علماء يطورون اختبارًا يحدد احتمالات الإصابة بالزرق

اكتشف باحثون أستراليون مئة وسبع مورثات تزيد احتمالات الإصابة بالزرق، وطوروا اختبارًا وراثيًا يكتشف الأشخاص المعرضين للإصابة بالعمى نتيجة الإصابة به. وتعاون معهد كيو آي إم آر بيرجفور للأبحاث الطبية مع جامعة فليندرز في إنجاز هذا البحث الذي نشر في دورية نيتشر جينيتكس.

ويؤدي الزرق إلى ضرر دائم وضمور في العصب البصري ما يسبب فقدان البصر تدريجيًا. وهو اليوم السبب الأول للعمى عالميًا، ويتوقع أن يبلغ عدد المصابين به نحو 76 مليون شخص بنهاية العام 2020.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد حاليًا علاج للزرق، إلا أن العلاجات المتوفرة تجعل تقدمه أبطأ وتخفض الأضرار التي يسببها لكن المشكلة أن نحو 50% من المرضى لا يعرفون أنهم مصابون به.

وقال ماك جريجور، الباحث الرئيس في الدراسة، إن اكتشاف المورثات الجديدة ساعدهم في تطوير مقياس الزرق متعدد المورثات الذي يتوقع احتمالات إصابة الشخص به. ولأن الزرق مرض وراثي فإن اكتشافه وعلاجه مبكرًا يمثل أفضل طريقة لتجنب العمى الذي يتسبب به. وأوضحت الدراسة أن تحليل الحمض النووي المستخلص من اللعاب أو الدم يكشف عن الشخص الذي يحتاج إلى متابعة وعلاج مبكر.

ويختلف الاختبار الجديد عن اختبارات العيون التقليدية التي تعتمد على قياس ضغط العين أو درجة تضرر العصب البصري، لأنه يجرى قبل حدوث أي ضرر.

وعندما تحصل على درجة عالية على المقياس لا يعني ذلك أن احتمالات إصابتك بالزرق مؤكدة، لكنها تخبرك أنك في خطر ولذا عليك اتخاذ احتياطات مستقبلًا.

وقال جيمي كريج، رئيس قسم طب العيون في جامعة فليندرز، أن نتائج الدراسة تمنحنا الأمل لتطبيق مسح شامل للزرق مستقبلًا، ما يساعد في اكتشافه مبكرًا وإنقاذ أشخاص كثر من الإصابة بالعمى.

وأضاف أن نحو 3.3% من الأستراليين مصابين بالزرق، إلا أن أغلبهم لا يكتشفون ذلك سوى بعد فقدانهم للإبصار أو بالمصادفة خلال إجراء فحص للعين. ولذا فإن الاكتشاف المبكر أمرٌ حيوي حتى يجنبهم الإصابة بالعمى الذي لا يمكن علاجه.

ويصيب الزرق المرضى من جميع الأعمار، لكن أغلب الإصابات تحدث بعد الخمسين. ولذا فإن الباحثين يأملون في تطبيق اختبارهم على الجميع عندما يتخطون هذا السن لاكتشاف احتمالات إصابتهم والتعامل معها.

يستجيب أغلب مرضى الزرق لعلاجات بسيطة مثل قطرات العين، لكن الاختبار يساعد في اكتشاف المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات جراحية.

ويأمل الباحثون حاليًا في انضمام نحو 20 ألف شخص ممن لديهم تاريخ مرضي أو عائلي للزرق إلى دراستهم ما قد يساعدهم في اكتشاف مورثات أخرى مرتبطة بهذا المرض.

جهود أروع
ننتظر مزيدكم