سنة الاستخارة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

سنة الاستخارة

مُساهمة من طرف Derraz Boujemaa الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 12:43 am


سنة الاستخارة

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعدُ: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشَرَّ الأمور مُحْدثاتها، وكل مُحْدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: لا يَنْفَك العباد عن حاجتهم لربهم في شؤونهم كلها، والمؤمن يسألُ الله العَوْن على أمور الدين والدنيا، ويستعين به فيها في كل ركعة يصليها فيقرأ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

وللناس أشغال يودون قضاءها، وحاجات يسعون في تحصيلها، والمؤمن مُوقِنٌ بأن تصريف الأمور وتدبيرها بيد الله سبحانه وتعالى، وأن العبد لا ينالُ خيرًا، ولا يصيبه شرٌ إلا بتقديره جل جلاله؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))؛ رواه الترمذي وقال: حسن صحيح

يعلمُ المؤمن أن المقادير من خَيْر وشر، ونفع وضر ليست بيده، وأن ما يصيبه منها هو بإرادة الله تعالى وقضائه وقدره: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68].

ولم يمنع ذلك المؤمن من أن يضرب في الأرض، ويسعى فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ويسألَ الله تعالى العَوْن والسَّدَاد في أموره كلها.

وإن احتار بين أمرين لا يدري أيُّهُما خير له شُرِعَ له أن يستخيرَ اللهَ سبْحانَهُ وتعالى ويسألُه أن يُقَدِّرَ له ما فيه نَفْعُه، كما قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنا الاستخارة في الأمور كلِّها كما يُعَلِّمُنا السُّورَةَ من القرآن، يقول: ((إذا هَمَّ أحَدُكم بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ ركْعَتَيْنِ من غَيْرِ الفريضة، ثم ليقل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلمُ أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمرى وآجلهِ - فاقْدُرهُ لي، ويسِّرْهُ لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقْدُرْ لي الخير حيث كان ثم أرضني به))؛ رواه البخاري.

وظاهِرٌ من لفظ الحديث حرصُ النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه هذا الدعاء العظيم؛ كما قال جابِرٌ: " يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها؛ كما يعلمنا السورة من القرآن".

والمعنى: أن العبدَ كما يحتاج إلى القراءة في الصلاة فيتعلم السورة من القرآن، فهو كذلك محتاج إلى حفظ دعاء الاستخارة؛ لكثرة أموره التي تحتاج إلى استخارة.

أو يكون المعنى: كما لا يجوز له أن يَزِيدَ في السورة من القرآن، ولا ينقص منها حرفًا، فكذلك لا يزيد في هذا الدعاء المأثور، ولا يَنقص منه شيئًا حالَ استخارته، فيحفظه كما يحفظُ السورة من القرآن.

ويبدأ وقت استخارته منذ هَمِّه بِفِعْلِ أمر من الأمور، واحتار هل يفعل أم لا يفعل، فيصلي ركعتين ينويها للاستخارة، فإن كان في وقتِ نَهْيٍ أخَّر استخارته إلى ما بَعْدَهُ إلا إذا كان الذي يَسْتَخِيرُ من أجله يفوت إذا أُخرت الصلاة، فيصلي في وقت النهي ويستخير؛ وذلك لأن صلاة الاستخارة من ذوات الأسباب، وذوات الأسباب يجوز فعلها في وقت النهي على الصحيح.

فإن منعه مانع من الصلاةِ؛ كالحيض للمرأة مع حاجتها إلى الاستخارة قبل زوال المانع فتستخيرُ بالدعاء فقط، قال النووي رحمه الله تعالى: "ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء". ولا يقدم الدعاء على الصلاة؛ بل يصلي ثم يدعو، قال ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى: "الحكمة في تقديم الصلاةِ على الدعاء أن المرادَ بالاستخارة حصولُ الجمع بين خيري الدنيا والآخرة؛ فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجعُ من الصلاة لما فيها من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه مآلاً وحالاً".

فإذا سلّم من صلاته دعا، وإن دعا قبل السلام صح ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: "يجوزُ الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده، والدعاءُ قبل السلام أفضل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف فهذا أحسن".

فإن كان المستخير لا يحفظ الدعاءَ دعا به من كتاب، أو كتبه في ورقة ثم يدعو منها بحضور قلب وخشوع وتعلق بالله تعالى، والأولى أن يحفظ المسلم هذا الدعاء المبارك لكثرة حاجته إليه؛ إذ هو متعلق بحاجاته، وحاجاتُه كثيرة ومستمرة؛ ولأنه قد يحتاج إلى الاستخارة في مكان لا يجد فيه هذا الدعاء مكتوبًا.

فإذا صلَّى ودعا واستخار الله تعالى أقدم على ما ينوي فعله، فإن كان خيرًا يسّره الله تعالى له، وإن كان شرًّا صَرَفَهُ الله تعالى عنه، وأبعده منه.

وما يعتقده بعض الناس من أن المستخير إذا استخار ربه في شيء فعليه أن ينتظر حتى يرى منامًا، وبناء على الرؤيا التي يراها يفعل أو لا يفعل فذلك لا أصل له، وقد لا يرى شيئًا ألبتة؛ لكنَّ العلماءَ قالوا: "ينبغي له أن يُفرِّغ قلبه من جميع الخواطر؛ حتى لا يكون مائلاً إلى أمرٍ من الأمور، ثم يفعلُ ما بدا له سواء انشرحت نفسه أم لا؛ فإن فيه الخير ما دام مستخيرًا وإن لم تنشرح نفسُه، وليس في الحديث تعليق الفعل على انشراح الصدر.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرحُ به صدره مما له فيه هوًى قويٌ قبل الاستخارة".

وبعض العلماء يَرَى أنه يقدم على ما انشرح صدره له بشرط أن لا يكون له فيه هوًى قبل الاستخارة، وإنِ احتاج إلى تَكرار الاستخارة كَرَّرَها، وذلك فيما لو لم تتضح له الصورةُ، ولا وجهُ الخير فيما عَزَم عليه؛ وذلك لأن الاستخارة دعاء، والدعاء يُشرع تَكراره، وقال ابن الزبير رضي الله عنه: "إني مستخير ربي ثلاثًا".

ولا تمنع الاستخارةُ استشارةَ ذَوِي الرأي السديد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ما نَدِمَ من استخار الخالق، وشاورَ المخلوقين، وتثبَّت في أمره".

وقال الحسن رحمه الله تعالى: "ما شاور قوم قط إلا هُدوا لأرْشَد أمورهم". وقال الماوردي رحمه الله تعالى: "اعلم أن من الحزم لكل ذي لُبٍّ أن لا يبرم أمرًا، ولا يُمضيَ عزمًا إلا بمشورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح؛ فإن الله تعالى أمر بالمشورة نبيه صلى الله عليه وسلم مع ما تكَفَّلَ به من إرشاده وعونه وتأييده، فقال تعالى: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]".

والمشروع في حق المؤمن أن يجمع بين الاستخارة والاستشارة؛ فيستخير الله تعالى ويستشير الحكماء.

قال ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى: "والجمع بين الاستخارة والاستشارة من كمال الامتثال للسنة، فينبغي للمكلف أن لا يقتصر على إحداهما".

وقال بعض السلف: "من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأيُ الفذ ربما زل، والعقلُ الفرد ربما ضل".

أسأل الله تعالى أن ينير بصائرنا، وأن يختار لنا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا إنه سميع مجيب، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيِّبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغْفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واسألوه من فضله، وعوذوا به من سخطه.

أيها المؤمنون: تشرعُ الاستخارة في الأمور المباحة؛ كالسفر والزواج والتجارة ونحوها، أما الواجبات والمندوبات فلا يستخيرُ لها؛ بل يفعلها فورًا، فلا يستخيرُ هل يصلي أو لا يصلي. ولا تدخل الاستخارة في ترك المحرمات والمكروهات، فلا يستخير هل يسرق أم لا؛ إذ الواجب عليه: فعل الواجبات، وتركُ المحرمات، والسنة في حقه: فعل المندوبات، واجتناب المكروهات.

وقد يستخير العبدُ في أمر يتعلق بالعبادة لا لذات العبادة، وإنما لوسيلتها أو ما يحيط بها؛ وذلك مثل سفره للحج لاحتمال عدوٍ أو فتنةٍ أو تكون مشقة الحج مَضَرَّةً به لمرضٍ أو كبر أو نحو ذلك، فما كان مثل ذلك فله أن يستخير فيه؛ لأنه لم يستخر لذات الطاعة؛ وإنما لما قد يلحقه من جرائها.

وينبغي للمؤمن أن يعوِّد نفسه على الاستخارة، ولا يحتقر شيئًا يستخير الله فيه؛ إذ كبائر الأمور تبنى على صغيرها، ثم إن كثرة الاستخارة تدل على قوة توحيد العبد، وشدة تعلق قلبه بالله تبارك وتعالى؛ ذلك أنه فوض أمره لله تعالى، وتبرَّأ من حوله وقوته ورأيه، وسأل الله تعالى أن يختار له؛ لأنه موقن بأنَّ الله تعالى يعلم ما هو الخير له؛ ولذا يقول: "اللَّهُمَّ إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب" تبرؤٌ من الحول والقدرة والعلم، واعترافٌ بقدرة الله تعالى وعلمه، ولا يخذل الله تعالى عبدًا لاذ بِحِمَاه، وتعلق بجنابه، وطرق بابه.

والاستخارة نعمة من الله تعالى لهذه الأمة المباركة، وهي بديل عمَّا كان يفعله أهلُ الجاهلية من الاستقسام بالأزلام، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأغنانا عن الاستسقام بالأزلام؛ طلبًا لما هو خير وأنفع لنا بالاستخارة التي هي توحيد وتفويضٌ واستعانةٌ وتوكُّلٌ".

ألا فاتقوا الله ربكم، وعَظِّمُوا أَمْرَه، واستخيروه في أموركم؛ فإن العبد لا ينفك عن الحاجة لله علام الغيوب: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

ألا وَصَلُّوا وسَلِّمُوا على نبيكم محمد؛ كما أمركم بذلك ربكم.

Derraz Boujemaa
Derraz Boujemaa
مؤسس ستار ديس

تاريخ التسجيل : 20/08/2018
المساهمات : 5189
نقاط التميز : 9415
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: سنة الاستخارة

مُساهمة من طرف منصورة الأحد أكتوبر 06, 2019 1:37 am


كل الشكر والإمتنان
على روعة طرحك
وروعة ماقدمت لنا
من معلومات وإفادة
كتبها الله في ميزان حسناتك
وثبتك الاجر والثواب

منصورة
منصورة
عضوية موثوقة

تاريخ التسجيل : 25/08/2018
المساهمات : 966
نقاط التميز : 1132
الجنس : انثى
العمر : 61
الأبراج : الدلو

http://www.manssora.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: سنة الاستخارة

مُساهمة من طرف ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ الخميس ديسمبر 05, 2019 10:09 pm


بٌأًرًڳّ أِلٌلُهً فَيٌڳّ عِلٌى أَلِمًوُضِوًعَ أٌلّقِيُمّ ۇۈۉأٌلُمِمّيِزُ

وُفّيُ أٌنِتُظٌأًرِ جّدًيًدّڳّ أِلّأَرّوّعٌ وِأًلِمًمًيِزَ

لًڳَ مِنٌيّ أٌجَمًلٌ أِلًتَحِيُأٌتِ

وُڳِلً أِلٌتَوَفّيُقٌ لُڳِ يّأِ رٌبِ

ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ
نجم ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 3052
نقاط التميز : 5482
الجنس : انثى
العمر : 24
الأبراج : السرطان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى