أهل الحديث ركنوا إلى الذين ظلموا...بقلمي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
أهل الحديث ركنوا إلى الذين ظلموا...بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقبن ولا عدوان إلا على الظالمين
و أشهد أن لا اله إلا وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ،صلى الله عليه و على آله و صحبه و على من تبع سنته الى يوم الدين.أما بعد :
قال أحد الكتاب المعاصرين المعروفون بالعداء لأهل الحديث على بكرة أبيهم كمالك و الثوري و أحمد و البخاري والشافعي مقولة يجب على كل منصف الوقوف عندها وهي:
أن أهل الحديث ركنوا إلى الراكنين إلى الذين ظلموا.. قد لا يكون أكثرهم من الراكنين، لكن معظم مادتهم من الراكنين الأولين.
لنرى من هم أعلام أهل الحديث من لم يركن الى الذين ظلموا حتى نعلم صحة هذا الكلام و يكفينا أن نتكلم على من وصفهم بالراكنين الى الذين ظلموا أما من بعدهم فقد اعترف بأن أكثرهم ليسوا من الراكنين بل ركنوا الى من ركن و تحميلا لكلامه على أحسن المحامل فالتهمة وجهها الى الأوائل من المحدثين وعلى رأسهم التابعون رحمهم الله تعالى. لنركز على هاته الطبقة و التي شهد لها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها أفضل الناس بعد أصحابه .
و حتى لا نتهم بإخفاء الحقائق فالمرحلة التي كان فيها التابعون كانت مرحلة عرض على السيف و قاد المشهد السياسي واحد من أعتى أعداء الله و هو الحجاج و الذي كان يخدم بني مروان وهم من قال فيهم مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى، فلا يتصور ذهني وجود عصر حاول فيه الولاة كبت الحق و إرغام الناس على رأي كهذا العصر و قد يفوق ما فعله المأمون و المعتصم لحساسية المرحلة التي تعتبر العهد الذي بين المسلمين وبين نبيهم عليه الصلاة والسلام و أظن بأن كاتب المقولة التي أشرت اليها في المقدمة يقصد هذه المرحلة والله أعلم .
فهل ركن علماء الحديث في ذلك الوقت الى ظلم الحجاج و غيره و رضوا به و سكتوا عن قول الحق ؟
المتابع البسيط لتاريخ الإسلام يعلم بأن في ذلك الوقت و قعت إحدى أكبر الحروب الأهلية في تاريخنا كمسلمين و ترتب عليها مقتلة عظيمة من الطرفين و فيه الكثير و الكثير من علماء التابعين و أكثرهم محدثون فقد استباحوا الخروج على الحجاج لأن أكثرهم كان يراه مبدلا لدين الله تعالى فكيف يوصف هؤلاء بأنهم من الراكنين الى الذين ظلموا؟ لو لم تكن إلا هذه الوقفة في التاريخ لكفت لتفنيد دعوى الركون الى الذين ظلموا من سلف أهل الحديث لكن اتباع الهوى يذهب بصاحبه الى أكثر من هذا نسأل الله السلامة والعافية .
