العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام

مُساهمة من طرف professeur الخميس أكتوبر 04, 2018 7:35 pm


العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام
اسلاميات
27 سبتمبر 2018 (منذ 5 أيام) - الشّيخ بشير شارف

لقد انطلقت مسيرة التعليم والدراسة وفي أذهان كثير من النّاس أنّ الدراسة والتعليم مرتبط بالصبيان والفتيان والغلمان، بل إنّ كثيرًا من النّاس في مجتمعنا مَن يستخفّ بحاملي المحفظات والكراسات، والقاصدين إلى المدارس والجامعات، والمقبلين على الحِلَق والدّروس في المساجد وغيرها من مراكز التعليم والدراسات، فتجد من يقول وهو يريد الاستخفاف والاستهزاء: ما زلت مع الدراسة؟ ماذا فعل أصحاب الشّهادات؟ إلى غير ذلك من الجمل المعروفة، هكذا آلَ الحال بأهل الإسلام، أنّ في أخذ العلم مضيعة للوقت، وصل أمر المسلمين في أمر العلم إلى الاستهزاء بطالب المعرفة وانتقاص التعلُّم والتعليم والمعلّم.
إنّ العلم أساس كلّ عبادة؛ فلا يمكن أن نصلِّي دون أن نتعلّم، فالصّلاة تحتاج إلى عالِم يعلِّمنا كيف صلَّى رسولُنا صلّى الله عليه وسلّم، ولا يمكن أن نصوم من دون علم أيضًا، فلا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا جهاد ولا حجّ دون علم؛ فالعلم هو الأساس؛ ولذلك كان أوّل ما نزل به الوحي على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم هو الأمر بأخذ العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق:1-5، فالعلم واجب أخذه وطلبه، يستوي في ذلك الصغير والكبير، والذكر والأنثى، إذ لا استغناء لأحد عن العلم، لذلك قال العلماء: لا يجوز الإقدام على عمل حتّى يُعلم حُكم الشّرع فيه.
وإنّ من مزايا الدِّين أنّه فضّل العلمَ وكرّم أهله، فقد جعل لهم يومًا يتّعظون فيه ويتذكّروا، ويتعلّمون ما يُصلح دينهم وكيف يتعاملوا في أمر دنياهم، وللحاضرين يوم الجمعة من الثّواب والأجر ما يعلمه النّاس.
فمِن فضل الإسلام علينا في مجال العلم أن جعل الحضور يوم الجمعة إجباريًا، والإنصات للخُطبة أمرًا تعبُّديًا، وهذه السّاعة الأسبوعية أقلّ شيء ليتعلّم الجاهل، ويستذكر المتعلّم، ويتفقّه المتعبّد، ويهتدي المتردّد، ويستقيم المنحرف، ويسترشد الحيران.
فالإسلام يُعظم شأن العلم وشأن طالبه، فعلى أمّة الإسلام أن ترفع قدر العلم وأهله، وعلى المسلمين أن يُدركوا عظيم ما أخطأوا فيه لمّا أهانوا العلم ورُواده، حتّى صار العالِم يُسجن لعِلْمه ولِعَمَله بما يَعْلَم في بلاد الإسلام.
لمّا كان الإسلام يُطبَّق على أرض الواقع حقيقةً لا شعارًا كنّا أعزّ الأمم وأقواها وأشرفها، وكان الأعداء يُغِيرون على أمّة الإسلام بكلّ ما أُوتُوا من قوّة، ومع ذلك ينهزمون شرّ هزيمة، فلم يجدوا من قوّة يتغلّبون بها على المسلمين إلّا العلم فأخذوا به، ولم يكتفوا بذلك بل زرعوا فينا الجهل والنُفرَة من العلم تكريسًا للضعف وإبقاء على أسباب التخلّف والهزيمة، وحتّى لا تقوم للمسلمين قائمة زرعوا فينا أنّ طلب العلم لا يكون إلّا في أمور شرعية، بل وأكّدوا لنا على المسائل الّتي ينبغي أن يختلف فيها المسلمون ولا يتجاوزونها، وهي مسائل الوضوء والجنابة، وكأنّ الحضارة الاسلاميّة لم تكن حضارة علميّة راسخة الأسس، وطيدة البنيان، ضربت في كلّ العلوم بحظّ وافرٍ.
إنّ التعليم وطلب العلم ورفعِ شأنه هو المنطلق الأوّل لتستقيم الحياة الإنسانية، ولا يتضعضع الوضع الاجتماعي ولا تنحطّ أمّة من الأمم إلاّ من التّفريط في العلم وطلبه وفي أهله، وإن نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام لمّا بُعث في هذه الأمّة الّتي كانت معدومة بُعث بالعلم، وبُعث معلّمًا فأحياها، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} الجمعة:2، وقال عليه الصّلاة والسّلام عن نفسه: ”إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا” رواه مسلم، وكان الواحد من أصحابه إذ يتعلّم من رسول الله يقول: بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ. ولأهمية التعليم أرسل رسول الله الصّحابة في النّاس معلّمين ومجاهدين وصلوا إلى أقصى ما أمكنهم الوصول إليه. وللأسف فإنّ الشعوب المسلمة خصوصًا العرب منهم اهتمَّت اليوم بأعراض من الدّنيا لا تُسمِن ولا تُغنِي، وتركتِ العلم؛ فوقعتْ في مستنقع الرذيلة والجهل؛ فوصلوا إلى مرحلة متأخّرة يصعب العودة منها إلّا بنور العلم، والُمحِزنُ أنّ المسلمين اهتمّوا بتعليم أولادهم علوم الدّنيا على حساب العلم الشّرعي الّذي به تستقيم الحياة؛ وهذا لا يعني ألاّ نهتم بعلوم الدّنيا، بل الأولى أن نهتم بالعلم الشّرعي الّذي يُلزمنا بالعلم الدّنيوي؛ فإن لم يكن بالإمكان فبهما معًا بالتّوازي، وممّا زاد الطين بِلّة وجعل المسلمين في غياهِب الظلمات لما نجدُهم يرفعون الفسَّاق فوق الأعناق، ويُقدّرون نجوم الكرة والألعاب، بينما يُهينون المعلّم والطبيب والأستاذ، حتّى إذا جئت إلى أمنيات الصغار وبعض الكبار وجدته يتمنّى أن يكون مثل الممثل واللاعب والراقص؛ وهي إجابة تؤكِّد على أنّنا بالقول والفعل في مؤخرة الركب.
رُوي أنّ رجلًا رأى الإمام أحمد ومعه مِحبرة فقال له: يا أبا عبد الله، أنتَ قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، ومعك المِحبرة تحملها؟ فقال: مع المَحبرة إلى المَقبرة. لقد فهم السّلف أنّ فترة التعلّم ليست محدودة، فكانوا يأخذون من العلم ما كان فيهم عِرق ينبض، لا تُقعدهم الشيخوخة، ولا سنّ الكهولة، ولا بمُجرد أن يُحصّل أحدهم على فن من الفنون أو علم من العلوم، بل كانوا دومًا يستزيدون، كان لهم فهم ووعي أنّ المبدأ في العلم والتعلّم الاستمراريةُ والمداومةُ دون كلل أو ملل، وهذا المبدأ طبّقه الغرب على أنفسهم، وطبّقنا على أنفسنا: البركة في القليل، فصار الواحد إذا تعلّم شيئًا اكتفى به، إن لم يكن سببًا في تعاظُمه وتكبُّره.

إمام مسجد

professeur
professeur
مراقب المنتدى

تاريخ التسجيل : 31/08/2018
المساهمات : 1825
نقاط التميز : 3849
العمر : 36
الأبراج : العقرب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام

مُساهمة من طرف Princess Soma الإثنين أكتوبر 08, 2018 10:41 pm


بارك الله فيك (ي) علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز 
أفـدتنا بمـعلومات قـيمة ومفيدة جـزاك الله خـيرا 
نحـن في انتظـار مواضيـعك الجديـدة والرائـعة 
لـك (ي) مـني أجمـل التحـيات ودمـت (ي) فـي أمـان الله وحفـظه 
تحيـاتي الحـارة  Smile Smile 




التوقيع

_________________
 العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام P_15024n7511
Princess Soma
Princess Soma
عضوية موثوقة

تاريخ التسجيل : 25/08/2018
المساهمات : 1387
نقاط التميز : 2230
الجنس : انثى
العمر : 26
الأبراج : الجدي

http://l7nal7yah.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام

مُساهمة من طرف alzagri الجمعة نوفمبر 02, 2018 11:50 am


 العلم والتعليم.. أثرُهما ومنزلتهما في الإسلام 890292

alzagri
alzagri
عضو جديد

تاريخ التسجيل : 29/10/2018
المساهمات : 122
نقاط التميز : 130
الجنس : ذكر
العمر : 26
الأبراج : الحمل

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى