ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------------
- ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
رجل قتلته خشية الله
هذه القصة للاعتبار والعظة فقط ومن لم يعتبر بها فلن يعتبر بغيرها، ذلك أننا غارقين بذنوبنا آناء الليل وأطراف النهار دون أن تهتز لنا شعرة واحدة، على حين من امتلآت قلوبهم من خشية الله يقنلهم ذنبا، ان مرّ علينا مثله يمر مرّ الكرام دون أن نأخذ له بالا، وصاحب قصتنا من قتلته خشية الله رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم دله على آية من كتاب الله تعالى موجبة في غفر الذنوب.
ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه هو أحد الذين منّ عليهم ووفقهم بعمل جليل ألا وهو خدمة النبي صلى الله عليه وسلم شأنه شأن أنس بن مالك وربيعة بن مالك وغيرهم الكثير من الصحابة الكرام الذين خدموه صلى الله عليه وسلم.
ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ابتعثه بمهمة ليقضي له حاجة، وفي طريقه لقضائها مرّ بباب من الأنصار فلمح امرأة تغتسل، فوسوس له الشيطان أن يقف عندها لينظر اليها، وما أن انتهت من غسلها حتى تكون مفاصلة قد ارتجفت ارتعادا خوفا من عودته الى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون أمين السماء ووحيها جبريل عليه السلام قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بما فعل بتجسسه على زوجة أحد الأنصار وهي تغتسل، لأجل ذلك، ولجل ألا يقف موقفا مشينا أمام حضرة النبي صلى الله عليه آثر ألا يعود اليه، ولم يعد حتى الى منزله بل فرّ الى أحد الجبال ودخل كهفا بين مكة والمدينة واختبأ فيه، ومكث قرابة الأربعين يوما وهو يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يتنزل وحي السماء جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا له: يا محمد انّ ربك يقرئك السلام ويقول لك: انّ رجلا من أمتك في الجبال يتعوّذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وسلمان الفارسي رضي الله عنهما انطلقا فأتياني بثعلبة، فخرجا رضي الله عنهما الى الجبال بحثا عنه، وعندما لم يعثرا عليه سألا أحد رعاة المدينة عنه يقال له زفافة، فسأله عمر رضي الله عنه: هل لك بعلم عن شاب بين هذه الجبال يا زفافة يقال له ثعلبة؟ فقال: لعلك تريد الهارب من جهنم! فقال له عمر رضي الله عنه: وما علمك انه هارب من جهنم؟ اجابك لأنه اذا جاء جوف الليل خرج من بين هذه الجبال واضعا يديه على رأسه وينادي: ياليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجددني ليوم القضاء، فدله زفافة عليه، وما أن رآه عمر رضي الله عنهما حتى احتضنه، ثم قال له ثعلبة: أوعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ اجابه عمر رضي الله عنه: لا علم لي الا أنه أرسلنا اليك أنا وسلمان، فقال: يا عمر لا تدخلاني عليه الا وهو في الصلاة، وبعد ان انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قالا له: هذا هو ثعلبة يا رسول الله!
فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم، نظرة اشفاق ورحمة، والحوار التالي يبيّن مدى الرحمة النبوية التي اغتبطت ثعلبة رضي الله عنه:
مالذي غيّبك عنا يا ثعلبة؟
ذنبي يا رسول الله.
أفلا أدلك على آية تغفر الذنوب والخطايا؟
بلى يا رسول الله!
قل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم له بالانصراف الى منزله.
أيام ثمانية تمر على ثعلبة وهو في حمى شديده، وما أن بلغ النبي صلى الله عليه مرض ثعلبة حتى زاره، وما أن دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجلس اليه حتى وضع النبي صلى الله عليه وسلم رأس ثعلبة رضي الله عنه في حجره الشريف صلى الله عليه وسلم، الا أن تعلبة رضي الله عنه رفع ثعلبة رأسه عن حجر رسول الله عليه وسلم ، الأمر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يسأله:
لم رفعت رأسك عن حجري يا ثعلبة؟
لأنه مليء بالذنوب يا رسول الله.
ما تشتكي يا ثعلبة؟
مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي.
ما تشتهي يا ثعلبة؟
مغفرة ربي.
واذ بوحي السماء جبريل عليه السلام يتنزّل على النبي صلى الله عليه وسلم قائلا له: يا محمد! انّ ربك يقرئك السلام ويقول لك: لو أنّ عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا للقيته بقرابها مغفرة.
وعندما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمغفرة ربه له، صاح صيحة الموت وغاب على أثرها عن الحياة.
وعند تشييعه رضي الله عنه الى مثواه الأخير، سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيناك تمشي على رؤوس أصابع قدميك يا رسول الله! اجاب عليه الصلاة والسلام:والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما استطعت أن اضع قدماي على الأرض من كثرة ما انزل الله من الملائكة لتشيعه.
فرضي الله عن ثعلبة وصلى الله وسلم وبارك على من رباه.
قصة الاسلام
----------------------------
- ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
رجل قتلته خشية الله
هذه القصة للاعتبار والعظة فقط ومن لم يعتبر بها فلن يعتبر بغيرها، ذلك أننا غارقين بذنوبنا آناء الليل وأطراف النهار دون أن تهتز لنا شعرة واحدة، على حين من امتلآت قلوبهم من خشية الله يقنلهم ذنبا، ان مرّ علينا مثله يمر مرّ الكرام دون أن نأخذ له بالا، وصاحب قصتنا من قتلته خشية الله رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم دله على آية من كتاب الله تعالى موجبة في غفر الذنوب.
ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه هو أحد الذين منّ عليهم ووفقهم بعمل جليل ألا وهو خدمة النبي صلى الله عليه وسلم شأنه شأن أنس بن مالك وربيعة بن مالك وغيرهم الكثير من الصحابة الكرام الذين خدموه صلى الله عليه وسلم.
ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ابتعثه بمهمة ليقضي له حاجة، وفي طريقه لقضائها مرّ بباب من الأنصار فلمح امرأة تغتسل، فوسوس له الشيطان أن يقف عندها لينظر اليها، وما أن انتهت من غسلها حتى تكون مفاصلة قد ارتجفت ارتعادا خوفا من عودته الى النبي صلى الله عليه وسلم ويكون أمين السماء ووحيها جبريل عليه السلام قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبره بما فعل بتجسسه على زوجة أحد الأنصار وهي تغتسل، لأجل ذلك، ولجل ألا يقف موقفا مشينا أمام حضرة النبي صلى الله عليه آثر ألا يعود اليه، ولم يعد حتى الى منزله بل فرّ الى أحد الجبال ودخل كهفا بين مكة والمدينة واختبأ فيه، ومكث قرابة الأربعين يوما وهو يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يتنزل وحي السماء جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا له: يا محمد انّ ربك يقرئك السلام ويقول لك: انّ رجلا من أمتك في الجبال يتعوّذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وسلمان الفارسي رضي الله عنهما انطلقا فأتياني بثعلبة، فخرجا رضي الله عنهما الى الجبال بحثا عنه، وعندما لم يعثرا عليه سألا أحد رعاة المدينة عنه يقال له زفافة، فسأله عمر رضي الله عنه: هل لك بعلم عن شاب بين هذه الجبال يا زفافة يقال له ثعلبة؟ فقال: لعلك تريد الهارب من جهنم! فقال له عمر رضي الله عنه: وما علمك انه هارب من جهنم؟ اجابك لأنه اذا جاء جوف الليل خرج من بين هذه الجبال واضعا يديه على رأسه وينادي: ياليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجددني ليوم القضاء، فدله زفافة عليه، وما أن رآه عمر رضي الله عنهما حتى احتضنه، ثم قال له ثعلبة: أوعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ اجابه عمر رضي الله عنه: لا علم لي الا أنه أرسلنا اليك أنا وسلمان، فقال: يا عمر لا تدخلاني عليه الا وهو في الصلاة، وبعد ان انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قالا له: هذا هو ثعلبة يا رسول الله!
فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم، نظرة اشفاق ورحمة، والحوار التالي يبيّن مدى الرحمة النبوية التي اغتبطت ثعلبة رضي الله عنه:
مالذي غيّبك عنا يا ثعلبة؟
ذنبي يا رسول الله.
أفلا أدلك على آية تغفر الذنوب والخطايا؟
بلى يا رسول الله!
قل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم له بالانصراف الى منزله.
أيام ثمانية تمر على ثعلبة وهو في حمى شديده، وما أن بلغ النبي صلى الله عليه مرض ثعلبة حتى زاره، وما أن دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجلس اليه حتى وضع النبي صلى الله عليه وسلم رأس ثعلبة رضي الله عنه في حجره الشريف صلى الله عليه وسلم، الا أن تعلبة رضي الله عنه رفع ثعلبة رأسه عن حجر رسول الله عليه وسلم ، الأمر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يسأله:
لم رفعت رأسك عن حجري يا ثعلبة؟
لأنه مليء بالذنوب يا رسول الله.
ما تشتكي يا ثعلبة؟
مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي.
ما تشتهي يا ثعلبة؟
مغفرة ربي.
واذ بوحي السماء جبريل عليه السلام يتنزّل على النبي صلى الله عليه وسلم قائلا له: يا محمد! انّ ربك يقرئك السلام ويقول لك: لو أنّ عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا للقيته بقرابها مغفرة.
وعندما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمغفرة ربه له، صاح صيحة الموت وغاب على أثرها عن الحياة.
وعند تشييعه رضي الله عنه الى مثواه الأخير، سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيناك تمشي على رؤوس أصابع قدميك يا رسول الله! اجاب عليه الصلاة والسلام:والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا ما استطعت أن اضع قدماي على الأرض من كثرة ما انزل الله من الملائكة لتشيعه.
فرضي الله عن ثعلبة وصلى الله وسلم وبارك على من رباه.
قصة الاسلام
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 25الأبراج :
رد: ثعلبة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
موضوع جد مميّز و ممتع كالعادة بارك الله فيك
شموخ القوافي- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1461نقاط التميز : 1687الجنس :العمر : 32الأبراج :
مواضيع مماثلة
» أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم
» عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
» عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
» الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله
» أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم
» عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
» عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
» الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله
» أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى