كيكي سيتين.. فرصة جديدة لإعادة "تيكي تاكا" يوهان كرويف

أنهى برشلونة عقد المدرب إرنستو فالفيردي بعد عامين ونصف في تدريب الفريق الكتالوني مستبدلًا إياه بالتعاقد مع كيكي سيتين.

ورغم أنَّ اختيار سيتين، كان مفاجأة للمتابعين، إلا أنَّه بالنظر للأسلوب الذي يتبعه فإنه يبدو متماشيًا مع الطريقة التي يفضلها النادي الكتالوني.

فالمدرب الجديد لبرشلونة، صاحب الـ61 عامًا، يشتهر بأسلوبه الذي يُركِّز على الاستحواذ على الكرة في المقام الأول.

واتباعًا لمسيرته سيسعى سيتين، للاستمرار في تطبيق المبادئ التي غرسها في الكامب نو، اللاعب الأسطوري السابق مع البلوجرانا يوهان كرويف.

ورغم عدم لعبه في صفوف البارسا أبدًا عندما كان لاعبًا، لا يُخفي سيتين بأنَّ كرويف، ترك أكبر تأثيرٍ على فلسفته الشخصية للتدريب.

وقد واجه سيتين، الذي ولد في سانتاندير بالساحل الشمالي لإسبانيا، فريق برشلونة تحت إشراف كرويف خلال مشاركاته التي بلغ عددها 200 في الليجا كلاعب وسط ميدان لراسينج سانتاندير، وأتلتيكو مدريد، ولوجرونيس، كما أنه ساعد الراسينج على هزيمة الفريق الكتالوني في موسم "1994-1995" بالنتيجة التاريخية (5-0).

ويعود سيتين، للقمة كمدربٍ خلال مسيرةٍ بدأت بتدريبه لراسينج سانتاندير لموسمٍ واحد، والتي تقلّد خلالها أيضًا منصب مدرب منتخب غينيا الإستوائية.

وقد تطورت أساليبه خاصة خلال 6 سنواتٍ أشرف فيها على تدريب فريق لوجو، والذي صعد به لبطولة الليجا سمارت بانك لأول مرةٍ في تاريخ هذا النادي الجاليسي الصغير.

وانتقل بعدها للاس بالماس، حيث لفت سيتين الانتباه بفلسفته الساحرة للتمريرات، ونال الفريق إعجاب الكثيرين بسبب شجاعته في لعب الكرة انطلاقًا من الخلف نحو وسط الميدان، وتجنب الهبوط الذي كان شبه حتمي.

وفي صيف عام 2017، انتقل سيتين إلى ريال بيتيس، وقاده لاحتلال المرتبة السادسة في جدول الترتيب والتأهل لمنافسات الدوري الأوروبي في أول موسمٍ له كمدرب للفريق الأندلسي.

وخلال هذه الفترة، قاد بيتيس لانتصار مثير على برشلونة في الكامب نو كامب في نوفمبر/تشرين ثان 2018 (4-3)، والتي كانت الهزيمة الوحيدة لفالفيردي على ملعبه كمدرب للفريق الكتالوني، خلال موسمين ونصف.

ويعرف أنصار البارسا الذين يهتمون بإحصائيات الاستحواذ على الكرة، بأنَّ نسبة 82.2% التي سجلها بيتيس خلال فوزه على ليجانيس في أكتوبر/تشرين أول 2018، هي أعلى نسبةٍ للاستحواذ في منافسات الليجا بآخر 6 سنوات.

وحقق ريال بيتيس، في السنة الماضية، فوزًا ثانيًا بملعب سانتياجو برنابيو على ريال مدريد للموسم الثاني على التوالي، ما جعل سيتين المدرب الوحيد الذي فاز في ملعب الملكي، وبرشلونة في المواسم العشر الأخيرة.

ومع ذلك، تمَّ اتخاذ قرار انفصال سيتين، عن بيتيس في نهاية الموسم.

وقال عند مغادرته: "لقد اكتسب الفريق هويةً متميزة، وهذا أمر جد مهم يتجاوز مجرد الهزيمة أو الفوز".

ووقّع سيتين عقدًا مع برشلونة حتى يونيو/حزيران 2022، وستكون أول مباراةٍ له في الليجا على ملعب الكامب نو، يوم الأحد ضد غرناطة.

وستتعاقب الاختبارات بعد ذلك بشكلٍ سريع؛ حيث سيرحل الفريق لمواجهة فالنسيا، وريال مدريد، خلال الأسابيع المقبلة.

ولم تكن تغييرات المدربين في منتصف الموسم أبدًا سهلة، لكن هناك أمر واضح، وهو أن أسلوب سيتين في اللعب ينسجم تمامًا مع الفلسفة الكروية السائدة في الكامب نو، طيلة عقود، وهو ما سيساعد كثيرًا هذا المدرب.