علاقة الخوف والضغط النفسي بالصحة والمناعة

1. بمناسبة "حملة” كورونا،أود أن اغرد قليلاً عن علاقة الخوف والضغط النفسي بالصحة والمناعة. لا أريد أن أتحدث عن الناحية الطبية لهذا الفيروس،فالتايملاينات (جمع تايملاين) ” Timeline " جعلت الموضوع حديث الساعة!ولا أريد التحدث عن الوقاية الكلاسيكية بالتطعيم، بل أود التحدث عن العلاقة المباشرة للخوف.

2. والذي غالباً ما يتسلل إلى نفوس الكثيرين عبر وسائل الإعلام والتواصل وغيرها، وعلاقته المباشرة بالصحة، وكيف أن الخوف "يجذب” فعلياً مثل هذه الإصابات وغيرها. إذ أنه من الملفت جدا نُدْرة الحديث عن هذه العلاقة الفيسيولوجية الوظيفية!

3. لنتعرف أولا باختصار على الجهاز العصبي اللا إرادي أو autonomic nervous system، الموضوع فيه تفصيل علمي طويل لكني سأحاول التبسيط وطرح الزبدة! ذراعاه الأساسيان هما الجهاز العصبي الودي (sympathetic (symp) والجهاز العصبي السمبتاوي( parasympathetic (parasymp.

4. جهاز symp مسؤول عن تنشيط الجسم وتجهيزه لردات فعل الهرب أو المقاومة، fight or flight وذلك بإفراز موصلات عصبية في الدم، كالأدرينالين والنورأدرينالين،والتي بدورها تضع الجسم في حالة تأهب واستعداد، وذلك بزيادة سرعة نبض القلب لتزويد الأطراف بكمية أكبر من الدم، لتجهيزها للهرب او القتال.

5. وهذا رد فعل غريزي تطوري، لايفرق الدماغ بين المؤثرات الخارجية، بمعنى أن كل الأسباب الخارجيه (قتال،خوف،دَين،فشل،ألم،حماسة شديدة….) تُترْجم من قبل الدماغ بنفس ردة الفعل وهي اهرب او قاتل! بكل ردات الفعل الوظيفية الجسدية.

6. الجهاز المعاكس parasymp مسؤول عن الاسترخاء، والعمليات الحيوية التي لا تتم تحت الظروف الوظيفية للخوف، كالهضم والدفاع المناعي والتمثيل الغذائي والكثير من عمليات التجديد والتشافي.

7.هناك نقطة مفصلية مهمة جدا :

بما أن الجسم يحتوي على حجم مقيد من الدم، ما يعادل 8٪ من وزن الإنسان، أي بحدود 4 إلى 6 لتر، فإن الدم الذي يتدفق بكمية كبيرة إلى الأطراف لابد من أن يأتي من مكان ما في الجسم: من الأعضاء والاحشاء الداخلية.

8. وهذا ما يعطل جميع عمليات التشافي وإعادة البناء في الجسم بشكل مخيف، ويضعف الجهاز المناعي بقوة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض الحادة كالأوبئة، أو الأمراض المزمنه كأمراض المناعة الذاتية، الالتهابات المزمنة،اضطرابات الخوف والقلق، وصولا إلى السرطان.

9. لا يمكن أن يتشافى الجسم مادمت في حالة اضطراب نفسي وخوف وقلق!

لايمكن أن يتشافى الجسم طالما يعمل في وضعية الجهاز العصبي الودي sympathetic !

جهاز المناعة يعمل لصالحنا !

فقط تحت وضعية الجهاز العصبي السمبتاوي parasympathetic!

10. إذن،فالصحة والمناعة مرتبطتان بصورة مباشرة بالحالة النفسية! فكلما زاد الخوف،أياً كان نوعه ومصدره،وكلما زاد القلق وزادت الاضطرابات النفسية، كلما كان الجسم أكثر عرضة للإصابة بالامراض! وكلما زاد وقوي الحب والطمأنينة، كلما قوي الجسم وتعافى

11. فعل وضعية ال parasymp :

بتعلم تقنيات التنفس الصحيحة!

ممارسة الرياضة!

التأمل!

المرح !

اللعب!

التواجد والحضور!

الخيال الإيجابي البناء !

استشعار الحب المطلق وغيرها مما يزيد المتعة ويجلب السكينة إلى حياتك!

——————————————–

منذ توجهت إلى الطب التكاملي الذي يعتمد أيضا وبقوه على الصحه النفسيه، زاد اهتمامي بهذا الموضوع. خبرتي اليوميه خاصه مع مرضى السرطان تعطيني الحق وتؤكد انه في الغالب لا يمكن علاج السرطان دون الالتفات المحترف للجانب النفسي فهو إن لم يزد اهميه فهو قطعا لن يقل عن اهميه الجانب الجسدي.

في إحدى تغريداته أشار أستاذي صلاح صالح الراشد إلى اهميه الطب النفسي في منظومه علاج السرطان.و هُوجِم وقتها ونُفي عنه الاختصاص، علما بأن احد تخصصاته هو علم النفس. كطبيب اعمل في علاج السرطان التكاملي اتفق معه 100%.

من الأطباء الذين اهتموا بهذا المبحث الطبيب الألماني رايك جيرد هامر والذي أسس في العام 1981 مدرسته المثيره للجدل German New Medicine (GNM) والتي تعتمد على التفسير النفسي العميق للأمراض العضويه، إذ تفترض وجود صراع نفسي عميق أدى إلى ظهور العرض العضوي.

ولأننا في مركزنا Holisticer واطباء "خارج الصندوق” نلجأ في معظم الحالات لمراجع دكتور هامر. ليست بالمفاجأه الكبيره عندما نثبت صحه "ادعاءاته” في جُلّ الحالات!

سأسرد فيما يلي فقط 3 أمثله لحالات تعاملت معها خلال الأسبوعين الماضيين تدعم هذا ال "الإدعاء” :

طفله أصيبت بالبهاق Vitiligo. حسب GNM هناك صراع نفسي ناتج عن فقد مفاجئ لشخص قريب أُسْتُشعِر بأنه قوي جداً. التاريخ المرضي بين ان الأعراض بدأت مباشره بعد فقدانها لأمها!

مريض بسرطان قاع اللسان. حسب GNM هناك صراع يشعر فيه المريض بأنه غير مفهوم او غير مسموع أو أنه لا يقدر على البوح بما يشعر. مما يضطر الجسم لإنتاج خلايا اكثر في اللسان ليتمكن من "إسماع صوته”. التاريخ المرضي بين تعرض المريض في طفولته لإضطهاد كان يبكي وقتها بأعلى صوت حتى الانهاك!

مريضه بسرطان المثانه. حسب GNM فإن المرض قد تطور بعد مرور المريض ب life event له علاقه بالماء. اخبرتنا المريضه أن المرض أكتشف بعد تعرض منزلها لخراب كبير أثر فيضانات!

اخيرا في اعتقادي ومن خبرتي، لا يمكننا التعامل المعزول مع السرطان دون أن نحل هذه التراكمات العميقه والمشاكل النفسيه (مكرر للأهميه). أي حل دون ذلك وإن نتج عنه تحسن سيكون مؤقتاً وفي الغالب سيعاود المرض الظهور بعد حين من جديد وقد يكون أكثر تطورا!

معظم حالات السرطان التي نتعامل معها في المركز هي سرطان الثدي. جميعها وبدون استثناء حتى الآن، نتجت عن أسباب وصراعات نفسيه، بحسب GNM.
هذا المقال منقول من موقع العالم الأكبر

جهود أروع
ننتظر مزيدكم
جزاكم الله خيرا

مزيدا من البذل والعطاء
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خير الجزاء
تحياتي وتقديري للجميع
دمتم بألف خير