مرحبا بغنيمة العابدين - - - فصل الشتاء
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
مرحبا بغنيمة العابدين - - - فصل الشتاء
غنيمة العابدين وربيع المؤمنين
عن عمر رضي الله عنه قال: "الشتاء غنيمة العابدين". [رواه أبو نعيم بإسناد صحيح].
قال ابن رجب: "إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع فيه بساتين الطاعات ويسرح فى ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام".
نفس الشتاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اشتكت النّار إلى ربّها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» [متفق عليه]. والمراد بالزمهرير شدة البرد،وقال ابن رجب: "فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم". وهذا يوجب الخوف والاستعاذة منها.
فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هنالك من النعيم والجحيم، حتى وإن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنّم ويوجب لهم الاستعاذة منها، ويذكرهم بالجنّة التي يصف الله عز وجل أهلها فيقول تعالى:{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} [سورة الإنسان: 13].
إسباغ الوضوء على المكاره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟» قالوا : بلى يا رسول الله! قال:«إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» [رواه مسلم].
قال القاضي عياض: "وإسباغ الوضوء تمامه والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك".
قال ابن رجب: "فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنّم فملاحظة هذا الألم الموعود يهون الإحساس بألم الماء".
مسألة: قال الشيخ ابن عثيمين عن بعض المصلين أنّهم لا يفسرون، أي يرفعون أكمامهم عند غسل اليدين فسرا كاملا، وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئا من الذراع بلا غسل وهو محمرم والوضوء معه غير صحيح فالواجب أن يفسر كمه إلى ما وراء المرفق ويغسل المرفق مع اليد لأنّه من فروض الوضوء.
مسألة: لا بأس من تسخين الماء للوضوء.
قال ابن المنذر: "تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور". فلا إفراط ولا تفريط والشرع لم يتعبدنا بالمشاق.
الغنيمة الباردة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة» [رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني].
قال الخطابي:"«الغنيمة الباردة» أي السهلة ولأنّ حرة العطش لاتنال الصائم فيه".
قال ابن رجب: "معنى أنّها غنيمة باردة أنّها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوآ صفوا بغير كلفة". فحري بك اقتناص هذه الغنيمة لاسيما في الأيّام الفاضلة مثل الإثنين والخميس أو الأيّام البيض ونحو ذلك.
ما يقال عند هبوب الريح:
عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا عصفت الريح قال:«اللّهم إنّي أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» [رواه مسلم].
النهي عن سب الريح:
لقوله صلى الله عليه وسلم:«الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسالوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها» [رواه ابو داود وغيره] والنهي عن السب وذلك لأنّها مسخرة مذللة فيما خلقت له ومأمورة بما تجيء به من رحمة وعذاب.
ما يقال عند سماع الرعد:
كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال:{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}[سورة الرعد: من الآية 14] ثم يقول: إنّ هذا الوعيد لأهل الأرض لشديد". [رواه البخاري في الأدب المفرد وسنده صحيح موقوفا كما قال النووي].
ما يقال عند رؤية السحاب ونزول المطر:
عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا (السحاب الذي لم يكتمل اجتماعه) في السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول:«اللّهم إنّي أعوذ بك من شرها»، فإن مطر قال:«اللّهم صيبا (المطر الذي يجري ماؤه) هنيئا»[رواه أبو داود بسند قوي] وعند البخاري«اللهم صيبا نافعا» وعند البخاري ومسلم«مطرنا بفضل الله ورحمته».
الدعاء لايرد وقت نزول المطر:
قال صلى الله عليه وسلم:«ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر» [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
قال المناوي: "أي لايرد قلما يرد وقت نزول الرحمة".
من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر:
عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر (أي كشف) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله: لم صنعت هذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لأنّه حديث عهد بربّه»[رواه مسلم].
ما يقال عند زيادة المطر والخوف منها:
قال صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالة:«اللّهم حوالينا لا علينا اللّهم على الآكام (التـــلول المـــرتفعة من الأرض) والظــراب (الروابي والجبال الصغار) وبطون الأودية ومنابت الشجر» [رواه البخاري].
ليست السنة أن لا تمطروا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا» [رواه مسلم]،قال النووي: "المراد بالسنة هنا القحط".
إطفاء النّار والمدفئة قبل النوم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنّ هذه النّار إنّما هو عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم». وعن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تتركوا النّار في بيوتكم حين تنامون» [رواهما البخاري ومسلم].
وقال الحافظ ابن حجر: "وحكمة النهي هي خشية الاحتراق"، ثمقال: "قيده بالنوم لحصول الغفلة به غالبا ويستنبط منه أنّه متى وجدت الغفلة حصل النهي".
فيستفاد منه الحذر الشديد من إبقاء المدافي مشتعلة حالة النوم والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبه.
جمع وترتيب: أحمد فاروق
المصدر:طريق الإسلام
عن عمر رضي الله عنه قال: "الشتاء غنيمة العابدين". [رواه أبو نعيم بإسناد صحيح].
قال ابن رجب: "إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع فيه بساتين الطاعات ويسرح فى ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام".
نفس الشتاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اشتكت النّار إلى ربّها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» [متفق عليه]. والمراد بالزمهرير شدة البرد،وقال ابن رجب: "فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم". وهذا يوجب الخوف والاستعاذة منها.
فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هنالك من النعيم والجحيم، حتى وإن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنّم ويوجب لهم الاستعاذة منها، ويذكرهم بالجنّة التي يصف الله عز وجل أهلها فيقول تعالى:{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} [سورة الإنسان: 13].
إسباغ الوضوء على المكاره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟» قالوا : بلى يا رسول الله! قال:«إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» [رواه مسلم].
قال القاضي عياض: "وإسباغ الوضوء تمامه والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك".
قال ابن رجب: "فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنّم فملاحظة هذا الألم الموعود يهون الإحساس بألم الماء".
مسألة: قال الشيخ ابن عثيمين عن بعض المصلين أنّهم لا يفسرون، أي يرفعون أكمامهم عند غسل اليدين فسرا كاملا، وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئا من الذراع بلا غسل وهو محمرم والوضوء معه غير صحيح فالواجب أن يفسر كمه إلى ما وراء المرفق ويغسل المرفق مع اليد لأنّه من فروض الوضوء.
مسألة: لا بأس من تسخين الماء للوضوء.
قال ابن المنذر: "تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور". فلا إفراط ولا تفريط والشرع لم يتعبدنا بالمشاق.
الغنيمة الباردة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة» [رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني].
قال الخطابي:"«الغنيمة الباردة» أي السهلة ولأنّ حرة العطش لاتنال الصائم فيه".
قال ابن رجب: "معنى أنّها غنيمة باردة أنّها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوآ صفوا بغير كلفة". فحري بك اقتناص هذه الغنيمة لاسيما في الأيّام الفاضلة مثل الإثنين والخميس أو الأيّام البيض ونحو ذلك.
ما يقال عند هبوب الريح:
عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا عصفت الريح قال:«اللّهم إنّي أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به» [رواه مسلم].
النهي عن سب الريح:
لقوله صلى الله عليه وسلم:«الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسالوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها» [رواه ابو داود وغيره] والنهي عن السب وذلك لأنّها مسخرة مذللة فيما خلقت له ومأمورة بما تجيء به من رحمة وعذاب.
ما يقال عند سماع الرعد:
كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال:{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}[سورة الرعد: من الآية 14] ثم يقول: إنّ هذا الوعيد لأهل الأرض لشديد". [رواه البخاري في الأدب المفرد وسنده صحيح موقوفا كما قال النووي].
ما يقال عند رؤية السحاب ونزول المطر:
عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا (السحاب الذي لم يكتمل اجتماعه) في السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول:«اللّهم إنّي أعوذ بك من شرها»، فإن مطر قال:«اللّهم صيبا (المطر الذي يجري ماؤه) هنيئا»[رواه أبو داود بسند قوي] وعند البخاري«اللهم صيبا نافعا» وعند البخاري ومسلم«مطرنا بفضل الله ورحمته».
الدعاء لايرد وقت نزول المطر:
قال صلى الله عليه وسلم:«ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر» [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
قال المناوي: "أي لايرد قلما يرد وقت نزول الرحمة".
من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر:
عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر (أي كشف) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله: لم صنعت هذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لأنّه حديث عهد بربّه»[رواه مسلم].
ما يقال عند زيادة المطر والخوف منها:
قال صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالة:«اللّهم حوالينا لا علينا اللّهم على الآكام (التـــلول المـــرتفعة من الأرض) والظــراب (الروابي والجبال الصغار) وبطون الأودية ومنابت الشجر» [رواه البخاري].
ليست السنة أن لا تمطروا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا» [رواه مسلم]،قال النووي: "المراد بالسنة هنا القحط".
إطفاء النّار والمدفئة قبل النوم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنّ هذه النّار إنّما هو عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم». وعن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تتركوا النّار في بيوتكم حين تنامون» [رواهما البخاري ومسلم].
وقال الحافظ ابن حجر: "وحكمة النهي هي خشية الاحتراق"، ثمقال: "قيده بالنوم لحصول الغفلة به غالبا ويستنبط منه أنّه متى وجدت الغفلة حصل النهي".
فيستفاد منه الحذر الشديد من إبقاء المدافي مشتعلة حالة النوم والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبه.
جمع وترتيب: أحمد فاروق
المصدر:طريق الإسلام
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 25الأبراج :
رد: مرحبا بغنيمة العابدين - - - فصل الشتاء
بارك الله فيك وشكرا على المتابعة
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: مرحبا بغنيمة العابدين - - - فصل الشتاء
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
مواضيع مماثلة
» بيوت الأتقياء وجنان العابدين!
» من غنائم الشتاء
» كيف يستغل الداعية فصل الشتاء
» من قصص الاطفال هدية الشتاء
» لماذا نجوع فى الشتاء ؟
» من غنائم الشتاء
» كيف يستغل الداعية فصل الشتاء
» من قصص الاطفال هدية الشتاء
» لماذا نجوع فى الشتاء ؟
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى