قطاع الطيران: خيار مهني واعد للشباب في المنطقة

قطاع الطيران: خيار مهني واعد للشباب في المنطقة

منذ بزوغ عصر الطائرات قبل أكثر من قرن من الزمن، أصبح الطيران أحد أكثر القطاعات مرونة، مدعومًا بابتكارات مذهلة تستشرف المستقبل، رغم أنه واجه أيضًا العديد من الانتكاسات. وقد تكيف هذا القطاع باستمرار مع قوى السوق المختلفة، كالطلب الكبير على السفر الجوي، والقضايا التنظيمية، والتطورات في البنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب استراتيجيات شركات الطيران. ويعود التطور المتسارع للقطاع إلى حد كبير إلى الجهد الكبير الذي يقوم به الباحثون والمهندسون والفنيون والمصممون وغيرهم من العاملين في هذا القطاع الواسع والحيوي.

وقد أكدت العديد من حكومات المنطقة أهمية الاستثمار في عنصر الشباب، من أجل بناء قادة المستقبل والمساعدة في تحقيق استراتيجياتها طويلة الأجل، والمتمثلة في بناء اقتصادات متنوعة، وصناعة قوية، ومدن ذكية، وتركيز أكبر على قطاع الطيران. وتستند هذه الرؤى إلى الابتكار العلمي والتكنولوجي وقدرات التصنيع والهندسة. وتعتمد تلك الحكومات على القوى العاملة المتميزة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلا أننا نواجه في العديد من أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، نقصًا في تلك التخصصات.

وهنا يأتي دور الشباب العرب، الذين يتمتعون بفرصة كبيرة للتركيز على تطوير مهاراتهم الشخصية ودراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المطلوبة لتحقيق التميز في سوق الغد، وليكونوا جزءًا من رحلة بناء مستقبل السفر. الجدير بالذكر أن سوق السفر الجوي لا يزال قطاعًا حيويًا نابضًا بالحياة يجب أخذه بعين الاعتبار، حيث سجل هذا القطاع نموًّا مطردًا على مدار التسع سنوات الماضية.

وقد أسهم قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة تصل إلى 15%. أما على صعيد الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن تشهد المنطقة طلبًا قويًا خلال العشرين عامًا القادمة، حيث سيؤدي النمو الاقتصادي القوي، وتنامي الطبقة المتوسطة، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي على الخدمات، وظهور نماذج أعمال متطورة لشركات الطيران إلى توفير المزيد من القيمة للمسافرين، ودعم توقعات النمو الطويلة الأجل.

وتتوقع بوينج أن تكون المنطقة بحاجة إلى 3.130 طائرة جديدة، بقيمة تبلغ 725 مليار دولار حتى عام 2038. وتشير هذه التوقعات الواعدة إلى أن المنطقة ستكون بحاجة أيضًا إلى توظيف عدد كبير من الأشخاص لتشغيل هذه الطائرات. وفي الواقع، ستحتاج المنطقة إلى نحو 68.000 طيار، و69.000 فني صيانة، و104.000 موظف من أفراد طواقم الطائرات.

كما سيدفع تنامي أساطيل الطائرات في المنطقة إلى زيادة الحاجة إلى الخدمات اللوجستية الخاصة بقطع الطائرات، وخدمات الصيانة والإصلاح والتشغيل. ومع نمو حجم هذه الأساطيل وتوسعها نحو الأسواق العالمية الواسعة، ستصبح إدارة لوجستيات الصيانة أكثر تطورًا. وتشير التقارير إلى أن قيمة خدمات الطيران التجاري في جميع أنحاء العالم على مدار العشرين عامًا القادمة ستصل إلى 8.8 تريليونات دولار، وستستحوذ منطقة الشرق الأوسط على أكثر من 8% من حجم هذا الطلب العالمي، أي ما يمثل 790 مليار دولار، وبنمو سنوي قدره 4.6%، الأمر الذي سيولد فرصًا هائلة للطلاب الذين يختارون المضي في هذه المجالات.

لقد كان الطيران ولا يزال طريقًا مستدامًا لتحقيق نمو اقتصادي تتوافر فيه مجموعة واسعة من فرص العمل. وعلى الرغم من النمو الذي أشرت إليه سابقًا، فإن 80% من سكان العالم لم يسبق لهم السفر بالطائرة، هل تصدقون ذلك؟ ومن هنا فإننا نعلم أن الطيران التجاري ينطوي على مستقبل مشرق وواعد، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يختار العمل فيه. ولا شك أن التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في مجال الطيران في الوقت الراهن، والسرعة الهائلة التي تنمو بها، تجعلنا نحن وجميع اللاعبين الآخرين في هذا القطاع متحمّسين جدًا لما يمكننا بناؤه في المستقبل القريب. وفي صميم هذا التقدم يكمن الشباب، مهندسو المستقبل ومبتكرو الغد والبنّاؤون الحقيقيون. وفي هذا المستقبل الواعد، هناك مكان لكل واحد منكم في عالم الطيران.



‭{‬ رئيس شركة بوينج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا

شكـرا جزيلا على هـــذا المـــوضوع الــرائع والمميز
والف شكر لك واصل تميزك وإبداعك في منتدانا الرائع
بارك الله فيك
وفي إنتظار جديـــدك

بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