: ( يَوْمَ نَطْوِي السمَاءَ كَطَي السجِل لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَولَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدا عَلَيْنَا إِنا كُنا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104] وباعتبار أن الله تعالى قال: (أَوَلَمْ يَرَ الذِينَ كَفَرُوا أَن السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُل شَيْءٍ حَي ) [الأنبياء: 30] فإذا كان أول الخلق فتقا، فإن إعادة الخلق بالطريقة نفسها (كَمَا بَدَأْنَا أَولَ خَلْقٍ نعِيدُهُ) لا بد أن يكون رتقا، أي جمعا لما قد تفرق من السموات والأرض (الكواكب السيارة) وعندها يتضح مقصود قوله تعالى: ( يَوْمَ نَطْوِي السمَاءَ كَطَي السجِل لِلْكُتُبِ ) من أنه جمع للسماوات والأرض إلى بعضها مثل جمع السجل. فالمقصود إذن من السماء في هذه الآية هو المنظومة الشمسية، أو السديم المكون لها، كما في قوله تعالى: (ثُم اسْتَوَى إِلَى السمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعا أَوْ كَرْها قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11] فقد وصفها مع الأرض.

الثالث: مجرة درب التبانة، وهو المراد من قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السمَاءِ بُرُوجا وَزَيناهَا لِلناظِرِينَ) [الحجر: 16] والذي يشير إلى هذا المعنى هو وصفها بالزينة، بالإضافة إلى أنها مرئية لنا، قال تعالى: (وزيناها للناظرين) وأيضا يدل على ذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَينا السمَاءَ الدنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما لِلشيَاطِينِ) [الملك: 5]، فالسماء الدنيا هي المزينة بالنجوم، وبالتالي فهي مجرتنا لا غير.

الرابع: الكون ما بعد المجرة أو المجرات الأخرى: وهو المراد بقوله تعالى: (وَالسمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47] والذي يدل على هذا المعنى هو ما عرفه العلماء في القرن العشرين من توسع مستمر للكون؛ إذ تتباعد المجرات عن بعضها بسرعة كبيرة.

كذلك لفظ “السماوات العلى” في قوله تعالى: (تَنزِيلا مِمنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسمَاوَاتِ الْعُلا) [طه: 4] والذي يدل على هذا المعنى في هذه الآية تقديم ذكر الأرض على السماوات، وذلك على خلاف الآيات الأخرى.

ويعلل “السعدي” علميا سبب هذا التقديم والتأخير، بأنه يمكن رؤية معظم الكواكب السيارة حول الشمس بالعين المجردة؛ حيث تبدو للناظر كالنجوم، بينما لا يمكن رؤية الأرض ككرة أرضية كاملة بهذه الصفة، ثم إن الكواكب السبعة عديدة، بينما الأرض واحدة، أما السماوات العلى (المجرات الأخرى) فهي لا ترى بالعين المجردة إطلاقا، وهي بعيدة جدا عنا.

أما “حجازي” في تفسيره فيخالف تلك التفاسير لمعاني السماء؛ لأنه يجد أن ظاهر نصوص القرآن يفيد بأن السماء جرم على عكس ما تقول به نظرية العلم، من أنه ليس هناك جرم محسوس ملموس يطلق عليه اسم السماء، بل هي الفضاء اللانهائي الذي لا يعلمه إلا الله، ويحتوي على النجوم والكواكب التي ترتبط مع بعضها في أفلاك ومدارات، هي في طبقات بعضها فوق بعض. لذلك على المسلم أن يقف عند نصوص القرآن “فإن أراد البحث العلمي الدقيق فليبحث، وفي النهاية سيلتقي مع نظرية القرآن”.

يظهر واضحا مما سبق أن اعتماد المفسر العلمي على التفسير بالقرآن الكريم، أنه لم يكن مفصولا عن أفقه المعرفي وثقافته العلمية، بل كان ذلك دافعا إلى أن يبحث في الآيات القرآنية عن إجابات لتساؤلات أثارها العلم. فالعلم هو المنطلق وهو الأساس، والقرآن هو القابل للتشكل حسب نتائج العلم، ولكن هذا ليس مطلقا، فهناك تفاسير كان منطلق المفسر فيها من النص وثقافة العصر.

كذلك تحلل “هند شلبي” معنى لفظة البنان المذكورة في قوله تعالى: ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَويَ بَنَانَهُ ) [القيامة: 3ء4] فالبنان في اللغة “جمع مفردة بنانة، ولهذه اللفظة مدلول قد يضيق وقد يتسع، فهي تعني الأصابع، كما يراد بها الأيدي والأرجل، أي جميع أعضاء البدن” . وتختار من هذه المعاني معنى “الأصابع”، باعتبار أن جل المفسرين جعلوا المقصود من البنان في الآية الأصابع . ومن ثم تبين أن الإعجاز في هذه الآية يرجع إلى اختصاص البنان بالذكر دون غيره، فتعلل سبب هذا الاختيار تعليلا علميا تشريحيا، “يشير إلى خصائص خِلْقية توجد في البنان ولا توجد في غيرها من أجزاء الجسم الإنساني” .

واضح أن التحليل اللغوي للفظ في المثالين السابقين، استفيد منه في عملية التوفيق بين الآية ومكتشفات العلم التجريبي، مع العلم أنه لا توجد دلالة مباشرة للفظ تشير إلى هذا الاكتشاف العلمي، وإنما كان استنباطا في المثال الأول من إشارة النص لكروية الأرض، فالقرآن لم يذكر ذلك صراحة، فالذي أسهم في هذا الفهم هو ثقافة المفسر، لأننا نجد أن السابقين لم يفهموا هذا الفهم، وإنما كان على حسب ما يشاهدونه؛ فالآية عندهم تشير “إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار”، وكلا الفهمين لا يعارضان دلالة ألفاظ الآية ولا سياقها ولا مقصدها، وإنما الذي حدد هذا الفهم أو ذاك هو ثقافة المفسر وتنوع العلوم في كل عصر.

وكذلك في المثال الثاني لفظ البنان لا يدل على البصمات، وإنما التعليل العلمي لاختيار هذا اللفظ دون غيره هو الذي ربطه بعلم البصمات، على حين نجد أن تعليل السابقين لذكر البنان في الآية هو لأن بالأصابع “صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبني بها”.

من خلال ما سبق يظهر أن المفسر العلمي استند في تفسيره على عدة ركائز أساسية أسهمت في وجود هذا النوع من التفسير، يمكن حصرها في ثلاثة أمور هي: استشهاد القرآن بأمور واقعية خاضعة للحس، وطبيعة اللغة، وثقافة العصر، فهل يمكن لهذه الأمور أن تكون دالة على العلوم الحديثة في هذا العصر دون أي إشكاليات؟

أما استشهاد القرآن بأمور واقعية خاضعة للحس، مما لا يمكن أن يتناقض مع المكتشفات العلمية: فهذا مما لا يماري فيه أحد، لكن أن تجلى على أساس أن معانيها كانت مجهولة من قبل المخاطبين في عصر التنزيل فهو مما لا يتفق وخصائص المنهج القرآني.

القرآن الكريم ذكر هذه النواميس لمقاصد كبرى وربطها بخالقها، فوجد المفسر العلمي في هذا صلة بين الماضي والحاضر، ووسيلة للتوفيق بين ما ذكره القرآن وبين ما هو مجال العلوم الحديثة اليوم.

فمثلا استطاع المفسر العلمي أن يسهب علميا خدمة لمقصد الآية، وذلك بأن يذكر التعليل العلمي للظاهرة التي ذكرها، أو أن يستدل بالآية على أسبقية القرآن في ذكره لهذه العلوم، وهذا ارتكز على ذكر القرآن للظاهرة نفسها وعلى طبيعة اللغة، ولكن ألا ينبغي أن نتساءل لماذا خص القرآن ذكر هذه الظواهر دون غيرها؟ هل لارتباطها بعصر نزول القرآن أم لأنها ضرورية وأساسية لحياة الإنسان؟.

أما عن دور اللغة وثقافة العصر فقد حرص المفسر العلمي على أن يجعل القرآن الكريم مميزا عن غيره من كلام البشر بإثباته سبقا علميا له من خلال استدلاله بالآية، لكن أفلا يمكن أن نستنبط ذلك من أي نص آخر؟.

ينقل ابن القيم [ت:751م] عمن رفض القول بأن القرآن معجز بما يحويه من العلوم التي لم يسبق إليها أحد من البشر قبل نزول القرآن، بأنه قد وجد في السنة وفي كلام العرب مثل هذا ولم يعد معجزة.

يستشف من هذا أن حمل العلوم على بعض النصوص ممكن، ولكن ما هو السبب في ذلك؟.

إن المتأمل في أدوات المفسر العلمي المستدل بها يجد أن أهمها يرتكز على طبيعة اللغة، وأكتفي هنا ببيان دور دلالات الألفاظ التي تتفرع إلى دلالات مختلفة بحسب الزاوية التي ينظر منها.

فللفظ في اللغة العربية دلالات متنوعة تبدأ بالدلالة الوضعية مرورا بدلالة منطوقه ودرجة شموله إلى مجازه.

لقد وجد المفسر العلمي في دلالات الألفاظ مجالا رحبا لتفسيره العلمي، فدلالة اللفظ على الشمول، سواء المطلق منه أو العام، سمح له بأن يجعل ما يكشف عنه العلم الحديث داخلا في هذا الشمول، بل إن دلالة اللفظ على العموم أو الإطلاق هي الدالة على ما كشف عنه العلم الحديث، وقل مثل ذلك في دلالة المنطوق بما فيها من دلالة الالتزام أو المطابقة أو التضمين أو الإشارة … وأيضا المجاز.

إن اللفظ الذي كان يدل على أشياء معينة في الماضي كشف العلم الحديث عن حقائق هذه الأشياء، فصار اللفظ يحمل ذيولا من المعاني تدل على هذه الحقائق المكتشفة، ولعل هذا يرجع إلى أن “الكون تنتظمه شبكة من الظواهر، وأن علاقة الإنسان بتلك الظواهر تنبني على التبصر فالإدراك، ومن هذه العلاقة ينشأ مبدأ الدلالة” التي تصنف في الكون إلى الدلالة الطبيعية التي يستدل فيها العقل بحقيقة ظاهرة على حقيقة غائبة بسبب أن العلاقة بينهما هي علاقة السبب الطبيعي بنتيجته، والدلالة المنطقية هي التي يتحول فيها الفكر بواسطة المسالك العقلية من الحقائق الحاضرة إلى حقيقة غائبة، أما الصنف الثالث من هذه الدلالات هو الدلالة العرفية التي تنشأ باصطلاح الإنسان “إما بإعمال الروية أو باتفاق السلوك”.

إن المقصد من عرض هذا التصنيف هو بيان أثر معارف الإنسان في إحداث الدلالات التي ستساهم بشكل أو بآخر في التطور الدلالي للكلمة وتحميلها ذيولا من المعاني لم تكن تدل عليها في أصلها، فالنماذج السابقة للظاهرة الدلالية “تتوازى مع بنية الظواهر في الوجود، ذلك أن نظام الدلالة مندرج ضمن خاصيات الوجود البشري في علاقاته الفردية والجماعية”، ولكن هل الإنسان هو المحدد لهذه الدلالات الحادثة أم أنها تفرض عليه من الخارج؟.

يرجع تولد الدلالات إلى طواعية الألفاظ على عبور المجالات الدلالية، وطواعية المدلولات على ارتداء الألفاظ بعضها مكان بعض، لكن الدور الرئيسي في هذا للإنسان، فهو الذي يستحدث المركبات الدلالية بابتكار المدلول الذي لم يكن “ثم صناعةُ دال له، فيلتحمان، ومن التحامهما يتكون مثلث دلالي جديد”.

التساؤل الذي يرد هنا إذا كان الإنسان هو الذي يولد دلالات جديدة للألفاظ، فهل يصح أن نحمل هذه الدلالات التي هي من وضع إنساني للقرآن الكريم الذي هو كلام إلهي؟‍‍‍‍ وخاصة إذا كنا نجهل التطور الدلالي لكل لفظ من الألفاظ، ألا ينبغي أن نفهم دلالات ألفاظه على نحو فهم العرب في عصر نزول القرآن؟.

إني لا أقصد من هذا الكلام أن يكون فهمنا للقرآن الكريم منغلقا، ففهمنا لدلالات ألفاظه على حسب ما فُهمت عليه في عصر نزول القرآن لا يمنع استمرار مواكبته لكل عصر ومكان، وإنما قد يكون ذلك حدا مانعا من أن يصبح القرآن الكريم مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد.

كذلك لا يمكن فصل دور اللغة عن ثقافة العصر عند المفسر العلمي، فثقافة العصر لدى المفسر هي التي سوغت اختيار أحد الدلالات للفظ دون غيرها، وهي التي سوغت حمل اللفظ على المجاز.

فالمفسر العلمي في تعامله مع النص القرآني:

إما أن يكون منطلقا من النص محاولا جذبه إلى علوم العصر، وهو في هذا حريص على الاستدلال به، وعلى أن يكون المعنى الجديد منسجما مع السياق والسباق، وتميز بذلك المفسرون المختصون بالعلوم الشرعية.

وإما أن يكون منطلقا من ثقافة العصر محاولا إسقاطها على النص القرآني، وهو في استدلاله غير متكامل، فإن استدل باللفظ لم ينظر إلى السياق… هذه الطريقة ظهرت في الغالب عند غير المختصين بالعلوم الشرعية كالأطباء وعلماء الجيولوجيا وغيرهم، وجل هذه التفاسير يمكن اعتبارها انطباعات شخصية أكثر من كونها تفسيرا.

لعل وجود هذا النوع من التفاسير يعود إلى أمرين اثنين، هما:

الأول: أن تفسير القرآن أصبح كالكلأ المباح يرتاده من يريد، مع العلم بأن ما يفتخر به عصرنا هو أن العلوم أصبحت أكثر دقة بوجود المختصين بكل فرع منها.

الثاني: عدم وجود مرجعية علمية في العالم العربي والإسلامي تكون مرجعا لغير المختصين في تفسيرهم للقرآن.

ختاما: إن القول بالسبق القرآني في ذكر العلوم قبل اكتشافها حسب ما قدمته من تطبيقات، يعتبر مستندا ومسوغا للقراأت المعاصرة التي تسعى إلى جعل النص القرآني مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد، وخاصة أنها تتجاوز معهود الخاطبين في عصر التنزيل في استعمالاتهم اللغوية والبلاغية التي تعتبر شرطا أساسيا في التفسير؛ لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا؛ وفاء لقدسية القرآن الكريم؛ وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراأت التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب.

* ملخص بحث من أطروحة جامعية عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بكلية الشريعة في جامعة دمشق

إسلام أون لاين




التوقيع

_________________
 تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 ) 13352848165
Derraz Boujemaa
Derraz Boujemaa
مؤسس ستار ديس

تاريخ التسجيل : 20/08/2018
المساهمات : 5189
نقاط التميز : 9415
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 )

مُساهمة من طرف IKRaMOne الجمعة فبراير 21, 2020 12:52 am


شكرا لك

IKRaMOne
IKRaMOne
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1290
نقاط التميز : 2098
الجنس : انثى
العمر : 33
الأبراج : الاسد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: تطبيقات الإعجاز العلمي: رؤية نقدية ( 2 )

مُساهمة من طرف أميرة المنتدى الخميس مارس 19, 2020 3:37 am


كل الشكرا لكم على الموضوع المفيد
وعلى المشاركة الرائعة لهذا الموضوع الرائع

أميرة المنتدى
أميرة المنتدى
مراقبة الإسلام والأسرة

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 2137
نقاط التميز : 3813
الجنس : انثى
العمر : 23
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى