الكلام الفاحش بين الناس و قلة الحياء

الكلام الفاحش وقلة الحياء

قال الله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

الفحشاء: مصدر فحش فحشا، كقولك: ضره ضرا وسره سراء وسرا.
والفحشاء، والفاحشة، والقبيحة، والسيئة نظائر، ونقيضها الحسنة.
تقول: فحش فحشا، وافحش إفحاشا، وتفاحش تفاحشا، وفحش تفحيشا، واستفحش استفحاشا، وكل من تجاوز قدره فهو فاحش.
وأفحش الرجل: اذا قال فحشا، وكل شيء لم يكن موافقا للحق، فهو فاحشة. (التبيان في تفسير القرآن ج2ص27 )
عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنك أن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان قيل : يا رسول الله وفي الناس شرك الشيطان. فقال : أو ما تقرأ قول الله ( وشاركهم في الأموال والأولاد ).(تفسير العياشي ج2ص311 )

*مقدمة:
كثرت يا أخوتي المسجات والكلمات القبيحة بين الشباب والفتيات حتى لا تكاد تفرق بين المتزوج وبين الأعزب، وبلغت حد أنها أصبحت فاكهة العلاقات الاجتماعية وللأسف الشديد وصلت حد تناقل النكت القبيحة في وسائل الاتصال الحديثة، وأصبح الحياء عملة نادرة في مجتمعنا اليوم. فحق علينا اليوم أن أنبه نفسي وأنبهكم لهذا الخطر الذي غزا ثقافتنا العامة التي سنورثها أجيالنا من حيث لا نشعر. ونحن نعذر أنفسنا بحجج واهية من قبيل الترويح عن النفس، وأصبحت أكثر أوقاتنا ترويحا عن النفس. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( كثرة المزاح يذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك يمحو الإيمان، وكثرة الكذب يذهب بالبهاء) (مشكاة الأنوار ج1ص64 ).
وسيكون نقاشنا في الموارد التالية:
1- الآثار السلبية من وراء كثرة المزاح والقول القبيح وقلة الحياء.
2- طرق علاج هذه القضية.

[1] الآثار السلبية من وراء كثرة المزاح والقول القبيح وقلة الحياء.
- قلة الاحترام لبعضنا البعض.
- خدش الحياء العام.
- الانشغال في اللغو وترك الأهم من أمور الحياة.
- قلة الإنتاج على مستوى القول والعمل.
- نشوب الخصام والعداوة بين الأطراف.
- رمي النفس في التهلكة في بعض الموارد.
- غياب حالة الحذر في القول والعمل.
- يعتاد اللسان على القول الفاحش والتمادي في التصرفات غير المسئولة.
- تربي الجيل الصاعد على الكلام الفاحش، وبالتالي زيادة مكائد الشيطان له وفعلها عملا.

[2] طرق علاج هذه القضية.
قال تعالى { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ق18 . من هذه الآية نستفيد ما يلي:
- من قل كلامه قل خطؤه.
- الجد في كثير من قوله.
- الدعابة الخفيفة غير الخادشة للحياء العامة .
- الحذر من الوقوع في الحرام والشبهات من قبيل الكذب ، والبهتان ، والسخرية بالآخرين...إلخ
- اختيار الكلمات المناسبة بعناية كي لا نحاسب عليها.

الخاتمة:
أوصي نفسي وأوصيكم فلقد بالغ البعض من النساء والرجال تكسير وهد حجب الحياء تحت مسميات وتبريرات الترويح عن النفس والدعابة والمزاح، وهذا مفهوم خاطئ كما أشرنا لسلبياته سابقا، ولعل البعض يقول لم تعطنا مثالا لبعض المسجات ولا بأس أشير لبعض تلك الرسائل. فمثلا يرسل البعض رسائل فيها من العبارات القبيحة أو بها روابط لمقاطع فيه خدش للحياء، ولا يتورع الشباب والفتيات من إرسالها للبعض بدون أدنى مسؤولية لما يفعل، ولعل الفرد يوقع أحدهما في مكائد الشيطان، ولا يقف عند حد الرسالة فقط، بل تكون بابا من أبواب الشيطان. فعلينا يا أخوتي الورع عن محارم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكور على الموضوع المميز