كتاب الإيمان - باب الدين يسر) الحافظ ابن رجب رحمه الله.
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
كتاب الإيمان - باب الدين يسر) الحافظ ابن رجب رحمه الله.
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ)).
(رواه البخاري (٣٩))
(كتاب الإيمان - باب الدين يسر)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
معنى الحديث: النهي عن التشديد في الدين، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يُشاد الدِّين أحدٌ إلا غلبهُ)) يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة، فمن شاد الدين غلبه وقطعه .
____
عنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: ((بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا)).
(رواه مسلم (١٧٣٢))
(كتاب الجهاد والسير - باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير)
في هذا الحديث: الأمر بالتبشير بفضل الله وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته، والنهي عن التنفير بذكر التخويف وأنواع الوعيد، محضة من غير ضمها إلى التبشير . وفيه: تأليف من قرب إسلامه، وترك التشديد عليهم، وكذلك من قارب البلوغ من الصبيان، ومن بلغ ومن تاب من المعاصي، كلهم يتلطف بهم ويدرجون في أنواع الطاعة قليلاً قليلاً، وقد كانت أمور الإسلام في التكليف على التدريج فمتى يسر على الداخل في الطاعة أو المريد للدخول فيها سهلت عليه، وكانت عاقبته غالبا التزايد منها، ومتى عسرت عليه أو شك أن لا يدخل فيها، وإن دخل أو شك أن لا يدوم أو لا يستحيلها . وفيه: أمر الولاة بالرفق، واتفاق المتشاركين في ولايةٍ ونحوها، وهذا من المهمات فإن غالب المصالح لا يتم إلا بالاتفاق، ومتى حصل الاختلاف فات . وفيه: وصيةُ الإمام الولاة وإن كانوا أهل فضلٍ وصلاحٍ كمعاذٍ وأبي مُوسى، فإن الذكرى تنفعُ المؤمنين .
"شرح النووي على مسلم" (١٢/٤١)
____
عنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ)). قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)).
(رواه مسلم (٢٨١٨))
(كتاب صفة القيامة والجنة والنار - باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى)
(رواه البخاري (٣٩))
(كتاب الإيمان - باب الدين يسر)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
معنى الحديث: النهي عن التشديد في الدين، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لن يُشاد الدِّين أحدٌ إلا غلبهُ)) يعني: أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة، فمن شاد الدين غلبه وقطعه .
____
عنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ قَالَ: ((بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا)).
(رواه مسلم (١٧٣٢))
(كتاب الجهاد والسير - باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير)
في هذا الحديث: الأمر بالتبشير بفضل الله وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته، والنهي عن التنفير بذكر التخويف وأنواع الوعيد، محضة من غير ضمها إلى التبشير . وفيه: تأليف من قرب إسلامه، وترك التشديد عليهم، وكذلك من قارب البلوغ من الصبيان، ومن بلغ ومن تاب من المعاصي، كلهم يتلطف بهم ويدرجون في أنواع الطاعة قليلاً قليلاً، وقد كانت أمور الإسلام في التكليف على التدريج فمتى يسر على الداخل في الطاعة أو المريد للدخول فيها سهلت عليه، وكانت عاقبته غالبا التزايد منها، ومتى عسرت عليه أو شك أن لا يدخل فيها، وإن دخل أو شك أن لا يدوم أو لا يستحيلها . وفيه: أمر الولاة بالرفق، واتفاق المتشاركين في ولايةٍ ونحوها، وهذا من المهمات فإن غالب المصالح لا يتم إلا بالاتفاق، ومتى حصل الاختلاف فات . وفيه: وصيةُ الإمام الولاة وإن كانوا أهل فضلٍ وصلاحٍ كمعاذٍ وأبي مُوسى، فإن الذكرى تنفعُ المؤمنين .
"شرح النووي على مسلم" (١٢/٤١)
____
عنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ)). قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)).
(رواه مسلم (٢٨١٨))
(كتاب صفة القيامة والجنة والنار - باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى)
ᴛʜᴇ ʀᴇᴅ ғʟᴏωᴇʀ- نجم ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 3052نقاط التميز : 5482الجنس :العمر : 25الأبراج :
رد: كتاب الإيمان - باب الدين يسر) الحافظ ابن رجب رحمه الله.
موضوع جد مميّز و ممتع كالعادة بارك الله فيك
شموخ القوافي- عضو ستارديس
- تاريخ التسجيل : 29/08/2018المساهمات : 1461نقاط التميز : 1687الجنس :العمر : 32الأبراج :
مواضيع مماثلة
» ذاق طعم الإيمان من رضي للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
» قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تبارك و تعالىٰ -
» الإمام الحافظ وكيع بن الجراح رحمه الله
» ''سبل تقوية الإيمان باليوم الآخر'' سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
» قال الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - في ترجمة الريوندي
» قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تبارك و تعالىٰ -
» الإمام الحافظ وكيع بن الجراح رحمه الله
» ''سبل تقوية الإيمان باليوم الآخر'' سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
» قال الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - في ترجمة الريوندي
سجل دخولك لتستطيع الرد بالموضوع
لابد تكون لديك عضوية لتستطيع الرد سجل الان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى