نمر البنغال أقوى نمور العالم مهدد بالانقراض

نمر البنغال أقوى نمور العالم مهدد بالانقراض

تبدأ القصة في كل مرة عندما يختبئ النمر الصغير بين أوراق أشجار الغابة بعيدا عن العيون وهو يموء في خوف في انتظار الأم التي ذهبت للصيد وفجأة يقطع الصمت دوي إطلاق الرصاص ولا يرى الصغير أمه مرة أخرى.

هذه واحدة من السيناريوهات التي تشكل عاملا أساسيا من عوامل تعرض نمر البنغال لخطر الانقراض.

ومن المعروف أن هناك تسعة أنواع من النمور انقرضت ثلاثة أنواع منها والستة الباقية تتعرض لخطر الانقراض ويعد النمر البنغالي ثاني أكبر النمور وهو أقوى نمر في العالم.

وتبحث البرامج التليفزيونية في الهند عن تعاطف أكبر بين المواطنين مع أكبر رموز الوطنية متمثلا في نمر البنغال أو (النمر الحقيقي) حيث أثبتت الأبحاث والإحصائيات أن هذا النوع من النمور يتعرض للتهديد بخطر الانقراض ووفقا لتعداد الوكالة الوطنية لحماية النمور في جميع أنحاء البلاد فإن المتبقي من النمور يتراوح بين 1165 و 1657. ولهذا أطلقت حملة توعية تتضمن مجموعة من البرامج من أجل الحفاظ على النمور من خطر الانقراض وكان شعار الحملة "انقذوا نمورنا” كما تم توفير خط خدمة شبكات الهاتف المحمول مع المنظمة المتخصصة للحفاظ على الطبيعة وهي الصندوق العالمي للطبيعة( WWF).

يشار إلى أن مكتب الصندوق العالمي للطبيعة أعلن عن تأسيسه في 11 أيلول/ سبتمبر 1961 في بلدة سويسرية صغيرة، ليصبح بعد ذلك منظمة عالمية تعمل من خلال مكاتب وبعثات محلية تضم أكثر من 90 مكتبا في 40 بلدا حول العالم.

يقول عالم الجيولوجيا الهندي جوزيف ماتاكافن "إن الأرقام الحالية تعكس صورة واقعية لحالة التهديد بالانقراض مشيرا إلى أن هذه "الحملة التوعوية” تعد خطوة على الطريق الصحيح حيث كانت السلطات في الماضي تضخم الأرقام كما حدث في عام 2002 مشيرا إلى أن الأبحاث التي تضمنت إحصائيات لو صدقت لكان عدد النمور في الوقت الحالي 3500 نمر 1500 منهم يعيشون في 39 حديقة للحيوان ما بين حدائق خاصة وعامة، أما الـ 2000 نمر الأخرى المتبقية فلا يزالوا يعيشون في البرية مؤكدا أن "هذا ليس صحيحا على الإطلاق فالنمور قد توقفت عن الحياة خارج المحميات أي أنه لم تعد هناك نمور طليقة” حسب قوله.

وعن تاريخ النمور وتطور ما حدث لها، يذكر أنه في بدايات القرن العشرين عبر أكثر من 40 ألف نمر شبه القارة الهندية إلى جميع أنحاء آسيا ومن المعروف أن هجرة نمر البنغال يرجع سببها إلى ارتفاع مستويات البحار الناجم عن الاحتباس المناخي وارتفاع نسبة ملوحة الأرض مما يقضى على موطنها الطبيعي في ساندربانس ما بين الهند وبنجلاديش التي كانت تعرف باسم بلاد البنغال وإليها ينسب نمر البنغال.

وبعد أن كان عدد النمور يبلغ مئات الآلاف بدأ هذا العدد في الانخفاض بشكل كبير كما ساعدت عوامل أخرى كثيرة منها ما تذكره د. سونيتا نارين مديرة مركز العلوم الطبيعية والبيئية في دلهي (CSE) أن النمر البنغالي يحتاج إلى عشرة آلاف كيلو متر مربع للبحث عن الطعام والتزاوج وهو ما لم تعد تقدمه الطبيعة نظرا لممارسات البشر الذين احتلوا جميع الأراضي ولم يعد للنمور مكان إلا في بضعة عشرات من آلاف الكيلومترات المربعة وهو أحد أسباب نراجع أعداد هذه النمور بيننا.

وبناء على هذا الواقع جاء الهدف وراء المبادرة الرامية لمضاعفة عدد القطط البرية (النمور) في آسيا إلى 7000 نمر خلال 12 عاما طبقا للاتفاق الذي عقد في كانون ثان/ يناير الماضي بين دول النمور وهي الهند والصين وروسيا.

ويرى جوزيف ماتاكافن انه من وجهة النظر العلمية النظرية فان هذا الامر ممكن ولكن مع زيادة عدد السكان فان الأمر يمثل تحديا كبيرا .

ولا يعني تواجد النمور في المحميات الطبيعية أنها بعيدة عن الخطر أو آمنة حيث أن رعاية النمور لا تتم بالصورة التي يجب أن تكون عليها ولهذا كانت النمور مرارا وتكرارا ضحايا الصيادين.

يقول سمير سينها من WWF "إن التجارة غير المشروعة في أجزاء النمور وجلودها تمثل تهديدا مستمرا لها بالانقراض وعلى الرغم من أن هذا النوع من التجارة لا يوجد عليه إقبال في الهند إلا أن تجارة أجزاء النمور في أسواق الصين تشهد ازدهارا حقيقيا "، مشيرا "إننا نعلم أن الصيادين على علاقة وثيقة بالتجار الصينيين”.

ويصطاد القناصون النمور لجلدها ومخالبها وعظامها التي تستخدم في الطب التقليدي الصيني. يذكر أن سعر جلد النمر قد يبلغ 005ر12 دولار في الصين.

كما توجد أجزاء من النمور معروضة للبيع في بعض مناطق من الهند وفي ميانمار ولاوس وترى ناراين أنه يمكن الحد من الصيد عن طريق زيادة الإجراءات الأمنية ولكن المشكلة الأكبر تكمن في كيفية التعايش بين البشر والنمور، حيث يرى البشر أن النمور تمثل خطرا حقيقيا على حياتهم ولا يجدون منها أي استفادة فالحفاظ على الطبيعة أمر لا يمثل أي أهمية لهم بل على العكس تماما. ولهذا كثيرا ما نجد حوادث مروعة راح ضحيتها النمور.

وتحذر ناراين من أن الأحوال تزداد سوءا بسبب عدم نشر الوعي بين الناس حول كيفية الاستفادة من تواجد النمور بينهم من خلال التوعية الإعلامية كما تنصح ناراين بضرورة تقديم تعويضات سخية عن كل حيوان من قطعان الماشية يتم افتراسه، أو أي أضرار أخرى قد تسببها النمور وتوصي بضرورة تنمية الوعي بين السكان حول إمكانية الحفاظ على النمور من أجل تحسين أحوالهم المعيشية والاقتصادية إلا أن سونيتا ناراين، ترى أن الخطة الإعلامية الموجودة حاليا لم تسفر عن أي نتائج مبشرة.