أصبح الذي هو أدنى أفضل من الذي هو خير

إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[

قال بعض المتشبعين بما لم يعطوا في بعض تغريداتهم :
( أهل الحديث ضرهم هجر الفرق الأخرى، فلم يستفيدوا من العقل المعتزلي ولا الإيمان الشيعي ولا الصدق الخارجي ولا الأفق الفلسفي.)

نعم هكذا قال فمالك رحمه الله تعالى و أبو يوسف صاحب أبي حنيفة و سفيان الثوري و الشافعي و أحمد ابن حنبل و ابن المبارك و الأوزاعي و الفضيل بن عياض و قبلهم أئمة التابعين من المحدثين كسعيد ابن المسيب و الحسن البصري و سعيد ابن جبير وعامر الشعبي كل هؤلاء لم يستفيدوا من العقل المعتزلي و لا الإيمان الشيعي و لا الصدق الخارجي و لا الأفق الفلسفي.
طيب،لنرى صدق هذه الدعاوى واحدة بواحدة حتى يتبين صدق هذا الدجل و الطعن في أئمة المسلمين كالأئمة الأربعة وغيرهم.
لنرى العقل المعتزلي الى أي منزلة سما بأصحابه:
أولا المعتزلة 10 طوائف كل واحدة تكفر الأخرى و السبب مخالفة العقل ،نعم هذا ما أدى اليه العقل المعتزلي ،تكفير بعضهم لبعض و ماذا أيضا ؟ من أصول المعتزلة أن مرتكب الكبيرة تجري عليه أحكام الإسلام في الدنيا لكنه في الآخرة من الخالدين في جهنم فحكم (العقل المعتزلي ) بالخلود في جهنم لكل من ارتكب كبيرة و لم يتب منها مثلهم مثل الخوارج . وحتى لا ينخدع الإخوة و يظنوا بأن المعتزلة لم يأخذوا فرصتهم السياسية في حكم المسلمين فقد كانوا هم أصحاب الدولة أيام المأمون و المعتصم و الواثق فماهي النتيجة ؟ هل أدى بهم عقلهم الذي لم يستفد منه أصحاب الحديث إلى انتشار العدل والسلم والأمان بين المسلمين؟ طبعا لا، فغاية ما توصلوا اليه بعقلهم الذي -حرم منه أهل الحديث كما يزعم المالكي- هو عرض الناس على السيف فمن قال القرآن مخلوق فهو مسلم تقي تنور بالعقل المعتزلي و من رفض ذلك فتضرب عنقه. وضرب علماء المسلمين و عذبوا فمنهم من صبر ومنهم من لم يطق ذلك و من الذين صبروا في المحنة الإمام أحمد الذي لا يطيق المالكي ذكر اسمه ويكيل له التهم و كأن أعداء الحنابلة قديما وحديثا غفلوا عنها حتى جاء المالكي و عدنان إبراهيم فاكتشفاها.
نعم هذا هو العقل المعتزلي و ما أشبه اليوم بالبارحة فملحدوا اليوم يتهمون المتدينين بالتعصب و سفك الدماء ولما آلت الأمور اليهم كانت النتيجة الحرب العالمية الأولى و الثانية و ابادات جماعية للسكان الأصليين في أستراليا و غيرها و عرض للسود في حدائق الحيوانات كنوع من البشر من لم يلحقوا بعجلة التطور البيولوجي .

و لنلق نظرة على الإيمان الشيعي ، وحتى لا نكون ممن يخفون الفضل و يعرضون الباطل فيجب أن نعلم من هم الشيعة الذين يقصدهم المالكي هنا .هل هم الشيعة بالمفهوم الأول أي بمعنى تفضيل علي على عثمان و القتال معه ضد أعدائه و الانتصار له و إظهار العداء لمن يحارب أهل البيت فهؤلاء لا ننكر أن لديهم ايمانا لكن في أي طائفة يصنفون ؟ ألا يعلم المالكي أن جملة كبيرة من الشيعة محدثون و أصحاب حديث و رأيهم مسموع و نقدهم مقبول . فهؤلاء يعتبرون من جملة أهل الحديث أما إن كان يقصد غلاة الشيعة كالروافض فلا يوجد في كل فرق الإسلام من يدين بالكذب سوى الرافضة و باعتراف أئمتهم المتقدمين والمتأخرين فالإيمان الذي يؤدي بصاحبه الى الدجل والكذب و الإيمان بخرافات الروافض فليس لأهل الحديث حاجة إليه.
و الشيعة أيضا كانت لهم دول و من أشهرها الدولة الفاطمية العبيدية و ما أدراك ما الدولة الفاطمية ؟
وحتى لا يطول الموضوع فإني أحيل إخواني الى البحث عن أفاعيل الفاطميين في بلاد المغرب داخل كتب التاريخ وليس ما يحدث في العراق و سوريا عنكم ببعيد.

و الآن لنلقي نظرة على الصدق الخارجي .
فيا ترى أينعت بالصدق من قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يقرأ القرآن لا يتجاوز حنجرته (أي لا يفهم و لا يعقل معناه على حقيقته) ؟أينعت بالصدق من قال فيهم رسول رب العالمين ( حدثاء الأسنان و سفهاء الأحلام) أيعتبر صدقه مثالا يحتذى به من أدى به هذا الصدق الى اغتيال عثمان ذي النورين و علي أبو الحسنين ؟ أيسمى صادقا من حمل السيف على المسلمين واستباح بيضتهم و قتل الصحابة و غيرهم؟ الصدق الخارجي؟ ثم المالكي نفسه يتهم داعش و غيرهم بأنهم الخوارج ويتهم ابن عبد الوهاب و الوهابية بأنهم يسيرون على خطى الخوارج .أوليس الصدق الخارجي مثالا يحتذى به؟ فإن كان له قصد آخر فلا أرى فائدة من ذكر صدق الخوارج كمثال يستفاد منه في مقابلة الأحاديث المتواترة في ذمهم إجماع العلماء على ذمهم و على رأسهم رسول الله عليه الصلاة والسلام .

-أما الأفق الفلسفي فهي دعوى طويلة وعريضة و لا أستطيع أن أحصر النقاش فيها مع أن مخترعي الفلسفة و الذين اشتهروا بها هم اليونان و على رأسهم أرسطو و غاية ما وصل به أفق الفلسفة أن كانوا يعبدون الكواكب و الأوثان.

و في الختام أقول ما ضر علماء المسلمين كمالك و الثوري والشافعي و الأوزاعي هجر العقل المعتزلي بل زادهم رفعة و قنعوا بالإيمان النبوي حتى علا بهم الى درجات جعلت عموم المسلمين يقتدون بهم و تركوا صدق الخوارج لهم و ركزوا على الصدق الذي أمرهم به رب العالمين
أمافيما يخص الأفق الفلسفي ففي الأفق النبوي كفاية و زيادة ومن أراد الهدى في غير كلام الله و هدي رسوله عليه الصلاة و السلام و لم يقنع به فمثله كمثل من استبدل الذي أدنى بالذي هو خير فنتيجة ذلك ضلال مقصود و ظلم وتعدي في الكلام فمن لم يستفد من صدق و إيمان الصحابة والتابعين و بقية الناصحين كمن سميتهم في الموضوع و غيرهم كثير هو المحروم و من طعن فيهم و اتهمهم بالسذاجة و بنقص الإيمان و قلة الصدق و غياب الأفق فلا أرى أصدق كلام قيل فيه كقول الله تعالى ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ). و سبحانك الله و بمحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب اليك.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه

شكرا لك علي الموضوع المميز

موضوع مميز جدا شكرا لك