يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال» ما نصُّه:
«ليس في الدنيا أَنْفَعُ للعلماء مِنْ جَمْعِ المال للاستغناء عن الناس؛ فإنه إذا ضُمَّ إلى العلم حِيزَ الكمالُ، وإنَّ جُمهورَ العلماء شَغَلَهُمُ العلمُ عن الكسب فاحتاجوا إلى ما لا بُدَّ منه، وقَلَّ الصبرُ؛ فدخلوا مَداخِلَ شَانَتْهُم وإِنْ تَأوَّلوا فيها، إلَّا أَنَّ غَيْرَها كان أَحْسَنَ لهم… وهؤلاء ـ وإِنْ كانوا سَلَكوا طريقًا مِنَ التأويل ـ فإنهم فَقَدُوا مِنْ قلوبهم وكمالِ دِينهم أَكْثَرَ ممَّا نالوا مِنَ الدنيا، ولقد رأينا جماعةً مِنَ المتصوِّفة والعلماءِ يَغْشَوْنَ الوُلاةَ لأجلِ نَيْلِ ما في أيديهم: فمنهم مَنْ يُداهِنُ ويُرائي، ومنهم مَنْ يمدح بما لا يجوز، ومنهم مَنْ يسكت عن مُنْكَراتٍ، إلى غيرِ ذلك مِنَ المُداهَنات، وسببُه الفَقْرُ؛ فعَلِمْنَا أنَّ كمال العِزِّ وبُعْدَ الرِّياء إنما يكون في البُعد عن العُمَّال الظَّلَمَة، ولم نَرَ مَنْ صَحَّ له هذا إلَّا في أحَدِ رجلين:
ـ إِمَّا مَنْ كان له مالٌ كسعيدِ بنِ المسيِّب: كان يَتَّجِرُ في الزيت وغيرِه، وسفيانَ الثوريِّ: كانَتْ له بضائعُ، وابنِ المبارَك.
ـ وإمَّا مَنْ كان شديدَ الصبر، قَنوعًا بما رُزِقَ وإِنْ لم يَكْفِه: كبِشْرٍ الحافي، وأحمدَ بنِ حنبلٍ.
ومتى لم يَجِدِ الإنسانُ كصبرِ هذين ولا كمالِ أولئك فالظاهرُ تَقلُّبُه في المِحَن والآفات، وربَّما تَلِفَ دِينُه.
فعليك يا طالِبَ العلمِ بالاجتهاد في جمعِ المال للغِنى عن الناس؛ فإنه يجمع لك دِينَك؛ فما رأَيْنا في الأَغْلَبِ مُنافِقًا في التديُّن والتزهُّد والتخشُّع، ولا آفةً طرأَتْ على عالمٍ إلَّا بحُبِّ الدنيا، وغالبُ ذلك الفقرُ؛ فإِنْ كان له مالٌ يكفيه ثمَّ يطلب بتلك المُخالَطةِ الزيادةَ فذلك معدودٌ في أهل الشَّرَهِ، خارجٌ عن حيِّز العلماء؛ نعوذ بالله مِنْ تلك الأحوال».
«صيد الخاطر» لابن الجوزي (١٥٤ ـ ١٥٥).
«ليس في الدنيا أَنْفَعُ للعلماء مِنْ جَمْعِ المال للاستغناء عن الناس؛ فإنه إذا ضُمَّ إلى العلم حِيزَ الكمالُ، وإنَّ جُمهورَ العلماء شَغَلَهُمُ العلمُ عن الكسب فاحتاجوا إلى ما لا بُدَّ منه، وقَلَّ الصبرُ؛ فدخلوا مَداخِلَ شَانَتْهُم وإِنْ تَأوَّلوا فيها، إلَّا أَنَّ غَيْرَها كان أَحْسَنَ لهم… وهؤلاء ـ وإِنْ كانوا سَلَكوا طريقًا مِنَ التأويل ـ فإنهم فَقَدُوا مِنْ قلوبهم وكمالِ دِينهم أَكْثَرَ ممَّا نالوا مِنَ الدنيا، ولقد رأينا جماعةً مِنَ المتصوِّفة والعلماءِ يَغْشَوْنَ الوُلاةَ لأجلِ نَيْلِ ما في أيديهم: فمنهم مَنْ يُداهِنُ ويُرائي، ومنهم مَنْ يمدح بما لا يجوز، ومنهم مَنْ يسكت عن مُنْكَراتٍ، إلى غيرِ ذلك مِنَ المُداهَنات، وسببُه الفَقْرُ؛ فعَلِمْنَا أنَّ كمال العِزِّ وبُعْدَ الرِّياء إنما يكون في البُعد عن العُمَّال الظَّلَمَة، ولم نَرَ مَنْ صَحَّ له هذا إلَّا في أحَدِ رجلين:
ـ إِمَّا مَنْ كان له مالٌ كسعيدِ بنِ المسيِّب: كان يَتَّجِرُ في الزيت وغيرِه، وسفيانَ الثوريِّ: كانَتْ له بضائعُ، وابنِ المبارَك.
ـ وإمَّا مَنْ كان شديدَ الصبر، قَنوعًا بما رُزِقَ وإِنْ لم يَكْفِه: كبِشْرٍ الحافي، وأحمدَ بنِ حنبلٍ.
ومتى لم يَجِدِ الإنسانُ كصبرِ هذين ولا كمالِ أولئك فالظاهرُ تَقلُّبُه في المِحَن والآفات، وربَّما تَلِفَ دِينُه.
فعليك يا طالِبَ العلمِ بالاجتهاد في جمعِ المال للغِنى عن الناس؛ فإنه يجمع لك دِينَك؛ فما رأَيْنا في الأَغْلَبِ مُنافِقًا في التديُّن والتزهُّد والتخشُّع، ولا آفةً طرأَتْ على عالمٍ إلَّا بحُبِّ الدنيا، وغالبُ ذلك الفقرُ؛ فإِنْ كان له مالٌ يكفيه ثمَّ يطلب بتلك المُخالَطةِ الزيادةَ فذلك معدودٌ في أهل الشَّرَهِ، خارجٌ عن حيِّز العلماء؛ نعوذ بالله مِنْ تلك الأحوال».
«صيد الخاطر» لابن الجوزي (١٥٤ ـ ١٥٥).
Nabil LacRiM- مراقب الكمبيوتر والانترنت
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 2639نقاط التميز : 4581الجنس :العمر : 28الأبراج :
رد: يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
الف شكر على الموضوع المميز
الإمبراطور- مراقب الرياضة العالمية
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3647نقاط التميز : 8215الجنس :العمر : 31الأبراج :
رد: يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على هذه المعلومات
وعلى هذه المشاركة الرائعة
والموضوع المميز
شكرا لك على هذه المعلومات
وعلى هذه المشاركة الرائعة
والموضوع المميز
professeur- مراقب المنتدى
- تاريخ التسجيل : 31/08/2018المساهمات : 1825نقاط التميز : 3849العمر : 36الأبراج :
رد: يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
بارك الله فيك على هذا الموضوع
القيم والمميز واصل تألقك الدائم
القيم والمميز واصل تألقك الدائم
شموخ القوافي- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1461نقاط التميز : 1687الجنس :العمر : 32الأبراج :
رد: يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
موضوع مميز شكرا لك
long race- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1087نقاط التميز : 2208الجنس :العمر : 27الأبراج :
مواضيع مماثلة
» يقول ابنُ الجوزيِّ ـ رحمه الله ـ في «منفعة المال».
» يقول ابن الجوزي -رحمه الله -: ” تأملت حالة عجيبة
» إثم من يسب الصحابي معاوية بن أبي سفيان للإمامُ ابنُ عُثَيمِين رَحِمهُ الله
» يقول الله تعالى : (أنا عند ظن عبدي بي)
» التقي الزاهد المجاور بحرم الله - الفضيل بن عياض رحمه الله
» يقول ابن الجوزي -رحمه الله -: ” تأملت حالة عجيبة
» إثم من يسب الصحابي معاوية بن أبي سفيان للإمامُ ابنُ عُثَيمِين رَحِمهُ الله
» يقول الله تعالى : (أنا عند ظن عبدي بي)
» التقي الزاهد المجاور بحرم الله - الفضيل بن عياض رحمه الله
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى