ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟ :
أيها الأخوة, لا زلنا في رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم, وننتقل اليوم إلى باب: علامات حب الله تعالى للعبد, وعلامات حب العبد لله تعالى.
والدعوى سهلة, كلٌّ يدعي أنه يحب الله, ولو سألت أي مسلم على وجه الأرض, لما تردد ثانية في أن يقول لك: إنني أحب الله:
كل يدعــــي وصلاً بليلى وليلى لا تـــقر لهم بذاك
العبرة: أن تأتي بالدليل.
لو أن إنساناً قال لك: أنا أحب الله, وأطاع مخلوقاً, وعصى ربه, فهو كاذب قولاً واحداً, لو أحبه لأطاعه:
تعصي الإله وأنت تظهر حب ه ذاك لعمري في القياس شنيع
لو كان حبـك صادقاً لأطعته إن المــحب لمن يحب مطيع
فكل أخ كريم, حدثته نفسه أنه يحب الله, فليقل لها: أين الدليل؟ أقوى دليل جاء به القرآن: اتباع سنة النبي. قال تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾
[سورة آل عمران الآية:31]
فعلامة محبة الله جل جلاله: اتباع سنة نبيه.
من إشارات القرآن الكريم:
ويوجد في القرآن الكريم إشارات رائعة جداً. فالله عز وجل يقول:
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
[سورة القصص الآية:50]
قال علماء التفسير: استجابة الإنسان لرسول الله, هي عين استجابته لله.
فمن استجاب لسنة النبي, فهو قطعاً استجاب لله عز وجل, والدليل: هذه الآية:
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
[سورة القصص الآية:50]
وفي آية ثانية:
﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾
[سورة النساء الآية:80]
وفي آية ثالثة:
﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾
[سورة التوبة الآية:62]
بضمير المفرد, بحسب اللغة: أحق أن يرضوهما. جاء في الآية:
﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾
[سورة التوبة الآية:62]
بضمير المفرد. فقال العلماء: إرضاء رسول الله عين إرضاء الله, وإرضاء الله عين إرضاء رسول الله.
قف هنا :
قال بعض الشعراء عن هؤلاء المنافقين. قال:
خاضوا بحار الهوى –دعوى- وما ابتلوا
يعني: خاض ولم يصبه البلل, فهو كاذب, علامة الحب: اتباع النبي.
الآن إنسان قال: الله أكبر, قالها ألف مرة, وعصى خالقه, وأطاع مخلوقاً, الجواب: ما قالها ولا مرة, ولو رددها بلسانه ألف مرة, ماذا رأى؟ رأى طاعة هذا المخلوق, أهم عنده من طاعة الله, فأطاع مخلوقاً, وعصى خالقاً.
إنسان غش المسلمين في بيعهم, يعني سلك طريق في غش, وحقق أرباحاً طائلة, هو ماذا رأى؟ رأى هذا المال الذي حصله من غش المسلمين, أغلى عنده من طاعة الله.
فلو قال: الله أكبر في العيد, وبصوت عال, وغفر الله لمن كبَّر, ورفع صوته, نقول له: ما قلتها ولا مرة, ولا رفعت صوتك بها ألف مرة دجل.
إنسان خضع لرغبة زوجته في شيء محرم, وقال: الله أكبر, نقول له: أنت كاذب, ما قلتها ولا مرة, ولو لفظتها ألف مرة, لأنك رأيت بالواقع: أن إرضاء زوجتك, أغلى عندك من إرضاء الله.
لا تعبأ بأهل الباطل :
فعود نفسك -أيها الأخ-: إذا أنت دعيت دعوى, أن تأتي بالدليل, ما الدليل؟ أنا أحب الله, ما الدليل؟ إذا حظوظي مؤمنة, علاقاتي كلها متينة مع الآخرين, على حساب ديني طبعاً, كل واحد أعطيه جمله, جش نبضه, ما معنى كلامه؟ وأتكلم كلاماً أرضيه, أرضي الجميع, هذا ليس ذكاء؛ المؤمن له خصوم, المؤمن يقول لا بملء فمه, الأنبياء الذين كمالهم فوق التصور. قال:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً﴾
[سورة الأنعام الآية:112]
قضية العداوة, يعني شيء طبيعي جداً؛ في حق, وفي باطل, ومن قديم الزمان, من آدم إلى يوم القيامة: هناك معركة بين الحق والباطل.
فأنت لا تعبأ بأهل الباطل:
﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى﴾
[سورة آل عمران الآية:111]
هل سمعتم بهذا القصر؟ :
الآن: إنسان -بربكم دققوا في هذا المثل ولا تجاملوني- إذا إنسان اتجه نحو الشمس, ونفخ نفخة, يريد أن يطفئها, أين مكانه الصحيح هذا؟ بالقصور, اتجه نحو الشمس, وجمع نفس عميق, ونفخ على الشمس من أجل أن يطفئها, هذا يريد قصر مجنون. الله عز وجل قال:
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾
[سورة الصف الآية:8]
ليس ضوء الشمس, نور الله:
﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
[سورة الصف الآية:8]
دعوة كاذبة :
فالإنسان لما يدعي حب الله عز وجل, ولا يطيع الله, فهو يُدجِّل, ويكذب, ولا يستحي من الله.
((ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلاً, ابن آدم عظ نفسك فإن وعظتها, فأعظ غيرك, وإلا فاستحي مني))
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول؟
إلى متى!؟
فيا خجلي مني إذا هو قال لي أيا عبــــدنا ما قرأت كتابنا؟
أما تستحي منا ويكفيك ما جرى؟ أما تختشي من عتبنا يوم جمعنا؟
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنــــظر ما به جاء وعدنا؟
إلى متى!؟
علامات حب الله تعالى للعبد وعلامات حب العبد لله تعالى
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟ :
أيها الأخوة, لا زلنا في رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم, وننتقل اليوم إلى باب: علامات حب الله تعالى للعبد, وعلامات حب العبد لله تعالى.
والدعوى سهلة, كلٌّ يدعي أنه يحب الله, ولو سألت أي مسلم على وجه الأرض, لما تردد ثانية في أن يقول لك: إنني أحب الله:
كل يدعــــي وصلاً بليلى وليلى لا تـــقر لهم بذاك
العبرة: أن تأتي بالدليل.
لو أن إنساناً قال لك: أنا أحب الله, وأطاع مخلوقاً, وعصى ربه, فهو كاذب قولاً واحداً, لو أحبه لأطاعه:
تعصي الإله وأنت تظهر حب ه ذاك لعمري في القياس شنيع
لو كان حبـك صادقاً لأطعته إن المــحب لمن يحب مطيع
فكل أخ كريم, حدثته نفسه أنه يحب الله, فليقل لها: أين الدليل؟ أقوى دليل جاء به القرآن: اتباع سنة النبي. قال تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾
[سورة آل عمران الآية:31]
فعلامة محبة الله جل جلاله: اتباع سنة نبيه.
من إشارات القرآن الكريم:
ويوجد في القرآن الكريم إشارات رائعة جداً. فالله عز وجل يقول:
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
[سورة القصص الآية:50]
قال علماء التفسير: استجابة الإنسان لرسول الله, هي عين استجابته لله.
فمن استجاب لسنة النبي, فهو قطعاً استجاب لله عز وجل, والدليل: هذه الآية:
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
[سورة القصص الآية:50]
وفي آية ثانية:
﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾
[سورة النساء الآية:80]
وفي آية ثالثة:
﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾
[سورة التوبة الآية:62]
بضمير المفرد, بحسب اللغة: أحق أن يرضوهما. جاء في الآية:
﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾
[سورة التوبة الآية:62]
بضمير المفرد. فقال العلماء: إرضاء رسول الله عين إرضاء الله, وإرضاء الله عين إرضاء رسول الله.
قف هنا :
قال بعض الشعراء عن هؤلاء المنافقين. قال:
خاضوا بحار الهوى –دعوى- وما ابتلوا
يعني: خاض ولم يصبه البلل, فهو كاذب, علامة الحب: اتباع النبي.
الآن إنسان قال: الله أكبر, قالها ألف مرة, وعصى خالقه, وأطاع مخلوقاً, الجواب: ما قالها ولا مرة, ولو رددها بلسانه ألف مرة, ماذا رأى؟ رأى طاعة هذا المخلوق, أهم عنده من طاعة الله, فأطاع مخلوقاً, وعصى خالقاً.
إنسان غش المسلمين في بيعهم, يعني سلك طريق في غش, وحقق أرباحاً طائلة, هو ماذا رأى؟ رأى هذا المال الذي حصله من غش المسلمين, أغلى عنده من طاعة الله.
فلو قال: الله أكبر في العيد, وبصوت عال, وغفر الله لمن كبَّر, ورفع صوته, نقول له: ما قلتها ولا مرة, ولا رفعت صوتك بها ألف مرة دجل.
إنسان خضع لرغبة زوجته في شيء محرم, وقال: الله أكبر, نقول له: أنت كاذب, ما قلتها ولا مرة, ولو لفظتها ألف مرة, لأنك رأيت بالواقع: أن إرضاء زوجتك, أغلى عندك من إرضاء الله.
لا تعبأ بأهل الباطل :
فعود نفسك -أيها الأخ-: إذا أنت دعيت دعوى, أن تأتي بالدليل, ما الدليل؟ أنا أحب الله, ما الدليل؟ إذا حظوظي مؤمنة, علاقاتي كلها متينة مع الآخرين, على حساب ديني طبعاً, كل واحد أعطيه جمله, جش نبضه, ما معنى كلامه؟ وأتكلم كلاماً أرضيه, أرضي الجميع, هذا ليس ذكاء؛ المؤمن له خصوم, المؤمن يقول لا بملء فمه, الأنبياء الذين كمالهم فوق التصور. قال:
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً﴾
[سورة الأنعام الآية:112]
قضية العداوة, يعني شيء طبيعي جداً؛ في حق, وفي باطل, ومن قديم الزمان, من آدم إلى يوم القيامة: هناك معركة بين الحق والباطل.
فأنت لا تعبأ بأهل الباطل:
﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى﴾
[سورة آل عمران الآية:111]
هل سمعتم بهذا القصر؟ :
الآن: إنسان -بربكم دققوا في هذا المثل ولا تجاملوني- إذا إنسان اتجه نحو الشمس, ونفخ نفخة, يريد أن يطفئها, أين مكانه الصحيح هذا؟ بالقصور, اتجه نحو الشمس, وجمع نفس عميق, ونفخ على الشمس من أجل أن يطفئها, هذا يريد قصر مجنون. الله عز وجل قال:
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾
[سورة الصف الآية:8]
ليس ضوء الشمس, نور الله:
﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
[سورة الصف الآية:8]
دعوة كاذبة :
فالإنسان لما يدعي حب الله عز وجل, ولا يطيع الله, فهو يُدجِّل, ويكذب, ولا يستحي من الله.
((ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلاً, ابن آدم عظ نفسك فإن وعظتها, فأعظ غيرك, وإلا فاستحي مني))
إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول؟
إلى متى!؟
فيا خجلي مني إذا هو قال لي أيا عبــــدنا ما قرأت كتابنا؟
أما تستحي منا ويكفيك ما جرى؟ أما تختشي من عتبنا يوم جمعنا؟
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنــــظر ما به جاء وعدنا؟
إلى متى!؟
علامات حب الله تعالى للعبد وعلامات حب العبد لله تعالى
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الإمبراطور- مراقب الرياضة العالمية
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3647نقاط التميز : 8215الجنس :العمر : 31الأبراج :
رد: ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم الايادي على الموضوع الممتاز والرائع
تسلم الايادي على الموضوع الممتاز والرائع
نجمة الكون- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1437نقاط التميز : 2154الجنس :العمر : 30الأبراج :
رد: ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟
شكرا جزيلا على المتابعة
بارك الله فيك
بارك الله فيك
التوقيع
_________________
Derraz Boujemaa- مؤسس ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 20/08/2018المساهمات : 5189نقاط التميز : 9415الجنس :
رد: ما الدليل من القرآن على صدق الرجل في محبته لله؟
كل الشكر لكـِ لهذا الموضوع
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى
الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى
New Post- مديرة ستار ديس
- تاريخ التسجيل : 24/08/2018المساهمات : 4133نقاط التميز : 6472الجنس :العمر : 25الأبراج :
مواضيع مماثلة
» مهام المستخدمة وفق الدليل الاجرائي
» مهام المعلم حسب الدليل الاجرائي
» الدليل الطبي للمريض في شهر الصيام
» متى يعد الدليل أصلا صحيحا للاجتهاد عند الشاطبي؟
» تدبير التعلمات بالأقسام المشتركة: الدليل المنهجي
» مهام المعلم حسب الدليل الاجرائي
» الدليل الطبي للمريض في شهر الصيام
» متى يعد الدليل أصلا صحيحا للاجتهاد عند الشاطبي؟
» تدبير التعلمات بالأقسام المشتركة: الدليل المنهجي
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى