صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم

مُساهمة من طرف ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ الثلاثاء أبريل 07, 2020 7:56 am


صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم

قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29]، وفي الصحيحين عن الصحابيِّ الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوامٌ تسبق شهادة أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه)).

وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: إن الله تعالى اطَّلع في قلوب العباد، فاختار محمدًا صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته، وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس بعدُ، فاختار له أصحابًا، فجعلهم أنصار دينه، ووزراء نبيِّه صلى الله عليه وسلم[1].

خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، اختارهم ربُّهم عز وجل سندًا لنبيِّه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، أخلص الناسِ عملًا، وأعفُّهم يدًا، وأطهرهم قلوبًا، وأصدقهم طويَّةً رضي الله عنهم وأرضاهم، أولهم الخلفاء الراشدون، وأول من حاز قصبَ السبق في دعوة التوحيد أبو بكر الصديق، وبعده الفاروق عمر بن الخطاب المحدَّث الملهم، ثم ذو النورين عثمان بن عفان الحييُّ الكريم، ثم أول من أسلم من الفتيان الإمام علي بن أبي طالب أبو الحسَنينِ، وباقي العشرة المبشرين بالجنة، وأهل بدر، وشهداء أُحُد، ومنهم أسد الله وأسد رسوله حمزةُ بن عبد المطلب عمُّ رسول الله وأخوه من الرضاعة، وأصحاب بيعة الرضوان، وجميعهم عدول قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 18، 19].

مَن مثلُهم في حبِّهم لربِّهم ولنبيهم صلى الله عليه وسلم، ومَن مِثلُهم في الاقتداء به في علمه وعمله، وفي سمته وخُلُقه والسير على طريقته، وقد تركهم والأمة من بعدهم على المحجة البيضاء ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، رضي الله عنهم وألحقنا بهم سالمين.

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

تَعجِز الكلمات، وتختفي العبارات حين تذكُرُهم أو تأتي على سيرهم، جيلٌ وحيد، وطراز فريد، لجميل خصالهم، وحميد فعالهم، من نسائهم ورجالهم مهاجرين وأنصارًا، لم يتركوا لمَن بعدهم عذرًا في السَّير على خُطى نبيِّهم صلى الله عليه وسلم - كتاب الله وسنة نبيِّه - بذلوا المُهَجَ والنفوس رخيصةً دون نبيهم وكان شعارهم: دينَك دينك، لحمك دمك، لم يتعللوا بوقت ولا مال ولا أولاد ولا زوجات، ولا شيء من حطام هذه الدنيا الفانية، عاشوا فقراء صابرين، أو أغنياء شاكرين، مهاجرين وأنصارًا، إخوانًا في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].

حتى في خلافهم في اجتهادهم يمدح بعضهم بعضًا، ويعترف بحقِّ أخيه ومناقبه وسبقه للإسلام، وربما ذهبوا إلى رسول الله ليحكُم بينهم، فبكَوا وتعانقوا، فمسح ذلك طائفَ الشيطان الذي أوقع بينهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فما أرى أحدًا يشبههم، لقد كانوا يُصبحون شُعثًا غُبرًا، وقد باتوا سجَّدًا وقيامًا، يُراوِحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم رُكَبَ المعزى من طول سجودهم، إذا ذُكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجرُ يوم الرِّيح العاصف؛ خوفًا من العقاب، ورجاءً للثواب".

وبعد، فأُشهِد الله تعالى على حبِّهم وحبِّ نبيِّه صلى الله عليه وسلم وآل بيته والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، والمرء يُحشر مع مَن أحب.

فاللهم إني أسألك حبَّك وحبَّ مَن يحبُّك وحبَّ العمل الذي يقربني إلى حبِّك،
وأن تجعل حبَّك أحبَّ إليَّ مِن نفسي وأهلي، ومن الماء البارد
على الظمأ، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[1] شرح السُّنة؛ للإمام البغوي، والمعجم الكبير والأوسط؛ للإمام الطبراني.

المصدر: الألوكة

ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ
نجم ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 3052
نقاط التميز : 5482
الجنس : انثى
العمر : 25
الأبراج : السرطان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم

مُساهمة من طرف MarYam الخميس يناير 28, 2021 7:35 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على هذه المعلومات
وعلى هذه المشاركة الرائعة
والموضوع المميز

MarYam
MarYam
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1419
نقاط التميز : 2107
الجنس : انثى
العمر : 37
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى