المركز الإسلامي في ميانمار: التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

المركز الإسلامي في ميانمار: التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا

مُساهمة من طرف Nabil LacRiM الجمعة يناير 10, 2020 10:15 pm


مدير المركز الإسلامي في ميانمار
التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا
وكالة أنباء الروهنجيا - (الشرق الأوسط)

مينا العريبي: الحاج يو إي لوين أوضح لـ «الشرق الأوسط» أن ثلثي مسلمي البلاد لا يحملون أوراقا ثبوتية..

خلال العام الماضي سلطت الأضواء على الأقلية المسلمة في ميانمار بعد هجمات عدة على مساجد ومنازل للمسلمين من أقلية الروهينغيا وغيرهم من المسلمين في البلاد. ومع الاهتمام العالمي بعملية الانتقال السياسي في البلاد وتوقعات بمسار جاد من الانفتاح نحو الغرب، تثار تساؤلات حول ما إذا كان المسلمون غير مشمولين في هذه العملية. إلا أن مدير المركز الإسلامي في ميانمار، الحاج يو إي لوين، أكد في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن المسلمين جزء أساسي من عملية الإصلاح السياسي في البلاد وعليهم عدم التخلي عن مكانهم فيها، رغم الضغوط من أجل اعتبارهم «مهاجرين غير شرعيين» من قبل بعض المتطرفين.

والحاج يو إي لوين اختار أن يضع اسم «الحاج» أمام اسمه البورمي من أجل التمسك بهويته المسلمة وترسيخ وجوده في دوائر حكومية وفكرية في البلاد، وهو من أبرز الشخصيات المسلمة في ميانمار، وينحدر من عائلة مثقفة في البلاد، جده جاء من الهند مع البريطانيين، وجدته من عائلة أصلها من ميانمار. والتقت «الشرق الأوسط» بمدير المركز الإسلامي في يانغون حيث يوجد أكثر من 200 مسجد، ويعمل المسلمون في مجالات عدة رغم منعهم من المناصب الحساسة في البلاد، من بين ذلك منعهم من الانخراط في القوات المسلحة.

وتحدث الحاج يو إي لوين عن المصاعب التي تواجه المسلمين هناك، من بينها المخاوف من إمكانية تطبيق «قانون 1982 للمواطنة» الذي ينص على وضع حد لعدد الأطفال المسموح به لكل عائلة مسلمة، وهو طفلان فقط لكل عائلة. لكن في الوقت نفسه، يؤكد الحاج يو إي لوين على ضرورة التواصل مع القيادات الإصلاحية في البلاد وعلى رأسهم الرئيس تين سين، الذي يعتبره «صادقا» في نيته لإصلاح البلاد وإنهاء النزاعات الطائفية والإثنية فيها. وفي ما يلي نص الحوار:

زادت الهجمات على المسلمين خلال الأشهر الماضية، هل هذه ظاهرة جديدة.. وهل المسار الديمقراطي الذي أعلنت عنه الحكومة لا يشمل المسلمين في البلاد؟

الحاج يو إي لوين: هذا ليس أمرا جديدا، بل مواصلة استراتيجية قديمة يعتمدها هؤلاء، إنهم يستخدمون الدين كسلاح سياسي.

عندما تقول هؤلاء، هل تقصد الطبقة الحاكمة والجنرالات في البلاد؟

الحاج يو إي لوين: لا لا، البعض في الطبقة الحاكمة ولكن ليس كلهم. إنني أثق في الرئيس تين سين، وأثق في زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي. إنهما صادقان في مساعيهما لجلب الاستقرار، حتى رئيس البرلمان شوي مان إنني أثق به أيضا. الرئيس ورئيس البرلمان كانا جنرالين في الجيش لكنهما تغيرا، وهما صادقان في مساعيهما للتغيير في البلاد. ما يحدث في بلدنا هو مواصلة الأساليب القديمة التي يتبعها من يريد العودة إلى حكم العسكر القديم المبني على الحكم الشمولي والمركزي. هذا التفكير يخلط التعصب الوطني مع الميول الدينية، فهم يستخدمون الدين لكسب عقول أغلبية البوذيين وقلوبهم، فهم الأغلبية في ميانمار لأنهم متدينون، فقد لا يكونون بوذيين ملتزمين بحذافير الدين إلا أن لديهم تمسك كبير بالدين. وهناك أقطاب في الطبقة الحاكمة يريدون إظهار أنفسهم أبطالا للبوذيين ويحاولون إظهار الإسلام على أنه حجر عثرة أمام معتقداتهم. وهم يحورون الدين ويقولون إن انتشار الدين الإسلامي وراء تراجع البوذية في الهند الكبرى، أي باكستان وأفغانستان، حيث كانت البوذية منتشرة تاريخيا، وتراجعت بسبب انتشار الإسلام. وهذه هي الصورة التي يريدون ترويجها عن ميانمار على الرغم من أنهم يعرفون أن ذلك ليس حقيقيا، لأن الذين يدرسون التاريخ سيعلمون أن الادعاءات ضد المسلمين كلها خاطئة. ومع ذلك، ما زالوا يحاولون كسب تأييد الأغلبية ويريدون ربط القضية بالوطنية.

لكن كيف يتماشى ذلك مع جهود الإصلاح السياسي في البلاد؟

الحاج يو إي لوين: بعد الثورات العربية خاصة ما حدث مع (الرئيس المصري الأسبق حسني) مبارك ورؤيته أمام المحكمة، هناك أطراف (من السلطة الحاكمة) يتصورون أن أعمالهم السابقة قد تنكشف وقد يتورطون. لذلك، يريدون زعزعة الاستقرار ومنع عملية الإصلاح. ونحن المسلمون أهداف ضعيفة وفريسة سهلة فيستخدموننا ككبش فداء. وهذه الهجمات كلها مدروسة مسبقا ومخطط لها، وليست هجمات مفاجئة بين فئتين من الشعب لأننا عشنا في سلام وانسجام لأكثر من ألف عام.

من يقوم بهذه الهجمات ضد المسلمين؟

الحاج يو إي لوين: لديهم مجموعة منظمة جدا أطلق عليها مسمى التحالف غير المقدس، تخطط لهذه الهجمات، ولديها سلسلة متدرجة من القيادة المنظمة والواضحة وفيها مراحل محددة ذات أهداف محددة. إنها ليست هجمات تلقائية. بعض عناصر المجموعة من الطبقة الحاكمة في البلاد من المستفيدين ماليا من النظام، وبعضهم عملاء أجانب، وكلهم من الذين يرغبون في تأجيج هذه الإشكالية.

أليس للوضع الاقتصادي دور هنا، خاصة أن ولاية راكين هي ثاني أفقر ولاية في البلاد؟

الحاج يو إي لوين: بالطبع، المستفيدون ماليا من بين العسكر من جهة. ومن جهة أخرى، الفقر يشكل حافزا لتأجيج المشاعر. وسكان ولاية راكين عشائريون ومتعصبون لمجموعتهم وعاطفيون أيضا، ولهذا فإن هذه المنطقة مثالية لإطلاق شرارة هذا الانفجار (السياسي).

يشهد المسلمون نوعين من الاستهداف (في ولاية راكين وخارجها)، فالهجمات ليست محصورة في ولاية راكين.. هل تختلف طبيعة الهجمات حسب موقعها؟

الحاج يو إي لوين: إنهم يسيئون إلى المسلمين، إذا كانوا من ولاية راكين أو منطقة أخرى، لكن نقطة الضعف هي في ولاية راكين. ورد فعل العالم السريع الرافض لهذه الأحداث جعلهم يشعرون بالضغط الشديد عليهم، وهذا أمر أثر على التطورات هناك.

ما عدد المسلمين غير المسجلين رسميا كمواطنين في ميانمار اليوم؟

الحاج يو إي لوين: نحو 60 إلى 70 في المائة من المسلمين في ميانمار لا يحملون بطاقات هوية رسمية. أنا أحمل هوية رسمية، وقد صارعت من اجلها، وابني وابنتي أيضا مسجلان ولديهما بطاقة هوية رسمية.

كيف استطعت الحصول عليها، ولماذا لا يمكن لغيرك أن يحصل عليها؟

الحاج يو إي لوين: العملية ليست سهلة، عملت كثيرا من أجلها. أبرزت شجرة العائلة وأثبت أننا نعيش هنا منذ أكثر من قرن، وأظهرت شجرة العائلة وتثبيت من فيها يدل على ذلك. ولدي بطاقات هوية تعود لأجدادي. كما أنني متعلم ويمكنني محاججتهم والمكافحة من أجل الحصول على حقوقي. التعليم يساعد كثيرا، البعض لا يعلم حقوقه، وآخرون ولدوا في قرى فقيرة وليست لديهم شهادات ميلاد أو أوراق موثقة، لذلك الأمر صعب لهم.

* من بين الـ60 إلى 70 في المائة الذين تشير إليهم من المسلمين غير الحاملين بطاقات هوية وطنية وليست لديهم أوراق رسمية، أليس عدد منهم من المهاجرين من دول أخرى؟

الحاج يو إي لوين: لا لا.. لن أنفي وجود بعض المهاجرين غير الشرعيين، فهذا أمر واقع، إذ لدينا حدود طويلة في هذه المنطقة. ولكن من سيريد البقاء في بلدنا؟! فالناس تهاجر من هنا بحثا عن حياة أفضل. البعض يأتي هنا كنقطة انتقال إلى دولة ثالثة مثل ماليزيا وأستراليا والولايات المتحدة. لكنهم لن يبقوا هنا إذا لم يكونوا من البلاد. من يريد البقاء هنا وهم يعاملون معاملة أسوأ من معاملة الحيوانات؟ البعض قد يقول إن الأرض خصبة، وهنا توجد فرص جيدة، إلا أنهم يعاملون بسوء شديد لذا لن يبقوا هنا.

لننتقل إلى الأقليات الأخرى، ما نسبة الأقليات في ميانمار والذين لا ينتمون إلى إثنية البامار.. وكيف وضعهم في البلاد؟

الحاج يو إي لوين: مجموعة البامار، وهي تمثل عرقا إثنيا، تشكل أغلبية بين غيرها من أعراق وإثنيات في البلاد، ولكن إذا جمعنا كل الإثنيات الأخرى المختلفة لن تكون الأغلبية الساحقة، بل لن يكون الفرق كبيرا.

أي 60 في المائة من الشعب من البامار و40 في المائة من الأقليات الأخرى؟

الحاج يو إي لوين: 60 - 40 في المائة، نعم هذا تقسيم منطقي، يمكن قول ذلك. لكن أسلوبهم في التعامل مع إثنيات أخرى غير إيحابي.. مثلا هناك تصورات سلبية تجاه الراكين، الذين يعانون من العنصرية، وهم بدورهم يضطهدون المسلمين ويعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين. إنها مشاكل سلبية متعددة.

وماذا عن المسلمين أنفسهم، هناك من ينتقد المسلمين ويعتبرهم غير مرتبطين بالبلاد. هل هناك أطراف أساءت لسمعة المسلمين؟

الحاج يو إي لوين: نعم نعم، علي الاعتراف بذلك. هناك خلفية لذلك، فبعد أن استولى البريطانيون على بلادنا عقب الحروب الإنجليزية - البورمية الثلاث، أصبحنا جزءا من الإمبراطورية الهندية، ولذلك دخل الكثير من الهنود إلى البلاد، بمن فيهم جدي. ودخل الكثير من الهنود، من المسلمين والمسيحيين والهندوس وغيرهم، وأقاموا هنا، وبعد الاستقلال بقي أولادهم وأحفادهم في ميانمار، ولكن لا يريدون قطع علاقاتهم مع بلد أجدادهم. النقطة الأخرى هي أن غالبية الأئمة في البلاد تم تدريبهم في الهند، والكثير منهم ولاؤهم إلى المدارس الفكرية هناك. وهناك مجموعة من المسلمين الذين يعتبرون أنهم يسكنون في بلد «أجنبي» كضيوف وغير تابعين لهذا الوطن. وهذا شعور بين أقلية وعادة من غير المتعلمين.

هل هناك حقا عنصرية ضد المسلمين في هذا البلد؟

الحاج يو إي لوين: بالطبع، والدلائل كثيرة. فعلى سبيل المثال، لن تجدين مسلما واحدا في أكاديمية الشرطة أو الجيش.

إذن لا يسمح للمسلمين بالانضمام للقوات العسكرية؟

الحاج يو إي لوين: لا، على الإطلاق.

ماذا عن الأقليات الأخرى مثل المسيحيين، هل تعاني من ذلك أيضا؟

الحاج يو إي لوين: يسمح لهم إلى رتبة معينة، مثل رائد، لا يصلون حتى إلى مرتبة العقيد أو أرفع. بعد ذلك يحالون إلى التقاعد أو إلى منصب مدني.

ألا توجد تحالفات بين الأقليات، خاصة أنهم يعانون من مشاكل متشابهة؟

الحاج يو إي لوين: لم يحدث ذلك حتى الآن، لا توجد خلافات بينهم، ولكن يبقون بعيدين عن بعضهم بعضا. لكن الآن هناك شعور متنام بالحاجة إلى التحالف، وهناك بعض الاجتماعات واللقاءات المتبادلة. هناك مجموعات للحوار بين الأديان والأقليات الإثنية أيضا لبدء مثل هذا الحوار. لكن هناك نقطة مهمة أريد إثارتها هنا، نحن كمسلمين يجب ألا نعتبر أنفسنا مجموعة إثنية مختلفة، ولا أن نقبل الإشارة إلينا هكذا، لكن هناك من المسلمين من يفضل أن نعتبر كمجموعة إثنية بناء على الدين، وأن نعامل كمجموعة مستقلة. هناك تسمية في لغتنا وهي «بيتي» وتشير إلى المسلمين من عصر «الباغان» في ميانمار الذي يعود إلى القرن الحادي عشر، فتوجد نقوش على أحجار أثرية تحمل هذه التسمية، مما يظهر وجود المسلمين في البلاد منذ قرون. ولكني أعارض استخدام هذه التسمية للإشارة إلى المسلمين.

لماذا تعارض هذه التسمية إذا كانت جزءا من التركيبة السكانية منذ قرون؟

الحاج يو إي لوين: لأن علينا أن نكون صادقين، أنا شخصيا نتيجة خليط من الأعراق، لكنني أنتمي إلى هذه الدولة وولائي لها، وقراري أن أبقى هنا، وقد انسجمت في المجتمع بغض النظر عن أصلي، ويجب ألا أحاول إخفاءه.

لنتحدث عن قانون الطفلين.. هل حقا يطبق؟

الحاج يو إي لوين: السلطات أخذت تتراجع الآن، ويقولون إنهم لن يطبقوه.

لكن هذا قانون قديم، هل تم تطبيقه في السابق؟

الحاج يو إي لوين: نعم، بالطبع حدث ذلك في بعض المناطق، لكن الغالبية من الروهينغيا لم تتعاون معهم، فكيف يمكن فرض القانون عليهم الآن؟ في زمن الحكم العسكري كانت هناك حملة لاستخدام حقن فيها دواء منع الحمل بحجة أنها تلقيحات، ولكن بعد اكتشاف حقيقة طبيعتها بدأت النساء من الروهينغيا يرفضن قبول مثل تلك التلقيحات. واليوم وكالات الأمم المتحدة هي التي تقوم بحملات التلقيحات بسبب انعدام الثقة في السلطات.

ماذا يمكن أن تقوم به الدول الأخرى لدعم المسلمين، خاصة أن منظمة التعاون الإسلامي أثارت هذه القضية مرات عدة وأرادت معالجة القضية في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؟

الحاج يو إي لوين: نحن نعاني من الاضطهاد، هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينفيها. ونحن بحاجة إلى الدعم والمساعدة. ما نوع الدعم الذي نحتاجه؟ هناك جزء كبير من المجتمع في ميانمار يؤمن بضرورة وقف اضطهاد المسلمين لأنه يسيء إلى سمعة ميانمار كدولة والبوذية كديانة. لذلك، علينا أن نقوي هؤلاء، بدلا من دعم المسلمين فقط. يجب مساعدة هؤلاء الحضاريين الذين يشعرون بأن هذه المعاملة السيئة تضر ببلدنا. يجب إعطاؤهم مجال لإسماع صوتهم.

مثل من؟

الحاج يو إي لوين: مثل الرئيس تين سين وأونغ سان سو تشي ورئيس البرلمان ورفاقهم. على سبيل المثال، أعلن أمين عام حزب «الرابطة الوطنية للديمقراطية» (الذي تترأسه أونغ سان سو تشي) أنه يجب تعديل قانون 1982 للمواطنة، وانتقد محاولة طرد المسلمين من البلاد.

لكن هناك انتقادا من بعض الأطراف لأونغ سان سو تشي بأنها لم تقم بدعم المسلمين ورفضها الحديث علنا ضد اضطهادهم..

الحاج يو إي لوين: لقد قالت أكثر من الكافي في رأيي، فهي سياسية وليست أيقونة دولية. إنها سياسية والدفاع عن المسلمين في ميانمار الآن يعتبر انتحارا سياسيا، ورغم ذلك دافعت بطريقتها عنهم. ولقد قالت علنا إنها لا تتفق مع قانون 1982.

يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم شخصيات مثل هذه، ولكن هل هناك خطوات أخرى يمكن اتخاذها؟

الحاج يو إي لوين: يمكن الدعم من خلال تثقيف الناس حول السلم واستضافة منتديات للحوار بين أتباع الأديان المختلفة. يمكن دعوة الرهبان البوذيين إلى الدول الإسلامية ليتعرفوا على مبادئنا ومجتمعاتنا وطريقة حياة المسلمين، هناك الصالح والسيئ في كل مجتمع، وعلينا دعم الصالحين. ويمكن أن نقلل من سوء التفاهم بهذه الطريقة. إعطاء الدعم المالي للمسلمين فقط يؤدي إلى سوء التفاهم، من يريد إعطاء المساعدات المالية يجب أن يعطيها إلى المجتمع ككل، لأن الضحايا بغض النظر عن خلفيتهم يحتاجون إلى الدعم، لذلك يجب مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية بطريقة حيادية.

هناك دول في العالم الإسلامي لا ترغب في التواصل مع الرئيس البورمي بسبب ما يعانيه المسلمون، هل تتوقع أنه من الأفضل التواصل معه؟

الحاج يو إي لوين: نعم، لأنه من الضروري كسب قلوب الناس وعقولها. يجب التواصل مع قيادات البلاد لمنع اضطهاد المسلمين، وعلينا إعطاؤهم القوة والدعم لمساعدتهم على حسم الصراع الداخلي في اختيار طبيعة مستقبل البلاد وطبيعتها. إنني أدعم رفع العقوبات ودخول الشركات العالمية والاستثمارات الدولية، كل هذه أمور إيجابية، لأنه إذا كان البلد غير مستقر ويشهد اضطهاد أي مجموعة، فستنتهي هذه الخطوات الإيجابية. لذلك علينا السعي ليفهموا هذا السيناريو بوضوح.

هل توجد عناصر متطرفة بين المسلمين في ميانمار؟

الحاج يو إي لوين: بالطبع، وإنني أخشى من تنامي هذه الظاهرة بسبب الظروف الحالية. في السابق، كنت أقول لأننا مواطنون في هذا البلد وثقافتنا بورمية والإسلام دين التسامح، لا توجد أرضية هنا لأي إرهابي. ولكني الآن أشعر بصعوبة في قول ذلك لشبابنا، لأننا نشعر بأننا محشورون ولا توجد خيارات أفضل عندنا. لا أعلم كيف أجيبهم عندما يقولون بأنهم يشعرون بالإساءة، وعلينا مساعدتهم كي لا ينخرطوا في مجموعات متشددة بدأت تظهر بوادرها الآن. شباب يقولون علينا أن ندافع عن أنفسنا، لماذا نجلس ونراهم يحرقون مساجدنا؟ وهذا ما نسمعه بشكل متصاعد وعلينا أن نعالج شعورهم هذا.

ماذا يمكن فعله في هذه الظروف؟

الحاج يو إي لوين: علينا أن نظهر أن أغلبية مواطني بورما لا يتفقون مع هذه التصرفات ضد المسلمين. إنني ألاقي صعوبة في ذلك، لكن علينا أن نعمل في هذا الاتجاه.

كم مسجدا يوجد في بورما؟

الحاج يو إي لوين: الحمد لله، في يانغون فقط لدينا أكثر من 200 مسجد. في كل قرية في كل بلدة هناك مسجد على الأقل. ولذلك هناك متطرفون من البوذيين الذين يقولون إن عدد المساجد الآن ينافس عدد معابد البوذيين في البلاد، ويطالبون بهدم بعضها.

هل تشعر بالخوف على حياتك شخصيا في ظل الظروف الحالية؟

الحاج يو إي لوين: لا، أبدا. إنني مسلم ومؤمن بالله تعالى وهو يعلم ما يحدث. كمؤمن، لا أشعر بالخوف، وأطفالي سيبقون في هذا البلد. نحن نعمل بجهد للبقاء هنا وفي النهاية سننتصر.

هل هناك سبب للتفاؤل في هذه المرحلة للمسلمين في ميانمار؟

الحاج يو إي لوين: البعض يسألني هل الأمور تسوء، وأجيب بأننا نتوقع المزيد من الحوادث ضدنا ولكن ستنتهي (الهجمات) بعد فترة. علينا العمل بشكل خاص في تثقيف الناس على المستوى الشعبي وبشكل واسع، بدلا من التركيز على النقاش بين المثقفين فقط.

ميانمار أم بورما.. ماذا تسمي بلدك؟

الحاج يو إي لوين: في الوقت الحالي، بورما، لأن تغيير الاسم جاء بناء على طلب الناس للتغيير، وكل ما قامت به السلطات حينها هو تغيير الاسم وهذا أمر أرفضه. ومن اللافت أن اسم ميانمار تاريخيا هو الأصح، ولكن تم تسييس الاسم وإساءة استخدامه، ويجب استخدام بورما على الرغم من أنه اسم وضعه البريطانيون عندما استعمروا البلاد. ويجب أن أكون أول من يعارض تسمية بورما، ولكن التغيير لا يحمل أي مصداقية لذلك لا يمكن قبوله في الوقت الراهن.

Nabil LacRiM
Nabil LacRiM
مراقب الكمبيوتر والانترنت

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 2639
نقاط التميز : 4581
الجنس : ذكر
العمر : 28
الأبراج : الدلو

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: المركز الإسلامي في ميانمار: التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا

مُساهمة من طرف MarYam الأحد يناير 12, 2020 1:42 am


لك كل الشكر والتقدير على مجهودك الرائع والمميز
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
نتمنى لك كل التوفيق والاستمرار والاستفادة

MarYam
MarYam
عضو ستارديس

تاريخ التسجيل : 29/08/2018
المساهمات : 1419
نقاط التميز : 2107
الجنس : انثى
العمر : 36
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: المركز الإسلامي في ميانمار: التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا

مُساهمة من طرف سمآهر الإثنين يناير 13, 2020 2:10 am


يعطيك العافيه على هذا الابداع


سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز

سمآهر
سمآهر
عضو جديد

تاريخ التسجيل : 12/01/2020
المساهمات : 246
نقاط التميز : 246
الجنس : انثى
العمر : 26
الأبراج : القوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رد: المركز الإسلامي في ميانمار: التواصل والضغط الدوليان ضروريان لحمايتنا

مُساهمة من طرف New Post الإثنين يناير 13, 2020 6:28 am


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
وجـزآكــ الله خـيرا عـلى الطـرح المـفـيـد والنافع والـقـيــم
بَارَك الْلَّه فِيْك

New Post
New Post
مديرة ستار ديس

تاريخ التسجيل : 24/08/2018
المساهمات : 4133
نقاط التميز : 6472
الجنس : انثى
العمر : 24
الأبراج : الميزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع

لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان

سجل معنا الان

انضم الينا جروب تاج فعملية التسجيل سهله جدا ؟


تسجيل عضوية جديدة

سجل دخولك

لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .


سجل دخولك

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى