ركائز وأسس برامج رعاية المسنين

ركائز وأسس برامج رعاية المسنين : -

من الواضح أن اتجاه برامج الرعاية الاجتماعية يوجه من خلال أيديولوجيات الدول أو النظام السياسي للدولة والذي يظهر الطابع الاقتصادي والاجتماعي ، ولم تعد برامج الرعاية الاجتماعية منحة من حكومات الدول لشعوبها ، بل لقد أصبحت حقاً أساسياً من حقوق هذه الشعوب ، وبالرغم من كون الأسرة في كثير من الثقافات هي النظام الأساسي لتقديم الرعاية لأعضائها من كبار السن ، إلا أنه مع تفقد الروابط بالأسرة في المجتمعات المعاصرة ، فإن كبار السن أجبروا على أن يوفروا معيشتهم معتمدين على أنفسهم مما عرضهم لكثير من المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية ، وهذا ما حدا بالدول المختلفة أن تتحمل عبء توفير الرعاية لكبار السن بطريقة تتفق مع ظروفها الأيديولوجية والاجتماعية والثقافية .. ولقد نظرت الدول المختلفة إلى احتياجات كبار السن بمنظورات متعددة .. ففي بداية الأمر ، كان ينظر إليها على أنها احتياجات اقتصادية ومن هنا كانت الرعاية بمنح المسنين المعاشات والإعانات المالية ، ثم تتطور المنظور لهذه الاحتياجات وترجمت برامج الرعاية لهم في صورة توفير المساكن اللائقة بكبار السن ... وأخيراً تم النظر لاحتياجات المسنين على أساس أنها احتياجات نفسية واجتماعية وترجم ذلك إلى برامج تنشط العلاقات الاجتماعية للمسنين.

وبرامج رعاية الاجتماعية للمسنين لا توضع بدون إعداد وتخطيط ، لأنه لابد وأن تتفق مع الاحتياجات الإنسانية المشتركة لكبار السن مع الارتكاز على المبادئ الأساسية للخدمات الاجتماعية والتي تعتمد على ركيزتين أساسيتين هما :-

1. الاهتمام بحاجات الأفراد المسنين : والعمل على توفير الأنشطة التي تقابل أوضاعهم الجسمانية والعقلية والبيئية ، ومساعدتهم على التخطيط لأنفسهم مع تقديم المساعدة لكي يظلوا نشطين قادرين على الإسهام بفاعلية في تخطيط وإدارة وتنظيم شئونهم الحياتية في ضوء الموارد المجتمعية والعلاقات الأسرية .

2. تزويد الفرد المسن بالمساعدات التدعيميه بطرق متنوعة ، تتناسب مع اعتبارات السن المختلفة .

الركائز التي تستند عليها برامج تلبية احتياجات المسنين :-

في الآونة الحالية تطورت النظرة إلى احتياجات ومشكلات المسنين، حتى انتهت بالنظر إليها على أنها مشكلات نفسية واجتماعية تواجه المسن ، وفي إطار ذلك فانه يمكن إيجاز الأسس التي ترتكز عليها برامج تلبية احتياجات المسنين النفسية والاجتماعية فيما يلي :-

·المسنون بحكم واقعهم وضعفهم الجسماني وتدهور قواهم الذهنية لا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم أو أن يعطونها ما تستحقه من عناية ورعاية .

·المسنون يؤدون وظيفة اجتماعية تتمثل في أبسط صورها في تقديم خبراتهم ونصحهم وإرشادهم لأولادهم .

·الشيخوخة قيمة اجتماعية يحافظ عليها المجتمع ويسترشد بخبراتها

·رعاية المسنين علم وفن فهي تعتمد على أسس علمية ومهارات فنية تطبيقية .

·المسنون بحاجة إلى الاعتراف بوجودهم بحيث يظلون في شيخوختهم قوة مؤثرة في المجتمع القائم .

·الشيخوخة معطاءة إذا وفرنا لها الفرصة .