فالعلماء المحدثون الناقمون على الحجاج آن ذاك كالشعبي الإمام و مجاهد المفسر و سعيد ابن جبير الحبر ومحمد ابن سعد ابن ابي وقاص الإمام الثقة و ابن أبي ليلى و عطية الكوفي الذين ضربا من أجل سب علي فامتنعا و عبد الرحمن ابن ابي نعيم العابد الثقة الأمين و ماهان الكوفي و مصدع أبي يحيى. فهل خفي أمر هؤلاء (الراكنين) أم هناك أمر دبر بغيب يفهمه اللبيب ؟ و المتابع لتواريخ الإسلام كلها يرى أسماء بالمئات و الآلاف قاتلت و طعنت و سبت الحجاج بل و كفرته و ليس في عهد المتقدمين فترة تأمر فيها على المسلمين أعتى من الحجاج . فكيف يتهم هؤلاء بأنهم من الراكنين الى الذين ظلموا ؟ و لا أريد أن أذكر وقفات من جاء بعد هؤلاء الأفاضل لأن صاحب التهمة اعترف على مضض بأنهم ليسوا من الراكنين لكنهم ركنوا الى من ركن ، ولم يقل هذا حبا فيهم بل هو يريد اسقاط الطبقة الأولى فإن نجح في ذلك فما بني عليها سيسقط تباعا ، وهنا نقطة قد أشرت اليها في موضوع سابق و هي اتهام علماء المسلمين من أصحاب هذه الطبقة -طبقة التابعين- بالتستر على بعض الأحداث التاريخية خدمة لبني أمية فبالله عليكم هل يتستر من حارب مع علي رضي الله عنه ضد كل من قاتله و فيهم معاوية أول خلفاء بني أمية على ما يمكن أن ينتقص من بني أمية؟ هل من قاتل الحجاج و سعى الى اسقاطه هو و الخليفة في ذلك الوقت سيخفي ما يضر بهم من أحاديث و أحداث ؟
و إحقاقا للحق الذي أمرنا بالصدع به يتوجب علينا القول بأن من أهل الحديث من كانوا نواصب في ذلك الوقت و لكنهم قلة و لله الحمد وقد بين العلماء ذلك و فيهم من هم شيعة و فيهم خوراج و فيهم مرجئة لكنهم قلة بالنظر الى جمهرة المحدثين -و لما نقول محدثون لا أقصد راوة الحديث فقط بل غالب المحدثين المتقدمين علماء و مفسرون و مجاهدون و أصحاب مذاهب منها ما اندثر كمذهب سفيان و الاوزاعي و إسحاق و منها ما بقي كمالك و الشافعي و أحمد - فجمهور اهل الحديث على مذهب واحدا و إن وجد فيهم من ضل في نقطة معينة .و هذا من دفاع الناس بعضهم ببعض حتى لا تفسد الأرض فمن أراد أن يزيد حرفا و جد غيره رقيبا عليه و لا أرى مثالا لتفعيل مقولة إختلاف الأمة المحمدية رحمة أفضل من هذا و لله الحمد و المنة .
فإن كان من قاتل و حارب و صدع بالحق في عصر كعصر الحجاج و ما أدراك مالحجاج راكن الى الذين ظلموا فلا يوجد في الدنيا صادع بالحق .
و إن كان القرن الذي شهد له النبي عليه الصلاة و السلام بالخيرية و الأفضلية بعد أصحابه راكنون الى الذين ظلموا خوافون ساكتون عن الحق متسترون على الباطل خدمة للمنافقين فلا أعلم طعنا أشد من هذا في صدق النبوة و لا تسأل عن حال الأمة بعدهم و لا أستبعد أن يكذب بهذا الحديث-أقصد حديث خير الناس قرني ...- و السبب أنه تم وضعه خدمة للظالمين .ولا أستبعد من اتهم الصحابة ومنهم الحسن والحسين و بقية أهل البيت بأنهم رضوا بمنافق لمنصب الخلافة بل تنازلوا له عن الخلافة كما فعل ذلك سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي رضي الله عنهما و اتهامهم لجميع الصحابة من المهاجرين والأنصار بأنه قدموا الأدنى للخلافة بدل علي رضي الله عنه (ولقد أشار صاحب الكلمة التي وضعتها في المقدمة بأن عليا أفضل و أولى بالخلافة من أبي بكر لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال عنه بأنه بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام)
هذا والله أعلم و صل اللهم و بارك على محمد و على آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم أبو عبد الأكرم
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقبن ولا عدوان إلا على الظالمين
و أشهد أن لا اله إلا وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ،صلى الله عليه و على آله و صحبه و على من تبع سنته الى يوم الدين.أما بعد :
قال أحد الكتاب المعاصرين المعروفون بالعداء لأهل الحديث على بكرة أبيهم كمالك و الثوري و أحمد و البخاري والشافعي مقولة يجب على كل منصف الوقوف عندها وهي:
أن أهل الحديث ركنوا إلى الراكنين إلى الذين ظلموا.. قد لا يكون أكثرهم من الراكنين، لكن معظم مادتهم من الراكنين الأولين.
لنرى من هم أعلام أهل الحديث من لم يركن الى الذين ظلموا حتى نعلم صحة هذا الكلام و يكفينا أن نتكلم على من وصفهم بالراكنين الى الذين ظلموا أما من بعدهم فقد اعترف بأن أكثرهم ليسوا من الراكنين بل ركنوا الى من ركن و تحميلا لكلامه على أحسن المحامل فالتهمة وجهها الى الأوائل من المحدثين وعلى رأسهم التابعون رحمهم الله تعالى. لنركز على هاته الطبقة و التي شهد لها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها أفضل الناس بعد أصحابه .
و حتى لا نتهم بإخفاء الحقائق فالمرحلة التي كان فيها التابعون كانت مرحلة عرض على السيف و قاد المشهد السياسي واحد من أعتى أعداء الله و هو الحجاج و الذي كان يخدم بني مروان وهم من قال فيهم مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى:في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى، فلا يتصور ذهني وجود عصر حاول فيه الولاة كبت الحق و إرغام الناس على رأي كهذا العصر و قد يفوق ما فعله المأمون و المعتصم لحساسية المرحلة التي تعتبر العهد الذي بين المسلمين وبين نبيهم عليه الصلاة والسلام و أظن بأن كاتب المقولة التي أشرت اليها في المقدمة يقصد هذه المرحلة والله أعلم .
فهل ركن علماء الحديث في ذلك الوقت الى ظلم الحجاج و غيره و رضوا به و سكتوا عن قول الحق ؟
المتابع البسيط لتاريخ الإسلام يعلم بأن في ذلك الوقت و قعت إحدى أكبر الحروب الأهلية في تاريخنا كمسلمين و ترتب عليها مقتلة عظيمة من الطرفين و فيه الكثير و الكثير من علماء التابعين و أكثرهم محدثون فقد استباحوا الخروج على الحجاج لأن أكثرهم كان يراه مبدلا لدين الله تعالى فكيف يوصف هؤلاء بأنهم من الراكنين الى الذين ظلموا؟ لو لم تكن إلا هذه الوقفة في التاريخ لكفت لتفنيد دعوى الركون الى الذين ظلموا من سلف أهل الحديث لكن اتباع الهوى يذهب بصاحبه الى أكثر من هذا نسأل الله السلامة والعافية .
فالعلماء المحدثون الناقمون على الحجاج آن ذاك كالشعبي الإمام و مجاهد المفسر و سعيد ابن جبير الحبر ومحمد ابن سعد ابن ابي وقاص الإمام الثقة و ابن أبي ليلى و عطية الكوفي الذين ضربا من أجل سب علي فامتنعا و عبد الرحمن ابن ابي نعيم العابد الثقة الأمين و ماهان الكوفي و مصدع أبي يحيى. فهل خفي أمر هؤلاء (الراكنين) أم هناك أمر دبر بغيب يفهمه اللبيب ؟ و المتابع لتواريخ الإسلام كلها يرى أسماء بالمئات و الآلاف قاتلت و طعنت و سبت الحجاج بل و كفرته و ليس في عهد المتقدمين فترة تأمر فيها على المسلمين أعتى من الحجاج . فكيف يتهم هؤلاء بأنهم من الراكنين الى الذين ظلموا ؟ و لا أريد أن أذكر وقفات من جاء بعد هؤلاء الأفاضل لأن صاحب التهمة اعترف على مضض بأنهم ليسوا من الراكنين لكنهم ركنوا الى من ركن ، ولم يقل هذا حبا فيهم بل هو يريد اسقاط الطبقة الأولى فإن نجح في ذلك فما بني عليها سيسقط تباعا ، وهنا نقطة قد أشرت اليها في موضوع سابق و هي اتهام علماء المسلمين من أصحاب هذه الطبقة -طبقة التابعين- بالتستر على بعض الأحداث التاريخية خدمة لبني أمية فبالله عليكم هل يتستر من حارب مع علي رضي الله عنه ضد كل من قاتله و فيهم معاوية أول خلفاء بني أمية على ما يمكن أن ينتقص من بني أمية؟ هل من قاتل الحجاج و سعى الى اسقاطه هو و الخليفة في ذلك الوقت سيخفي ما يضر بهم من أحاديث و أحداث ؟
و إحقاقا للحق الذي أمرنا بالصدع به يتوجب علينا القول بأن من أهل الحديث من كانوا نواصب في ذلك الوقت و لكنهم قلة و لله الحمد وقد بين العلماء ذلك و فيهم من هم شيعة و فيهم خوراج و فيهم مرجئة لكنهم قلة بالنظر الى جمهرة المحدثين -و لما نقول محدثون لا أقصد راوة الحديث فقط بل غالب المحدثين المتقدمين علماء و مفسرون و مجاهدون و أصحاب مذاهب منها ما اندثر كمذهب سفيان و الاوزاعي و إسحاق و منها ما بقي كمالك و الشافعي و أحمد - فجمهور اهل الحديث على مذهب واحدا و إن وجد فيهم من ضل في نقطة معينة .و هذا من دفاع الناس بعضهم ببعض حتى لا تفسد الأرض فمن أراد أن يزيد حرفا و جد غيره رقيبا عليه و لا أرى مثالا لتفعيل مقولة إختلاف الأمة المحمدية رحمة أفضل من هذا و لله الحمد و المنة .
فإن كان من قاتل و حارب و صدع بالحق في عصر كعصر الحجاج و ما أدراك مالحجاج راكن الى الذين ظلموا فلا يوجد في الدنيا صادع بالحق .
و إن كان القرن الذي شهد له النبي عليه الصلاة و السلام بالخيرية و الأفضلية بعد أصحابه راكنون الى الذين ظلموا خوافون ساكتون عن الحق متسترون على الباطل خدمة للمنافقين فلا أعلم طعنا أشد من هذا في صدق النبوة و لا تسأل عن حال الأمة بعدهم و لا أستبعد أن يكذب بهذا الحديث-أقصد حديث خير الناس قرني ...- و السبب أنه تم وضعه خدمة للظالمين .ولا أستبعد من اتهم الصحابة ومنهم الحسن والحسين و بقية أهل البيت بأنهم رضوا بمنافق لمنصب الخلافة بل تنازلوا له عن الخلافة كما فعل ذلك سيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي رضي الله عنهما و اتهامهم لجميع الصحابة من المهاجرين والأنصار بأنه قدموا الأدنى للخلافة بدل علي رضي الله عنه (ولقد أشار صاحب الكلمة التي وضعتها في المقدمة بأن عليا أفضل و أولى بالخلافة من أبي بكر لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال عنه بأنه بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده عليه الصلاة والسلام)
هذا والله أعلم و صل اللهم و بارك على محمد و على آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم أبو عبد الأكرم
أميرة المنتدى- مراقبة الإسلام والأسرة
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 2137نقاط التميز : 3813الجنس :العمر : 24الأبراج :
رد: أهل الحديث ركنوا إلى الذين ظلموا...بقلمي
شكرا على الموضوع القيم
فؤاد- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 19/09/2018المساهمات : 282نقاط التميز : 282العمر : 24الأبراج :
رد: أهل الحديث ركنوا إلى الذين ظلموا...بقلمي
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
شيكاغو- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 25/09/2018المساهمات : 336نقاط التميز : 336الجنس :العمر : 22الأبراج :
رد: أهل الحديث ركنوا إلى الذين ظلموا...بقلمي
بصراحــه رائع جدا هذا الموضوع
بصراحه انت تمتلك ذوق راقي في جـلب ماهو مميّز وجميل
دائما كلماتك ترتدي ثوب التميز والابداع الثقيلان
صح أحساسك ولسانك ودام توهجك
التوقيع
_________________
منتدى احلى تومبلايت
مواضيع مماثلة
» الاسرة او معلم ــــ بقلمي
» اهتمام علماء الحديث بسند الحديث
» لا تدخلوا مساكن الذين ,ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين
» ما هو الحديث المسلسل ؟
» ذم أهل الحديث هو ذم للعلماء
» اهتمام علماء الحديث بسند الحديث
» لا تدخلوا مساكن الذين ,ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين
» ما هو الحديث المسلسل ؟
» ذم أهل الحديث هو ذم للعلماء
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى