حقوق واداب الزوجين
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
حقوق واداب الزوجين
حقوق الزوج
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه"
من هنا كانت الزوجية أوثق الروابط وأمتن الصلات، منها انحدرت البنوة, ووجدت الأبوة, وتولدت الأخوة، وتفرعت القرابة, وبها نشأت المصاهرة, وتكونت الأسرة, فكانت, لذلك, روحالاجتماع، في صلاحها صلاح الأمة, وفي قوتها قوة الدولة, فهي مبدأ الاصلاح ومبعث النمو ومنشأ القوة.
شرع لها الإسلام من الحقوق والواجبات ما يكفل بقاءها وصلاحها, وما تبلغ به غايتها, في ضوء الأخلاق العالية والعواطف النزيهة, حيث يكون الولد البرّ والأب الرحيم والأم الحنون، حيث ينشأ الطفل على الدين ويشبّ على الفضيلة ويتهيأ لتحمل متاعب الحياةوتكاليفها، ويوجّه إلى مثلها العليا، وغايتها المرجوة حتى يتم للعالم
عمرانه, وللإنسان سعادته.
ومن الضروري أن يعرف كلا الطرفين ما لهما من حقوقوما عليهما من واجبات, ليكتب لتلك الحياة الزوجية
الاستمرار على خير ونور,وتؤتي ثمارها في المسار المرسوم لها.
ولنبدأ بالتعرف على حقوق الزوج.
أهمية حق الزوج
لقد بلغ حق الزوج أهمية عالية حتى وصف في السنة المباركة على لسان رسول اللَّه صلىالله عليه وآله وسلم:"بأنه
الحق الأعظم على المرأة".
فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم:"أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل
أمه"1.
ومما يبرز عظمة ذلك الحق أيضاً قول الباقر عليه السلام:
"لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها ولما ماتت فاطمة عليها السلام قامعليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: اللهم إني راضٍ عن ابنة نبيك اللهم إنها قد أوحشت فآنسها
وفي الحديث:
"لا تؤدي المرأة حق اللَّه عزّ وجلّ حتى تؤدي حق زوجها
الحق الأول:
أن تجيب المرأة زوجها إلى حاجته التي هي عبارة عن طاعته في أمر العلاقة الخاصة بينهما، فإذا أبتسخط اللَّه
عليها حتى ترضي زوجها وفي هذاورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:
"والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السما ساخطاً عليها حتى
يرضى عنها"4أي زوجها.
وفي حديث آخر يجيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم امرأة سألته ما حق الزوج علىالمرأة؟ فيقول صلى الله عليه
وآله وسلم:
"أن تجيبه إلى حاجته، وإن كانت على قتب ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلتفعليها الوزر وله الأجر ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط"5.
فالمستفاد من جوابه صلى الله عليه وآله وسلم حقوق ثلاثة.
الحق الثاني:
وجوب المحافظة على ماله وسائر مختصاته في حال
غيابه, كما هي مأمورة بذلك في حالة حضوره, فلا يكون تصرفها مشروعاً وسائغاً إلا بإذنه وطيب نفسه, كما
أوضح ذلك الحديث المتقدم.
ويعني هذا الحق أن أموال الزوج أمانة بين يدي زوجته لا يجوز التصرف فيها, إلا حسب ما نصت عليه الاجازة
التي أعطاها لها في ذلك.
الحق الثالث: عدم اغضابه.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها.
وما من شك أن الاغضاب نوع من أنواع الإيذاء المحرّم الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل اللَّه صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر"7.
الحق الرابع:عدم الخروج من بيته إلا بإذنه
وعليه فإن فعلت ذلك من دون مراعاة هذا الشرط وقعت في المحرم. ومما جاء للتنبيه على هذا الحق ما ورد عن الصادق عليه السلام:
"ايما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع"8.
الحق الخامس: الحداد عليه إن مات.
فإنه يجب على الزوجة, إن قضى زوجها, الحداد عليه مدة عدّتها.
في الحديث:
"لا يحلّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً"9.
ومما جاء في الرسالة العملية للإمام الخميني قدس سره:
"يجب على المرأة في وفاة زوجها الحداد ما دامت في العدة والمراد به ترك الزينة في البدن بمثل التكحيل والتطيب والخضاب وتحمير الوجه والخطّاط ونحوها، وفي اللباس بلبس الأحمر والأصفر والحلي ونحوها وبالجملة ترك كل ما يعدّ زينة تتزيّن به للزوج، وفي الأوقات المناسبة له في العادة كالأعياد والأعراس ونحوهما يختلف ذلك بحسب الأشخاص والأزمان والبلاد، فيلاحظ في كل بلد ما هو المعتاد والمتعارف فيه
فإذا راعت الزوجة جميع الحقوق المتوجبة عليها كانت المرأة الصالحة التي قال عنهاالنبي صلى الله عليه وآله
وسلم:"خير متاع الدنيا المرأة الصالحة"11 و"من سعادة المرء الزوجة الصالحة" .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:"الامرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح"
حقوق الزوجة
عن الإمام السجّاد عليه السلام: "وحق الزوجة أن تعلم أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً"
مع رسالة الحقوق
يقول الإمام زين العابدين عليه السلام:
"وحق الزوجة أن تعلم أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلكنعمة من اللَّه تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها فإذا جهلت عفوت عنها"1.
يتناول عليه السلام في هذه الفقرة المباركة من رسالته الحقوقية، الحقوق الشرعية والأدبية والمادية للزوجة, مرة بالتشريع لبيان الواجب والمطلوب, ومرة أخرى بالتوجيه الوجداني المؤثّر.
ويصوّرعليه السلام من أعماق القلب وأغوار الحسّ الصادق, طبيعة تلك العلاقة بتعبير لطيف رقيق ينهل من القرآن الكريم ولا يكتب إلا بحبره الذي لا ينضب ويظلَّ يشعّ بأنوار الحقيقة الخالدة, فيوضح عليه السلام صلة النفس بالنفس، صلة السكن والقرار، صلة المودة والرحمة, صلةالستر والتجمل
فيا ترى, ما الذي توجبه هذه الصلات من حقوق على الزوج عليه مراعاتها والقيام بهاأمام شريكة العمر ورفيقة
الدرب الطويل.
إن هذا ما نبيّنه فيما يلي:
الحق الأول: النفقة عليها.
فقد ألزم الإسلام الزوج بالنفقة على زوجته وتهيئة المسكن المناسب لها, ضمن حدودقدرته المالية وإمكاناته المادية
يقول تعالى:
﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ...﴾2.
على الرجل أن يكفيها من الطعام والشراب واللباس إضافة إلى المسكن وكل ما هو ضروريفي حياتها, كالطبابة وغيرها، فلا يترفه هو ويضيّق عليها. وهذا الحق ثابت لها حتى وإن كانت غنية موسرة.
وهي غير ملزمة بذلك إلا إذا أرادت لأن الشريعة لم تكلفها بالانفاق على زوجها, إلا إذا أرادت هذا الأمر عن طيب خاطر ورضا متطوعة غير مجبرة, وحول هذا الحق جاء فيالحديث:
"حق المرأة على زوجها أن يسدّ جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً
وأيضا, عن إسحاق بن عمار, قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان
محسناً؟ قال عليه السلام: "يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها"4.
وكذلك في الحديث:
"ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه اللَّه بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف"5.
الحق الثاني: وصالها.
وهو عبارة عن حقها الزوجي في العلاقة معه، والاتصال بينهما كما أراده اللَّه تعالى ولذلك لا يحق للزوج هجرانها والابتعاد عنها زيادة عن المدة المحدّدة في الشرع المبين. ومن القبح بمكان أن يقصّر الرجل في أداء هذا الحق لها, وقد ورد ذم الرجل المتهاون بهذا الأمر في النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام 6.
الحق الثالث: عدم إهانتها
فينبغي التعامل معها بإحسان, فلا يعمد إلى إستعمال الألفاظ النابية معها, وإن كان غاضباً أو محقّا, وهو المقصود
من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"ولا يقبّح لها وجهاً.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:"خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا
يظلمونهم ثم قرأ: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ...﴾8-9.
الحق الرابع: عدم الاضرار بها
ربما يعمد بعض الأزواج إلى الاضرار بالزوجة, حتى تصل إلى حالة ترجو فيها الخلاص من زوجها, فتبذل مهرها لقاء أن يطلقها, فيكون هو الذي الجأها إلى هذه الحالة, من خلال المعاملة السيئة والأسلوب الوحشي في التعاطي معها، وربما يفرح الزوج بأنه قد نجحت خطته ووصلت إلى الغاية التي رمى إليها من خلال عملية الاضرار والاضطهاد التي مارسها مع زوجته. لكن الحقيقة إن اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بريئان من هذا الرجل. وإضافة إلى ذلك, فإن ما أجبرت الزوجة على دفعه له حرام عليه.
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"ألا وإن اللَّه ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها".
آداب الزوجين
آداب التعامل بين الزوجين
إن أداء الحق الزوجي, وحده, غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين, طالما لم يتحلّ كل منهما بالآداب الإسلامية البيتية. والعلة في ذلك أن القيام بالآداب يقوم بدوراً مهم في تنمية عوامل المودة والاستمرار, ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجية ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً وحثّ على الالتزام بها, ونتعرف أولاً على آداب الزوجة مع زوجها.
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
يجمل الزوجة أن تتحلى بالأمور الاتية:
أولاً: خدمة زوجها
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه. لم يعذّبه
وعن الباقر عليه السلام:"ايما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت"2.
وعن الكاظم عليه السلام:
"جهاد المرأة حسن التبعّل"3.
وفي الحديث:
"ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها"4.
ثانياً: الصبر على أذيته
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم"5.
وعن الباقر عليه السلام:
"إن اللَّه عزّ وجلّ كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل اللَّه وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته"
ثالثاً: اظهار المودة له في أقوالها وأفعالها
ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجية, حيث ينعكسبشكل إيجابي على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها, ويصل إلى مكان عمله فيقومبوظيفته مع راحة نفسية وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة. وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب التي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشيء يفوق تصورها,وهو أن بشّرها بالجنة.
في الحديث عن الصادق عليه السلام أنه قال:
"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلتتلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى اللهعليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً"7.
رابعاً: معاونته في الدين والعبادة
في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثوابما يعطي امرأة أيوب عليه السلام
خامساً: التجمّل له
وإظهار الهيئة الحسنة لها في عينه, والابتعاد عما ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها لما يرغب فيه وما يرغب عنه.
وفيما ورد:
"... لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته9 ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة10. والهيئة الحسنة لها في عينه"11.
آداب تعامل الزوج مع الزوجة
أولاً: إطعامها بيده.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"12.
ثانياً: الجلوس معها.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"
ثالثاً: خدمة البيت معها.
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت الامام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام حيث روي عن علي عليه السلام قوله:
"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام جالسة عندالقدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم،
وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفىء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والآخرة"14.
رابعاً: الصبر على سوء خلقها.
في الحديث:
"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"15.
خامساً: أن يوسع عليها في النفقة
ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.
ورد عن الامام زين العابدين عليه السلام:"إن أرضاكم عند اللَّه أسبغكم على عياله"16.
سادساً: التجاوز عن عثراتها.
من الممكن أن تخطىء المرأة كما الرجل, فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها, وإلحاق الأذية بها, بل على العكس
تماما,ً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة, فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله عليه السلام:
"وإن جهلت غفر لها".
وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة, خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيثورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"17.
سابعاً: استمالة قلبها
وهي تتم بأمور:
أولاً: التجمّل لها وابداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكد الإسلامعلى التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أن عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال عليه السلام:
"نعم إن الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لاقال: فهو ذاك
ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.
ثالثاً: المعاشرة الجميلة.
جاء عن الامام الصادق عليه السلام قوله:"لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها،واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها"19.
والحديث جامع للأمور الثلاثة.
رابعاً: خطاب المودّة
حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وآله:
"قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"20.
وبالإمكان, في ختام تعداد هذه الحقوق, أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقصير بها وبالخصوص مع الالتفات إلى ما ورد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي"21.
وفي رواية أخرى: "ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"22.
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه"
من هنا كانت الزوجية أوثق الروابط وأمتن الصلات، منها انحدرت البنوة, ووجدت الأبوة, وتولدت الأخوة، وتفرعت القرابة, وبها نشأت المصاهرة, وتكونت الأسرة, فكانت, لذلك, روحالاجتماع، في صلاحها صلاح الأمة, وفي قوتها قوة الدولة, فهي مبدأ الاصلاح ومبعث النمو ومنشأ القوة.
شرع لها الإسلام من الحقوق والواجبات ما يكفل بقاءها وصلاحها, وما تبلغ به غايتها, في ضوء الأخلاق العالية والعواطف النزيهة, حيث يكون الولد البرّ والأب الرحيم والأم الحنون، حيث ينشأ الطفل على الدين ويشبّ على الفضيلة ويتهيأ لتحمل متاعب الحياةوتكاليفها، ويوجّه إلى مثلها العليا، وغايتها المرجوة حتى يتم للعالم
عمرانه, وللإنسان سعادته.
ومن الضروري أن يعرف كلا الطرفين ما لهما من حقوقوما عليهما من واجبات, ليكتب لتلك الحياة الزوجية
الاستمرار على خير ونور,وتؤتي ثمارها في المسار المرسوم لها.
ولنبدأ بالتعرف على حقوق الزوج.
أهمية حق الزوج
لقد بلغ حق الزوج أهمية عالية حتى وصف في السنة المباركة على لسان رسول اللَّه صلىالله عليه وآله وسلم:"بأنه
الحق الأعظم على المرأة".
فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم:"أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل
أمه"1.
ومما يبرز عظمة ذلك الحق أيضاً قول الباقر عليه السلام:
"لا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها ولما ماتت فاطمة عليها السلام قامعليها أمير المؤمنين عليه السلام وقال: اللهم إني راضٍ عن ابنة نبيك اللهم إنها قد أوحشت فآنسها
وفي الحديث:
"لا تؤدي المرأة حق اللَّه عزّ وجلّ حتى تؤدي حق زوجها
الحق الأول:
أن تجيب المرأة زوجها إلى حاجته التي هي عبارة عن طاعته في أمر العلاقة الخاصة بينهما، فإذا أبتسخط اللَّه
عليها حتى ترضي زوجها وفي هذاورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:
"والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السما ساخطاً عليها حتى
يرضى عنها"4أي زوجها.
وفي حديث آخر يجيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم امرأة سألته ما حق الزوج علىالمرأة؟ فيقول صلى الله عليه
وآله وسلم:
"أن تجيبه إلى حاجته، وإن كانت على قتب ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه، فإن فعلتفعليها الوزر وله الأجر ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط"5.
فالمستفاد من جوابه صلى الله عليه وآله وسلم حقوق ثلاثة.
الحق الثاني:
وجوب المحافظة على ماله وسائر مختصاته في حال
غيابه, كما هي مأمورة بذلك في حالة حضوره, فلا يكون تصرفها مشروعاً وسائغاً إلا بإذنه وطيب نفسه, كما
أوضح ذلك الحديث المتقدم.
ويعني هذا الحق أن أموال الزوج أمانة بين يدي زوجته لا يجوز التصرف فيها, إلا حسب ما نصت عليه الاجازة
التي أعطاها لها في ذلك.
الحق الثالث: عدم اغضابه.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها.
وما من شك أن الاغضاب نوع من أنواع الإيذاء المحرّم الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل اللَّه صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر"7.
الحق الرابع:عدم الخروج من بيته إلا بإذنه
وعليه فإن فعلت ذلك من دون مراعاة هذا الشرط وقعت في المحرم. ومما جاء للتنبيه على هذا الحق ما ورد عن الصادق عليه السلام:
"ايما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها فلا نفقة لها حتى ترجع"8.
الحق الخامس: الحداد عليه إن مات.
فإنه يجب على الزوجة, إن قضى زوجها, الحداد عليه مدة عدّتها.
في الحديث:
"لا يحلّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميت أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً"9.
ومما جاء في الرسالة العملية للإمام الخميني قدس سره:
"يجب على المرأة في وفاة زوجها الحداد ما دامت في العدة والمراد به ترك الزينة في البدن بمثل التكحيل والتطيب والخضاب وتحمير الوجه والخطّاط ونحوها، وفي اللباس بلبس الأحمر والأصفر والحلي ونحوها وبالجملة ترك كل ما يعدّ زينة تتزيّن به للزوج، وفي الأوقات المناسبة له في العادة كالأعياد والأعراس ونحوهما يختلف ذلك بحسب الأشخاص والأزمان والبلاد، فيلاحظ في كل بلد ما هو المعتاد والمتعارف فيه
فإذا راعت الزوجة جميع الحقوق المتوجبة عليها كانت المرأة الصالحة التي قال عنهاالنبي صلى الله عليه وآله
وسلم:"خير متاع الدنيا المرأة الصالحة"11 و"من سعادة المرء الزوجة الصالحة" .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:"الامرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح"
حقوق الزوجة
عن الإمام السجّاد عليه السلام: "وحق الزوجة أن تعلم أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً"
مع رسالة الحقوق
يقول الإمام زين العابدين عليه السلام:
"وحق الزوجة أن تعلم أن اللَّه عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأنساً، وتعلم أن ذلكنعمة من اللَّه تعالى عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها فإذا جهلت عفوت عنها"1.
يتناول عليه السلام في هذه الفقرة المباركة من رسالته الحقوقية، الحقوق الشرعية والأدبية والمادية للزوجة, مرة بالتشريع لبيان الواجب والمطلوب, ومرة أخرى بالتوجيه الوجداني المؤثّر.
ويصوّرعليه السلام من أعماق القلب وأغوار الحسّ الصادق, طبيعة تلك العلاقة بتعبير لطيف رقيق ينهل من القرآن الكريم ولا يكتب إلا بحبره الذي لا ينضب ويظلَّ يشعّ بأنوار الحقيقة الخالدة, فيوضح عليه السلام صلة النفس بالنفس، صلة السكن والقرار، صلة المودة والرحمة, صلةالستر والتجمل
فيا ترى, ما الذي توجبه هذه الصلات من حقوق على الزوج عليه مراعاتها والقيام بهاأمام شريكة العمر ورفيقة
الدرب الطويل.
إن هذا ما نبيّنه فيما يلي:
الحق الأول: النفقة عليها.
فقد ألزم الإسلام الزوج بالنفقة على زوجته وتهيئة المسكن المناسب لها, ضمن حدودقدرته المالية وإمكاناته المادية
يقول تعالى:
﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ...﴾2.
على الرجل أن يكفيها من الطعام والشراب واللباس إضافة إلى المسكن وكل ما هو ضروريفي حياتها, كالطبابة وغيرها، فلا يترفه هو ويضيّق عليها. وهذا الحق ثابت لها حتى وإن كانت غنية موسرة.
وهي غير ملزمة بذلك إلا إذا أرادت لأن الشريعة لم تكلفها بالانفاق على زوجها, إلا إذا أرادت هذا الأمر عن طيب خاطر ورضا متطوعة غير مجبرة, وحول هذا الحق جاء فيالحديث:
"حق المرأة على زوجها أن يسدّ جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً
وأيضا, عن إسحاق بن عمار, قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان
محسناً؟ قال عليه السلام: "يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها"4.
وكذلك في الحديث:
"ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه اللَّه بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف"5.
الحق الثاني: وصالها.
وهو عبارة عن حقها الزوجي في العلاقة معه، والاتصال بينهما كما أراده اللَّه تعالى ولذلك لا يحق للزوج هجرانها والابتعاد عنها زيادة عن المدة المحدّدة في الشرع المبين. ومن القبح بمكان أن يقصّر الرجل في أداء هذا الحق لها, وقد ورد ذم الرجل المتهاون بهذا الأمر في النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام 6.
الحق الثالث: عدم إهانتها
فينبغي التعامل معها بإحسان, فلا يعمد إلى إستعمال الألفاظ النابية معها, وإن كان غاضباً أو محقّا, وهو المقصود
من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"ولا يقبّح لها وجهاً.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:"خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا
يظلمونهم ثم قرأ: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ...﴾8-9.
الحق الرابع: عدم الاضرار بها
ربما يعمد بعض الأزواج إلى الاضرار بالزوجة, حتى تصل إلى حالة ترجو فيها الخلاص من زوجها, فتبذل مهرها لقاء أن يطلقها, فيكون هو الذي الجأها إلى هذه الحالة, من خلال المعاملة السيئة والأسلوب الوحشي في التعاطي معها، وربما يفرح الزوج بأنه قد نجحت خطته ووصلت إلى الغاية التي رمى إليها من خلال عملية الاضرار والاضطهاد التي مارسها مع زوجته. لكن الحقيقة إن اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بريئان من هذا الرجل. وإضافة إلى ذلك, فإن ما أجبرت الزوجة على دفعه له حرام عليه.
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"ألا وإن اللَّه ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:
"إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها".
آداب الزوجين
آداب التعامل بين الزوجين
إن أداء الحق الزوجي, وحده, غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين, طالما لم يتحلّ كل منهما بالآداب الإسلامية البيتية. والعلة في ذلك أن القيام بالآداب يقوم بدوراً مهم في تنمية عوامل المودة والاستمرار, ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجية ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً وحثّ على الالتزام بها, ونتعرف أولاً على آداب الزوجة مع زوجها.
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
يجمل الزوجة أن تتحلى بالأمور الاتية:
أولاً: خدمة زوجها
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه. لم يعذّبه
وعن الباقر عليه السلام:"ايما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت"2.
وعن الكاظم عليه السلام:
"جهاد المرأة حسن التبعّل"3.
وفي الحديث:
"ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها"4.
ثانياً: الصبر على أذيته
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم"5.
وعن الباقر عليه السلام:
"إن اللَّه عزّ وجلّ كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل اللَّه وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته"
ثالثاً: اظهار المودة له في أقوالها وأفعالها
ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجية, حيث ينعكسبشكل إيجابي على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها, ويصل إلى مكان عمله فيقومبوظيفته مع راحة نفسية وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة. وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب التي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشيء يفوق تصورها,وهو أن بشّرها بالجنة.
في الحديث عن الصادق عليه السلام أنه قال:
"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلتتلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى اللهعليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً"7.
رابعاً: معاونته في الدين والعبادة
في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثوابما يعطي امرأة أيوب عليه السلام
خامساً: التجمّل له
وإظهار الهيئة الحسنة لها في عينه, والابتعاد عما ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها لما يرغب فيه وما يرغب عنه.
وفيما ورد:
"... لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته9 ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة10. والهيئة الحسنة لها في عينه"11.
آداب تعامل الزوج مع الزوجة
أولاً: إطعامها بيده.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"12.
ثانياً: الجلوس معها.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"
ثالثاً: خدمة البيت معها.
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت الامام علي والسيدة فاطمة عليهما السلام حيث روي عن علي عليه السلام قوله:
"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام جالسة عندالقدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم،
وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفىء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والآخرة"14.
رابعاً: الصبر على سوء خلقها.
في الحديث:
"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"15.
خامساً: أن يوسع عليها في النفقة
ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.
ورد عن الامام زين العابدين عليه السلام:"إن أرضاكم عند اللَّه أسبغكم على عياله"16.
سادساً: التجاوز عن عثراتها.
من الممكن أن تخطىء المرأة كما الرجل, فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها, وإلحاق الأذية بها, بل على العكس
تماما,ً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة, فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله عليه السلام:
"وإن جهلت غفر لها".
وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة, خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيثورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"17.
سابعاً: استمالة قلبها
وهي تتم بأمور:
أولاً: التجمّل لها وابداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكد الإسلامعلى التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أن عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال عليه السلام:
"نعم إن الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لاقال: فهو ذاك
ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.
ثالثاً: المعاشرة الجميلة.
جاء عن الامام الصادق عليه السلام قوله:"لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها،واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها"19.
والحديث جامع للأمور الثلاثة.
رابعاً: خطاب المودّة
حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وآله:
"قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"20.
وبالإمكان, في ختام تعداد هذه الحقوق, أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقصير بها وبالخصوص مع الالتفات إلى ما ورد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي"21.
وفي رواية أخرى: "ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"22.
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: حقوق واداب الزوجين
يعطيكم العافية
على الموضوع الرائع
و المجهود الكبير
شكرا لكم
التوقيع
_________________
رد: حقوق واداب الزوجين
بارك الله فيكم
وجعله الله في ميزان حسناتكم
و نفع الله بكم الاسلام و المسلمين
وجعله الله في ميزان حسناتكم
و نفع الله بكم الاسلام و المسلمين
جون سينما- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 07/09/2018المساهمات : 360نقاط التميز : 427العمر : 33الأبراج :
رد: حقوق واداب الزوجين
مواضيعك سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها تألفها المشاعر
بسهولة و يستسيغها وجداننا كالشهد
لك خالص احترامي
و على الأرواح تشربها تألفها المشاعر
بسهولة و يستسيغها وجداننا كالشهد
لك خالص احترامي
التوقيع
_________________
رد: حقوق واداب الزوجين
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
رد: حقوق واداب الزوجين
بارك الله فيك
واصل ولا تفاصل
وفقك الله
واصل ولا تفاصل
وفقك الله
MasTar- عضو مميز
- تاريخ التسجيل : 26/10/2018المساهمات : 602نقاط التميز : 606الجنس :العمر : 23الأبراج :
مواضيع مماثلة
» حقوق و واجبات الزوجين باتجاه الآخر
» الاحترام بين الزوجين
» فن الحوار بين الزوجين
» اختيار الزوجين
» العلاقة المالية بين الزوجين
» الاحترام بين الزوجين
» فن الحوار بين الزوجين
» اختيار الزوجين
» العلاقة المالية بين الزوجين
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى