لمحاربة الغش المدرسي .. هنا نبدأ
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
لمحاربة الغش المدرسي .. هنا نبدأ
كم مرة دخل أساتذتنا قاعات الاختبار، وتلامذتهم ينتظرون توزيع الأوراق، فيهمون كالعادة أن يذكروا بالحديث الصحيح الذي أخرجه غير واحد: "من غشنا فليس منا"، فيتسابق الجميع لنطق لفظ هذا الحديث المحفوظ عن ظهر قلب.
وفي نفس الآن، يحدثونهم بما روي عن الخليفة الثالث رضي الله عنه: "إن الله ليزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن"، ويفصلون القول في التشريعات الزجرية التي تفصح عنها وزارة التربية الوطنية مع كل سنة دراسية حول الغش في الوسط المدرسي تصل حد التوقيف وغياهب السجن..
لكن، هل يمتثل المترشحون لمضامين الحديث الأول رغم صحته وصراحته في هذا الباب؟، وهل يرتدعون بالعقوبات المادية والمعنوية التي تشرع وتعدل مع كل سنة دراسية؟.
الجواب يأتي سريعا بعد النظر في الاحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي يفصح عنها بعد كل اختبار، وما خفي كان أعظم.
إن استفحال ظاهرة الغش في الوسط المدرسي بادية للعيان ولا تحتاج لتبريرات وتأويلات وإحصائيات رسمية، حتى أضحت وسيلة من الوسائل التي حجزت مكانا لها إلى جانب الجد والكد والاجتهاد لتجاوز عقبة الاختبارات، فاشتهر على الألسن: "من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه!!".
ويرجع المتتبعون للشأن التعليمي تنامي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ إلى عدة أسباب، أهمها: التغيرات القيمية التي حصلت في ثنايا مجتمعاتنا، إلى جانب التطور التكنولوجي الهائل الذي يسر سبل الغش، والطريقة التقليدية التي توضع بها الامتحانات، وإحساس المتعلمين بالضيم جراء المناهج التربوية غير المقنعة. وانتشار دروس التقوية والمدارس الطبقية الخاصة التي لها قصتها مع نقط المراقبة المستمرة. إضافة، إلى ذلك السخط العارم على المنظومة التربوية الذي يصادفونه بالعالم الافتراضي في كل وقت وحين.
وما دام المتعلم أمام مؤسسات تنشئة تكرس جميعها ثقافة الغش في النفوس، وفي مقدمتها أخطبوط الإعلام بنوعيه الخاص والعام، ثم الأسرة النووية منها والممتدة، ثم المجتمع الذي بنى جل معاملات أفراده على الغش، فإن المدرسة لا محالة ستكون هي نفسها معرضة للغش في أبشع صوره: "الغش المدرسي".
وتكمن خطورة هذا النوع من الغش، في كونه يستهدف منظومة تربوية يعول عليها لبناء ركائز المجتمع، وتأسيس قواعد الرقي والنهضة والازدهار في شتى الميادين.
ومتى حصل الغش كوسيلة لتجاوز الاختبارات إلى جانب الكد والنزاهة والاجتهاد في التحصيل، فإن مؤسسات الدولة جميعها ستصبح لا محالة وكرا للغشاشين الذين لم يألفوا يوما صناعة النجاح بالطرق المشروعة. وبناء أوهام على أنقاض الظلم المجتمعي الذي سيلحق بالنزهاء وأرباب الكفاءة.
وبالتالي، يمكن استنتاج علاقة تأثير وتأثر بين ما يعاينه المتعلم خارج أسوار المدرسة وما يسعى لتطبيقه وممارسته داخليا، مما يحتم علينا إصلاحا جذريا بنوايا حسنة يستهدف قيم إعلامنا وأسرنا وكافة معاملاتنا، وبعدها تقوية دور مادة التربية الإسلامية في هذا المجال والتربية على المواطنة، كإجراء احترازي وقائي من الداخل.
آنذاك فقط يحق لنا تشريع العقوبات الزجرية التي تردع من أبى السير قدما وفق المنهاج القويم المسطر سلفا، إن على مستوى التوقيف أو الحبس أو ما دون ذلك بكثير.
من هنا إذن، تبدأ محاربة الغش واجتثاثه من جذوره وأصوله.. من القلوب والعقول، قبل أن يتحول إلى غول وممارسة ستتطبع معها كافة الأطياف المجتمعيةبشكل فظيع.
وفي نفس الآن، يحدثونهم بما روي عن الخليفة الثالث رضي الله عنه: "إن الله ليزع بالسلطان، ما لا يزع بالقرآن"، ويفصلون القول في التشريعات الزجرية التي تفصح عنها وزارة التربية الوطنية مع كل سنة دراسية حول الغش في الوسط المدرسي تصل حد التوقيف وغياهب السجن..
لكن، هل يمتثل المترشحون لمضامين الحديث الأول رغم صحته وصراحته في هذا الباب؟، وهل يرتدعون بالعقوبات المادية والمعنوية التي تشرع وتعدل مع كل سنة دراسية؟.
الجواب يأتي سريعا بعد النظر في الاحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي يفصح عنها بعد كل اختبار، وما خفي كان أعظم.
إن استفحال ظاهرة الغش في الوسط المدرسي بادية للعيان ولا تحتاج لتبريرات وتأويلات وإحصائيات رسمية، حتى أضحت وسيلة من الوسائل التي حجزت مكانا لها إلى جانب الجد والكد والاجتهاد لتجاوز عقبة الاختبارات، فاشتهر على الألسن: "من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه!!".
ويرجع المتتبعون للشأن التعليمي تنامي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ إلى عدة أسباب، أهمها: التغيرات القيمية التي حصلت في ثنايا مجتمعاتنا، إلى جانب التطور التكنولوجي الهائل الذي يسر سبل الغش، والطريقة التقليدية التي توضع بها الامتحانات، وإحساس المتعلمين بالضيم جراء المناهج التربوية غير المقنعة. وانتشار دروس التقوية والمدارس الطبقية الخاصة التي لها قصتها مع نقط المراقبة المستمرة. إضافة، إلى ذلك السخط العارم على المنظومة التربوية الذي يصادفونه بالعالم الافتراضي في كل وقت وحين.
وما دام المتعلم أمام مؤسسات تنشئة تكرس جميعها ثقافة الغش في النفوس، وفي مقدمتها أخطبوط الإعلام بنوعيه الخاص والعام، ثم الأسرة النووية منها والممتدة، ثم المجتمع الذي بنى جل معاملات أفراده على الغش، فإن المدرسة لا محالة ستكون هي نفسها معرضة للغش في أبشع صوره: "الغش المدرسي".
وتكمن خطورة هذا النوع من الغش، في كونه يستهدف منظومة تربوية يعول عليها لبناء ركائز المجتمع، وتأسيس قواعد الرقي والنهضة والازدهار في شتى الميادين.
ومتى حصل الغش كوسيلة لتجاوز الاختبارات إلى جانب الكد والنزاهة والاجتهاد في التحصيل، فإن مؤسسات الدولة جميعها ستصبح لا محالة وكرا للغشاشين الذين لم يألفوا يوما صناعة النجاح بالطرق المشروعة. وبناء أوهام على أنقاض الظلم المجتمعي الذي سيلحق بالنزهاء وأرباب الكفاءة.
وبالتالي، يمكن استنتاج علاقة تأثير وتأثر بين ما يعاينه المتعلم خارج أسوار المدرسة وما يسعى لتطبيقه وممارسته داخليا، مما يحتم علينا إصلاحا جذريا بنوايا حسنة يستهدف قيم إعلامنا وأسرنا وكافة معاملاتنا، وبعدها تقوية دور مادة التربية الإسلامية في هذا المجال والتربية على المواطنة، كإجراء احترازي وقائي من الداخل.
آنذاك فقط يحق لنا تشريع العقوبات الزجرية التي تردع من أبى السير قدما وفق المنهاج القويم المسطر سلفا، إن على مستوى التوقيف أو الحبس أو ما دون ذلك بكثير.
من هنا إذن، تبدأ محاربة الغش واجتثاثه من جذوره وأصوله.. من القلوب والعقول، قبل أن يتحول إلى غول وممارسة ستتطبع معها كافة الأطياف المجتمعيةبشكل فظيع.
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 25الأبراج :
رد: لمحاربة الغش المدرسي .. هنا نبدأ
شكرا لك على المتابعة
بارك الله فيك
بارك الله فيك
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: لمحاربة الغش المدرسي .. هنا نبدأ
alzagri- عضو جديد
- تاريخ التسجيل : 29/10/2018المساهمات : 122نقاط التميز : 130الجنس :العمر : 26الأبراج :
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى