أصوات تطرب لها الذئاب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

أصوات تطرب لها الذئاب

مُساهمة من طرف Derraz Boujemaa الخميس ديسمبر 27, 2018 11:30 pm


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

حدَّثتُ نفسي ذات مساء: لو سار الذئب خلف الحملان، لقلنا: شأنه وطبيعة جُبل عليها فكيف وقد سارت الحملان تتهادى بحسنها وتثغي بصوتها تريد أن تلفت انتباه الذئب؟! إنَّ ذلك معاكس لطبيعة الأشياء، وللمعروف والسائد.

وحدَّثتُ نفسي ذات مرَّة: هل يفترض أن يوجد في العالم ذئاب وحملان على صور آدمية؟ أقصد: بشراً يحاكون الذئاب والحملان في تصرفاتها، فالأولى تخدع الثانية، والثانية تنخدع بالأولى، ثمَّ ألا يكفيها ما ترى وما يقع لمثيلاتها من الحملان حتى تتعظ؟

أطلت، ولكن ألا ترون أنَّ بعض النساء تحاكي الحملان في تصرُّفاتها عن سذاجة (سأفترض ذلك!) فهي لا تدرك أبعاد السلوكيات التي تقوم بها، ونتائج ما تقوم به، ومقدار التنازلات التي تقوم بها عن "طيبة" -عفواً أخطأت- "عن غفلة "! أعتقد أنَّ ذلك أصوب.

والذئاب التي تأتيها هذه التنازلات تنتظر التفاتة من هذه الحملان حتى تهجم عليها بعينها وبلسانها أو حتى تفترسها بيدها.

ألا تعتقدون أنَّ من السذاجة لدى بعض النساء تنعيم الصوت عند محادثة الرجال؟ والرجل -أي رجل- يهزَّه صوت المرأة، فكيف والصوت ناعم منعَّم. ومهما كانت وسيلة المرأة؛ محادثة مباشرة أو عبر هاتف، أو حتى مذيعة في إذاعة أو تلفاز، وأيَّاً كان هدف هذه المحادثة؛ فإنَّ هذا لا يعذرها بتنعيم صوتها وترخيمه والتغنُّج فيه.

تقول إحداهن: ذهبتُ لمحل كبير يوجد فيه مختلف أنواع البضائع، وتتعدَّد فيه منافذ البيع، وبينما أنا منهمكة في الشراء إذ بفتاة شابة "متبرِّجة" تتجه إلى أحد العاملين في السوق وهي تحمل بيدها صندوقاً يحوي لعبة من ألعاب الأطفال، ثمَّ تتكلَّم مع هذا العامل بصوت ناعم وبأسلوب فيه دلال تقول: "ما أدري أين أحاسب على هذا، هنا أم هناك؟ " عفواً: أريد منكم -حفظ الله أسماعكم- تنعيم صوتكم وأنتم تقرؤون هذا السؤال!

تقول صاحبتنا التي تروي القصة: لفتت هذه بصوتها وبحركاتها ودلالها كلّ من حولها، وإذ بمارد ضخم يخرج من بين البضائع يتوجَّه للفتاة صاحبة السؤال بأسلوب أكثر نعومة من أسلوبها، يقول وهو يكاد يأكلها بعينيه: حاسبي في أي مكان، هنا أو هناك، وابتسامته شتت تقاطيع وجهه الجامدة وكأنَّما عثر على ضالته.

أوَ ليس من السذاجة أن تنعم الفتاة صوتها في الهاتف، وبخاصة إذا كان المتحدِّث رجلاً، بل والتحدُّث معه بأسلوب فيه رخاوة؟

ما رأيكم بهذا المقطع من محادثة هاتفية تتكرر كثيراً حتى تبلَّد الحس في إنكارها واعتقدنا أنَّ ذلك نوع من الذوق، أو ما يسمِّيه الغربيون "الإتيكيت":

اسمعوا حفظ الله أسماعكم:

الرجل: مساء الخير.

المرأة: مساء النور.

الرجل: فلان موجود؟

المرأة: لا يا عيوني، خرج لـ... إلخ.

هل هناك داعٍ لهذه التفاصيل وتلك الكلمة التي خرجت ببراءة، (عفواً، بسذاجة)؟!

الرجل: إذاً مع السلامة.

المرأة: عفواً يا عيوني، من أقول له؟ ".

وهل هناك داعٍ لهذا الاستفسار وإطالة المكالمة، خصوصاً وهو المتصل، ويفترض أنه حريص على أن يترك اسمه؟

تبدأ السذاجة عند بعض النساء بتوزيع الألفاظ الناعمة بدون حساب، ولاحظوا بعضهنّ وهي تبيع جزءاً من حيائها وحشمتها من أجل حفنة ريالات "تكاسر" البائع بها!! وادخلوا بعض المحلات لتجدوا فتاة تخلو بالبائع في المحل، وليس بينها وبينه إلاَّ طاولة البضائع، تحاجج البائع في ثمن بضاعة بعبارات على شاكلة.

"علشاني، الله يخليك، ولا أرتاح إلا أشتري من عندك". فإذا غُلِّف كلّه بأسلوب منمّق وصوت ناعم فكيف النتيجة؟!

أو ما رأيكم، والأمر مُشاهد ومُلاحظ وغير مخفٍ، حين تكشف المرأة جزءاً من وجهها للبائع بين فينة وأخرى، مدعية فحص البضاعة؛ لتستدر بفعلها ذلك عطفه لينزِّل لها من الثمن بضعة ريالات.

أوَ ليس من السذاجة حين تذكر الفتاة للبائع تفاصيل حاجتها بالتفصيل الدقيق المُخجل؟

ـ أريد قميصاً لونه كذا يناسب بشرتي!

ـ أريد "... " مقاس كذا!

أوَ ليس من السذاجة قيام بعض الفتيات بتجريب أنواع الكحل (أقسم بالله رأيتها بنفسي) أو بعض أدوات الزينة في المحل، وأمام أعين البائعين الجائعة؟!

أوَ ليس من السذاجة دخول بعض الفتيات إلى الأسواق بعطرهن وتبرُّجهن، بل قيام بعضهن بتجريب أنواع العطور أمام البائع، بل أحياناً يجرِّب البائع لها ذلك العطر على معصم يدها، وتسلِّمه إيَّاها طائعة مختارة!

ساذجات بعض فتياتنا إلى درجة أنَّ السذاجة قليل في حقّ تصرُّفاتهن، وهنّ يسعين عن جهل للذئاب، والذئاب تهزُّ الذيل في ولهٍ بانتصار يتلوه انتصار.

أقول: متى تتنازل المرأة عن ذلك اللهاث الذي أِشقاها وتبني لها شخصية متزنة متمسِّكة بأصول قويمة تأخذ منها صمودها وقوتها وتستظلُّ بظلِّها؟! حينها لا تستطيع الذئاب أن تعوي ولا تطرب! أختاه لا تكوني مثل هؤلاء.

أفراح بنت علي الحميضي

Derraz Boujemaa
Derraz Boujemaa
مؤسس ستار ديس

تاريخ التسجيل : 20/08/2018
المساهمات : 5189
نقاط التميز : 9415
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: أصوات تطرب لها الذئاب

مُساهمة من طرف New Post السبت ديسمبر 29, 2018 1:21 am


~~.:.!.:. اَلْسَلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاَتـُةُ .:.!.:. ~~

~~بَاَرَكَ اَللهُ فِـيكَ عَلَىَ هَذَاَ اَلْمَوْضُوُعْ اَلْمُمَيَزْ~~

~~فِيِ اِنْتِظَـَاَرْ جَدِيِدِكَ بـِفَاَرِغِ اَلْصَبْرْ~~

~~مَعَ تَحِيَاَتِيِ اَلْخَاَلِصَةٌ لَكَ~~

New Post
New Post
مديرة ستار ديس

تاريخ التسجيل : 24/08/2018
المساهمات : 4133
نقاط التميز : 6472
الجنس : انثى
العمر : 25
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: أصوات تطرب لها الذئاب

مُساهمة من طرف MarYam الجمعة ديسمبر 27, 2019 6:40 am


معلومات رائع ومواضيع مميز وابداع التي قدمتها لنا
وتسلم الايادي التي ابداعت في هذا المشاركة
اتمنى لك التوفيق ولا تحرمنا من ابداعاتك وتميزك المتواصل


MarYam
MarYam
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1419
نقاط التميز : 2107
الجنس : انثى
العمر : 37
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى