أهمية المقاربة بالأهداف
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أهمية المقاربة بالأهداف
أهمية المقاربة بالأهداف
أسامة طبش
إنَّ طرائق وأساليب التعليم عديدةٌ، والهدفُ منها هو التعامُلُ مع واقع التعليم والتفاعُل مع مستويات التلاميذ؛ ولهذا ظهَرتْ نظرياتٌ ومقارباتٌ لهذا الغَرَض، وسنتناول في هذا المقال الحديثَ عن "المقاربة بالأهداف" التي جاءت قبل "المقاربة بالكفاءات"، وسنُنَوِّه بأهميَّتِها ودورِها.
إذًا كما أسلفنا القول، فإن "المقاربة بالأهداف" جاءتْ قبلَ "المقاربة بالكفاءات"، وتُعَدُّ هذه الأخيرة امتدادًا لها، ومحاولةً لتلافي النقائص الموجودة في المقاربة السابقة، والسؤال المطروح: هل فعلًا "المقاربة بالكفاءات" متلائمةٌ مع واقع التعليم في وطننا العربي، أم من الأفضل الإبقاء على المقاربة السابقة، على اعتبار أنها أليقُ وتُراعي المستويات الحقيقية للتلاميذ؟
إن "المقاربة بالكفاءات" تفترض لدى التلميذ كفاءات هي موجودة أصلًا لديه، ونمنح مثالًا عن ذلك، بخصوص تعليم اللغة الأجنبية، فإننا نفترض أن لدى التلميذ كفاءةَ تحريرِ النصوص؛ إنما نحن فقط نُزوِّدُه ببعض التوجيهات، وكذا خزَّان من الكلمات، ونقترح عليه موضوعًا معينًا يكتُب عنه، ولكن حينما لا يَملِك هذا التلميذ هذه الكفاءة، فإنه يَعجِزُ عجزًا تامًّا ويُصابُ بالفشل، والإشكال أنه لا يُعاني وحدَه هذا النقصَ في الفصل؛ بل نجد الغالبية لهم نفس المعاناة، وقِسْ على ذلك التعبير الشفوي، وإذا عانت العملية التعليمية من هذا الأمر، فإنه يجب دقُّ ناقوس الخَطَر؛ لأن أحد أطرافها - وهو التلميذ - لا يتفاعَلُ معها، ولا تُحقِّق معه المطلوب منها.
انطلاقًا من هذا الواقع، فإن "المقاربة بالأهداف" هي الأليق؛ لأن المدرِّس عند ولوجه الفصلَ، قد حَدَّد مسبقًا الأهداف التي يَوَدُّ تحقيقَها، ونعود إلى المثال السابق: كيف لنا أن نُطالِبَ التلميذَ بتطوير الكفاءة التحريرية لديه وهو غير قادرٍ على الكتابة بلغة سليمة؟! ولذا فإن "المقاربة بالأهداف" تُراعي مستويات التلاميذ المتدنية، وتأخُذ بيدهم، رغم اتِّهام البعض لها بالسلبي؛ حيث إنها لا تترك حريةً للتلميذ، ولا تُشجِّعه على الإبداع، وتجعله رهينةَ مُدَرِّسِه؛ لكننا نقول: إن هذا الكلام يكون صحيحًا لو اكتسب التلميذُ آليَّاتِ الكفاءة، وكان قادرًا على استثمارها الاستثمار الجيد؛ إنما الواقع يشهَد بغير ذلك! ونجده في الأغلب غير مؤهَّل لاستنتاج المعلومة وحدَه، دون إعانة أو حتى تلقين من قِبَلِ مُدرِّسه، وإيصاله إلى بَرِّ الأمان بيُسْرٍ.
تُركِّز "المقاربة بالأهداف" على النتيجة المحصلة من قِبَلِ المدرِّس عند نهاية كل حصة، ونرجع إلى نفس المثال، فإن المدرِّس يُلقِّن التلميذَ نصوصًا مشابهةً، حتى يَتمكَّنَ من تحرير نصِّه، أمَّا أن نُطالبَه بكتابته دون أن تكون لديه أيُّ فكرةٍ، فذلك ضَرْبٌ من المستحيل! ولو زوَّدناه بالكلمات اللازمة، ولو منحناه التوجيهات، فهو لا يملِك بعد المرونة التي تجعله يُصيبُ الهدفَ المراد من هذه العملية التعليمية.
خلاصة القول "المقاربة بالأهداف" أكثرُ تكيُّفًا مع واقع التعليم؛ نظرًا لمستويات التلاميذ غير المرتفعة، حتى إن كانت "المقاربة بالكفاءات" جذَّابةً، وتُحاول غَرْسَ رُوح الإبداع؛ لكنها بالنسبة للتلميذ الضعيف غير مُجْديةٍ، و"المقاربة بالأهداف" تُمكِّنُنا على الأقل من تسجيل تَحسُّنٍ لديه.
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: أهمية المقاربة بالأهداف
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
على الإفادة والمعلومة
ننتظر إبداعاتك الشيقة
مع فائق الإحترام والتقدير
وجزاك الله خيرا
على الإفادة والمعلومة
ننتظر إبداعاتك الشيقة
مع فائق الإحترام والتقدير
التوقيع
_________________
رد: أهمية المقاربة بالأهداف
بارك الله فيك على المعلومات المفيدة
MarYam- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1419نقاط التميز : 2107الجنس :العمر : 36الأبراج :
مواضيع مماثلة
» أفعال المقاربة والرجاء والشروع : كاد وأخواتها
» دليل عملي للتقويم التشخيصي وفق المقاربة الأداتية
» بحث عن أهمية الكمبيوتر
» أهمية علم النحو
» أهمية الزواج وفوائده
» دليل عملي للتقويم التشخيصي وفق المقاربة الأداتية
» بحث عن أهمية الكمبيوتر
» أهمية علم النحو
» أهمية الزواج وفوائده
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى