من علامات محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

من علامات محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)

مُساهمة من طرف Derraz Boujemaa الأربعاء نوفمبر 21, 2018 12:29 am


من علامات محبته (2)

-----------------------

رضا بن محمد السنوسي

-------------------------

ملخص الخطبة

1- محبة النبي شرط من شروط الإيمان. 2- المرء مع من أحب يوم القيامة. 3- محبة النبي سبب لحصول الإيمان. 4- المحبة القلبية تستلزم عملا بالجوارح. 5- علامات محبة النبي .

-------------------------

الخطبة الأولى



الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أحبابنا في الله: ما أجمل أن يرتبط المسلم بسيرة رسول الله وبحياته! هذا الارتباط الذي هو ثمرة للإيمان وصدق اليقين، هذا الارتباط الذي فيه صدق الاتباع، وصدق المحبة.

لقد قام المسلمون الصادقون في حبهم بدراسة هذه السيرة العطرة حتى جنوا من ذلك الخير الكثير، لقد قاموا بأداء ما افترضه الله عليهم من محبة نبيه وتوقيره وإكرامه وبره واتباعه وطاعته، وظهر من حبهم لرسول الله ما جعلهم يفدونه بكل عزيز وغال، ويؤثرونه على الأهل والأوطان والأموال، حتى باعوا أنفسهم وأموالهم لرب العالمين، نصرة لدينه، ودفاعا عن نبيه ، ونشرا لهذا الدين، فرضي الله عنهم وأرضاهم.

أحبابنا في الله: من سعادة العبد أن يرزقه الله تعالى محبة النبي ،

وكيف لا يكون هذا ومحبته شرط من شروط الإيمان.

أخرج البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال النبي : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).

فالذين أحبوا رسول الله فازوا وغنموا، والذين أحبوا رسول الله صدقوه، وأيدوه، وناصروه، والذين أحبوا رسول الله بشرهم أنهم سيكونون معه، ففي الحديث المتفق عليه أن رجلا سأل رسول الله فقال: المرء يحب القوم، ولم يلحق بهم، فقال رسول الله : ((المرء مع من أحب)).

ومحبته سبب لحصول حلاوة الإيمان، فقد أخرج الشيخان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).

والحب وإن كان من أعمال القلوب

فإنه لابد أن تظهر آثاره على الجوارح قولا وفعلا،

والمحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن تظهر محبته لحبيبه في حياته وسلوكه في عبادته وطاعته حتى يتميز المحب الصادق من الدعي الكاذب.

إخوة الإسلام: كل واحد منا يذكر أنه يحب النبي ، وأنه عليه أفضل الصلاة والسلام أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين، فهل نحن صادقون في حبنا هذا؟

لقد ذكر العلماء علامات ومقاييس لمعرفة محبة النبي في قلب الشخص، فتعالوا بنا - إخوة الإسلام - نستعرض في هذه الجمعة - إن شاء الله تعالى - بعض هذه العلامات لنعرف مدى حبنا لرسول الله ، وصدقنا معه، وإخلاصنا في هذا الحب العظيم.

أولا: من علامات المحب لرسول الله طاعته لهذا الرسول واتباعه له. إن أقوى شاهد على صدق المحب موافقته لمحبوبه، فالاتباع هو دليل المحبة الأول وشاهدها الأمثل، وهو شرط في صحة هذه المحبة، وبدونه لا تتحقق المحبة الشرعية، يقول الحق سبحانه وتعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم [آل عمران:31]. ويقول : ((من أحب سنتي فقد أحبني)) [مسند أبي يعلى].

فالصادق في حب النبي هو من أطاعه، واقتدى به، وآثر ما يحبه الله ورسوله على هوى نفسه، وظهرت آثار ذلك عليه،

يقول القاضي عياض: اعلم أن من أحب شيئا آثره، وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقا في حبه، وكان مدعيا، فالصادق في حب النبي من تظهر عليه علامة ذلك وأولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع أقواله وأفعاله، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والتأدب بأدبه. انتهى.

ويقول صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)). فإذا آثرنا طاعته فقد صدقنا في حبنا، وسلكنا المسلك الصحيح الذي يوصلنا إلى خير الدنيا والآخرة.

العلامة الثانية من علامات المحب لرسول الله هو أن يكون فقد رؤيته أشد علينا من فقد أي شيء في الدنيا،

فمن المعلوم أن غاية ما يتمناه المحب هو أن يسعد برؤية حبيبه، ومحب النبي يتمنى دائما أن يسعد برؤيته في الدنيا والآخرة، وحينما تتهيأ له فرصة الاختيار يختار رؤية النبي .

أخرج مسلم في صحيحه عن أحد المحبين الصادقين في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت عند النبي فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: ((سل))، فقلت: يا رسول الله، أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: ((أو غير ذلك))؟ قلت: هو ذاك، قال: ((فأعني على نفسك بكثرة السجود)).

فانظروا - رحمكم الله - إلى هذا المحب، فإنه لم يتردد في إظهار أن اختياره الأول هو الحصول على مرافقته . والمحب الصادق يحزنه حتى تصور حرمانه من رؤية حبيبه ، فعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محزون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((يا فلان، مالي أراك محزونا))؟ فقال: يا نبي الله شيء فكرت فيه. فقال: ((ما هو))؟ قال: نحن نغدو ونروح، ننظر إلى وجهك، ونجالسك، وغدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك، فلم يرد عليه النبي شيئا، فأتاه جبريل بقوله تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [النساء:69]. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فبشره.

وهذا محب آخر يأتي إلى النبي فيقول: يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، وأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي حتى نزلت الآية: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [النساء:69].

هكذا كان الصادقون في محبتهم له ،

فكيف نحن في محبتنا؟ هل نحن صادقون فيها؟

ألسنا قد أحببنا أشياء كثيرة، نبذل المال الكثير للتلذذ بها والتنعم،

ألسنا نضيع أوقاتنا في القيل والقال، وفيما لا نفع فيه؟

أبعد هذا نقول نحن صادقون في محبتنا لرسول الله ،

إن المحب الصادق في محبته لو خير بين مجرد أن يرى النبي مناما أو يقظة، وبين فقد أغلى شيء لديه في الحياة لاختار الأول.

فاللهم ارزقنا صدق المحبة لرسولك ، اللهم اجعلنا من الذين صدقوا في حبهم ففازوا ونجوا، اللهم اجعلنا من المتبعين، ولا تجعلنا من المبتدعين، اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك، واجعل حبك وحب نبيك، أحب إلينا من المال والأهل والولد. آمين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا على ما أنعم وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على هذا العبد المحبوب وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

عباد الله: العلامة الثالثة من علامات المحب لرسول الله : تعظيم النبي وتوقيره والأدب معه، فتعظيم النبي هو ما يقتضيه مقام النبوة من كمال الأدب وتمام التوقير، وهو من أعظم مظاهر حبه ومن أكبر حقوقه على أمته، كما أنه من أهم واجبات الدين؛ لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أكثر الناس حبا وتعظيما لرسول الله لمعايشتهم له وقربهم منه.

وتعظيم النبي يكون بالقلب واللسان والجوارح،

فتعظيم القلب يكون بالاعتقاد الكامل بنبوته، وعمومية رسالته، ورفع ذكره، وتفضيله على سائر الخلق أجمعين، كما يستلزم تقديم محبته على سائر المحبات كلها.

أما تعظيم اللسان فيكون بالثناء عليه بما هو أهله، ويدخل في ذلك الصلاة والسلام عليه، كما يشمل الأدب في الخطاب معه، والحديث عنه، وغض الصوت عنده في حياته، وعدم رفع الصوت عند قبره بعد وفاته.

وأما تعظيم الجوارح فيكون بطاعته ، ومتابعته، واجتناب ما نهى عنه، والسعي في إظهار دينه، ونشر شريعته، والذب عنها، وصون حرمته، فمن فعل ذلك فقد عظم النبي ، وعرف له قدره.

Derraz Boujemaa
Derraz Boujemaa
مؤسس ستار ديس

تاريخ التسجيل : 20/08/2018
المساهمات : 5189
نقاط التميز : 9415
الجنس : ذكر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: من علامات محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)

مُساهمة من طرف New Post الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:53 am


السلام عليكم ورحمة الله
موضوع رائع يستحق المتابعة
ومعلومات قيمة
شكرا لك ووفقك الله

New Post
New Post
مديرة ستار ديس

تاريخ التسجيل : 24/08/2018
المساهمات : 4133
نقاط التميز : 6472
الجنس : انثى
العمر : 24
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى